تعتبر قرية «بدخلو» إحدى القرى القديمة فى مركز الداخلة بالوادى الجديد، امتداد شريان قديم لعيون المياه الرومانية القديمة، والتى اشتقت من مسمى قديم وهو «بيت خلو» ويعنى «بيت الخال»، وتفردت بأصل زراعة العنب والمشمش والزيتون بين التلال وعيون الرومان فى واحة الداخلة.

واصل الباحثون رحلات الاستكشاف والبحث فى أصول تلك المناطق، التى تضم مبان قديمة بطراز معمارى متميز ترجع إلى العصور القديمة، والتى يسعى المسئولين للحفاظ عليها.

وقال محمود عبدربه، الباحث فى تاريخ وتراث الوادى الجديد، لـ«الشروق»، إن قرية بدخلو، تقع على مسافة 21 كيلومترا شمال مدينة موط بالواحات الداخلة، والجزء الرئيسى القديم للقرية يقع على الجانب الغربى من الطريق بين ثلاثة تلال منخفضة، فعرفت بالقرية التى تقع بين التلال والنخيل، مؤكدا أن المؤرخين المصريين ذكروا القرية القديمة التى تضم مبان قديمة لسكان قطنوا المنطقة عام 1783 ميلاديا و1197 هجريا.

وأضاف وتفردت القرية بزراعة العنب وأشجار المشمش والزيتون وكذلك النخيل، علاوة على زراعة القمح والأرز، كزراعات موسمية فى الشتاء والصيف، ومرت القرية بمسميات «بيت خلو»، وهو ما يعنى «بيت خالو»، حتى توصل العالم الألمانى فرانك بليس أن هذا المسمى يعنى باللغة العربية «بيت الخال».

وكشف عبدربه، وجود مبان قديمة لسكان القرية منذ القدم والعائلات التى امتدت من العصر الرومانى، وكذلك العائلات التى وفدت من واد النيل مع بداية القرن الـ18، ومع بداية القرن الـ19، ذكرت القرية فى مراجع الباحثين الإيطاليين، أن عدد سكانها بلغ نحو 583 نسمة عام 1897، وضمت أكثر 10 آلاف شجرة نخيل وزيتون ومشمش وعنب، وفى عام 1908 زارها رسام الخرائط البريطانى هيو جون ليويلين بادنيل، مشيرا إلى أن الأهالى بالقرية امتهنوا الزراعة وكانوا أصول زراعة الزيتون والمشمش والعنب والبرتقال والليمون وقسموا الأراضى لمزارع مستقلة.

وأشار إلى ضرورة الحفاظ على أطلال المبان القديمة شمال القرية، وهى تشبه مبانى القرون الوسطى جزئيا الموجودة فى قرى القصر الإسلامية، فى ظل تعرضها للتصدع، حيث تم الحفاظ على المسجد القديم بجانب بقايا البيوت القديمة المبنية بالطوب اللبن، وشكلت الحدود العليا للأبواب نصف دائرى فوق العتبة الخشبية وزينت الواجهة بنماذج من الطوب متعدد الألوان، وتم تجهيز أسطح المنازل بسطح يحده جريد النخيل، وفى جنوب غرب القرية من العهد العثمانى، وقباب قديمة لمشايخ قطنوا بيت الخال.