لقاء فكرى عن الفن السابع بالمجلس الأعلى للثقافة

نشر في: الخميس 14 أغسطس 2025 - 9:40 م

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، عقد اليوم الأربعاء الموافق 14 أغسطس 2025، لقاء فكرى مع الفنان الشاب ميدو عادل بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، في إطار مبادرة "القوة في شبابنا".

وشهد اللقاء حضورًا واسعًا من الشباب المهتمين بالفن السابع، حيث تفاعل الفنان ميدو عادل معهم وتبادل رؤاهم حول فن التمثيل، مشيرًا إلى أن التمثيل أحد أرقى الفنون التي تجمع بين الإبداع والتواصل الإنساني. وأكد أن التمثيل ليس مجرد حفظ نصوص أو تقليد الأفعال، بل عملية عميقة تتطلب من الممثل أن يعيش الشخصية بكل تفاصيلها النفسية والجسدية، حتى يصدقها الجمهور. ويمكن النظر إليه كفن "الحياة داخل حياة أخرى"، إذ يضع الممثل نفسه في ظروف ومشاعر وتجارب لم يعشها بالضرورة، لكنه يتقمصها وكأنها واقعه الشخصي، وهذه القدرة على الانفصال عن الذات والانغماس في شخصية أخرى تجعل التمثيل أقرب إلى تجربة إنسانية عاطفية وفكرية معقدة.

وأوضح الفنان أن عملية اكتشاف موهبة التمثيل غالبًا تبدأ منذ الصغر، من خلال ميل فطري لتقليد الآخرين أو الارتجال في مواقف مرحة أو درامية، وقد يلاحظ الأهل والمعلمون قدرة الطفل على سرد القصص بطريقة مشوقة أو التعبير عن مشاعره بصدق حتى في اللعب التمثيلي البسيط. ومع التقدم في المرحلة المدرسية والأنشطة الفنية، يجد الفرد نفسه مرتاحًا أمام الجمهور أو الكاميرا، وقادرًا على السيطرة على انفعالاته وأدواته التعبيرية، ومع التدريب تتطور الموهبة إلى مهارة احترافية.

وأشار الفنان إلى أن أهم ما يميز الموهوب في التمثيل هو الحس العالي بالملاحظة، حيث يراقب الممثل الجيد تصرفات الناس وحركاتهم ونبراتهم بدقة، ويحفظ هذه الملاحظات لاستخدامها لاحقًا عند أداء الشخصيات. كما يحتاج إلى ذكاء عاطفي لفهم دوافع الشخصيات التي يؤديها، حتى لو كانت بعيدة عن شخصيته الحقيقية.

ولفت إلى أن التعبيرات الخاصة بالتمثيل تشكل العمود الفقري لهذا الفن، فالوجه هو المسرح الأول للمشاعر، قادر على نقل الفرح، الحزن، الغضب، الخوف أو الارتباك دون الحاجة إلى كلمات، بينما النظرات والابتسامات ولغة الجسد تضيف عمقًا وواقعية للشخصية. كما أن الصوت جزء أساسي من التعبير التمثيلي، فالنبرة، ودرجة الصوت، وسرعة الكلام تساعد على إيصال الحالة النفسية، وأحيانًا يكون الصمت أبلغ من الكلام.

كما شدد على دور الخيال في التمثيل، حيث يحتاج الممثل لملء الفراغات التي لا يقدمها النص، وبناء حياة كاملة لشخصيته تشمل ما تحب، وما تخاف، وذكرياتها، مما يمنح الشخصية عمقًا وصدقًا يجعلها أقرب إلى كائن حي حقيقي.

وأوضح أن التمثيل ليس موهبة فطرية فقط، بل علم ومهارة تتطلب تدريبًا وصقلًا مستمرين، من خلال دروس التمثيل، ودراسة أساليب مدارس الأداء المختلفة، والمشاركة العملية في الأعمال الفنية، ليتمكن الممثل من الجمع بين الموهبة الفطرية والانضباط الفني، والصدق الداخلي والإبداع الخارجي، ليترك أثرًا دائمًا في قلوب الجمهور.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن تكامل الخيال والتذوق الفني يمكن الممثل من تحويل النص إلى تجربة حية مؤثرة، تلامس مشاعر الجمهور وتترك فيهم أثرًا لا يُنسى، موضحًا أن التمثيل يتطلب استخدام الخيال لبناء حياة كاملة للشخصية، واستحضار مواقف وتجارب لم يعشها في الواقع، مع التذوق الفني لاختيار النبرة والإيقاع المناسب، واستخدام الصمت في اللحظة المثالية.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة