x قد يعجبك أيضا

البابا تواضروس الثاني يصلي قداس أحد الشعانين في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية

نشر في: الأحد 13 أبريل 2025 - 1:51 م
محمد فتحي

صلى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، أحد الشعانين المعروف شعبيًّا بـ "أحد السعف" في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.

واستقبل خورس الشمامسة قداسة البابا بالسعف والصلبان وهم يرتلون لحن الشعانين "افلوجيمينوس"، حيث صلى قداسته طقس دورة الشعانين التي يطوفون فيها داخل الكنيسة ويتوقفون أمام بعض الأيقونات والبابين البحري والقبلي للكنيسة وموضع اللقان، ويقرأون في كل نقطة توقف وعددها ١٢ نقطة، فصلاً من الإنجيل يتناسب موضوعه مع الأيقونة أو الباب الواقفين عنده.

ثم استكمل قداسته صلوات القداس الإلهي، وألقى عظة القداس، وأشار فيها إلى أن "أحد الشعانين" هو حدث فريد في التاريخ وفي طقس الكنيسة، موضحًا أن حدث دخول المسيح أورشليم ذكره البشيرون الأربعة، ويتميز أيضًا بأنه يختتم بصلاة التجنيز العام.

ولفت قداسة البابا إلى أنه من مظاهر "أحد الشعانين" استخدام سعف النخيل وأغصان الزيتون، مضيفا: "للشجر مدلول هام في الكتاب المقدس حيث بدأت الأشجار الرحلة مع الإنسان في الفردوس، واستمرت الرحلة حتى وُلِدَ الرب في مذود مصنوع من خشب الشجر وهو ما يمكن أن نسميه "لقاء الحب"، وتقابل في خدمته مع زكا العشار الذي صعد على شجرة جميز وهو ما يمكن أن نسميه "لقاء التوبة"، واليوم استقبله الجموع بسعف النخيل وأغصان شجر الزيتون في "لقاء الفرح" ثم يأتي يوم الجمعة العظيمة الذي صلب فيه الرب على خشبة الصليب في "لقاء الخلاص".

وأضاف:" من خلال هذه الرحلة مع الشجرة وفي هذا العيد المفرح يرسل لنا الله عدة رسائل منها الله يريد أن يملك على قلبك في نقاوة هدوء واتضاع، والمسيح يبكي على خطاياك طالبًا توبتك وخلاصك، والمسيح يدعوك أن تعيش في طاعة الوصية ووسائط النعمة.

وعقب انتهاء القداس صلى قداسته صلوات "الجناز العام" بحسب الترتيب الطقسي للكنيسة والذي يلي قداس الشعانين، وقبل الانخراط في صلوات البصخة المقدسة.

شارك في الصلوات الآباء الأساقفة العموم المشرفون على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالاسكندرية والاباء كهنة الكنيسة، وأعداد كبيرة من الشعب امتلأت بهم الكاتدرائية.

ويعد أحد الشعانين المعروف شعبيًّا بـ "أحد الزعف"، أحد الأعياد السيدية السبعة الكبرى، ويبدأ بعده مباشرة أسبوع البصخة المقدسة الذي ينتهي بعيد القيامة المجيد.

وقال ماجد وديع الراهب، رئيس جمعية المحافظة على التراث المصري، إن أحد السعف احتفال ديني بالأساس، لأنه يؤرخ لدخول السيد المسيح لأورشاليم واستقبال اليهود له بسعف النخل، ظنًا منهم بأنه دخل المدينة كملك.

وأضاف وديع للشروق، أنه عندما أدرك اليهود أن المسيح دخل أورشليم كمبشر وليس ملك، بدأوا يتقولون عليه إلى أن صلبوه يوم الجمعة، خلال هذه الأيام المعدودة أدركوا أنه لا يعد مملكته كقوة ودولة، ولذلك نادوا الرمان للتخلص منه بمناشدتهم (اصلبه.. اصلبه).

وتابع: "سمي هذا الدخول بحد السعف لأن استقبال المسيح كان بسعف النخل باعتبارها أسهل الأشياء الموجودة والمتوافرة، ففرشوا بها الأرض واستقبلوه؛ وعندما انتشرت المسيحية في العالم بدأت الكنيسة تحتفل بالمناسبات الخاصة بالسيد المسيح والتي كان منها الاحتفال بدخوله أورشليم".

ولفت إلى أن العهد القديم بشر بدخول المسيح للقدس، وبمصيره على أيدي اليهود؛ موضحًا أن الدين قد وصفهم بأنهم قتلة أنبياء، قائلًا: "هم شعب عنيد كل تفكيره في إقامة الدولة والملك الحياتي وليس الأبدي".

وبين رئيس جمعية المحافظة على التراث المصري، أن الاحتفالات بالعيد تكون عبر جدل السعف على أشكال مختلفة؛ مثل: الحمار الذي يرمز بما كان يمتطيه المسيح عند دخوله أورشليم؛ والقلب لأنه يرمز إلى نقاء قلب المسيحي، وهو ما يوضح النداء "قلبك يامسيحي" الذي يُسمع في العيد.

وعن العلاقة بين الثقافة المصرية والاحتفالات بأحد الزعف، أوضح أن بعض المؤرخين أشاروا إلى أن المصريين كانوا يحتفلون أحيانًا بالآلهة المصرية بنفس الشكل مثل الاحتفال بأوزوريس بالسعف، مضيفا: "لذلك نقول أحيانًا أن المصري عمّد الطقس المصري أي أضاف لها البعد المسيحي".

كما أكد الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية أن السيد المسيح لم يهتم لشعبيته وهتاف الجماهير الذين كانوا يهتفون له قبل قليل "أوصنا" خلال ما وصفه بالدخول الانتصاري، لافتًا إلى أن ذلك يعلمنا ألا ننخدع وهنا يعلمنا بتأييد الجماهير فنفعل ما يرضيهم على حساب الحق.

وبين في رسالته عبر مقطع فيديو بمناسبة أحد الشعانين، أن المسيح غضب على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان باسم الدين؛ فوصف قادة الهيكل والباعة الذين كانوا بداخله بأنهم "مغارة لصوص"، وفي هذا تحذير شديد لكل راعٍ وكل خادمٍ، ألا يستغل الناس تحت أي مسمى.

وتابع: "لنحذر جميعًا من أن نكون سببًا يبعد الناس عن الله أو يكون حاجزًا بينهم وبين الله، أو أن نعثرهم بسلوكنا وتصرفاتنا؛ فالسيد المسيح لم يقف عند حد الهجوم على المخطئين، بل ذهب إلى معاونة المحتاجين لنتعلم من هذا المشهد؛ أن يكون الغضب للحق، ويكون مصحوبًا بمحبة غامرة".

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة