سلطت صحيفة ميرور البريطانية الضوء على قرار النجم المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، برفض عرض خيالي من أحد أندية الدوري السعودي، تصل قيمته إلى نحو 500 مليون جنيه إسترليني، مفضلاً الاستمرار مع "الريدز" وتجديد عقده لمدة عامين إضافيين، في خطوة أعلنها النادي رسميًا صباح الجمعة.

وأكدت الصحيفة أن قرار صلاح لم يكن مفاجئًا فقط على الصعيد المالي، بل عكس كذلك تمسك اللاعب بمشروعه الرياضي داخل قلعة "أنفيلد"، وسعيه لمواصلة كتابة التاريخ بقميص ليفربول، وطرحت ميرور ثلاثة أسباب رئيسية كانت وراء هذا القرار، وجاءت على النحو التالي:

السبب الأول: أرني سلوت.. المدرب صاحب التأثير السريع

أولى دوافع محمد صلاح للبقاء جاءت من الانطباع القوي الذي تركه المدرب الهولندي أرين سوت، الذي تولى القيادة الفنية للفريق عقب رحيل يورغن كلوب. ورغم الضغوط الكبيرة التي رافقت بداياته، نجح سوت في فرض شخصيته، وأعاد التوازن إلى الفريق الذي بات ينافس بقوة على لقب الدوري.

صلاح ووكيله رامي عباس عبّرا عن إعجابهما الكبير بالمدرب الجديد، حيث وصفه الأخير بأنه "ممتاز في عمله"، وهو ما ساهم في تعزيز شعور الاستقرار داخل غرفة ملابس ليفربول، بعد نهاية مضطربة في حقبة كلوب.

السبب الثاني: الطموح الأوروبي والكرة الذهبية

يرى صلاح أن الاستمرار في الدوري الإنجليزي الممتاز يمنحه المسرح المثالي لمواصلة المنافسة على الألقاب الجماعية والجوائز الفردية، وعلى رأسها الكرة الذهبية. وقد كان النجم المصري ضمن أبرز المرشحين للجائزة خلال الموسم الجاري، مستفيدًا من تألقه المستمر ومساهمته الكبيرة في انتصارات ليفربول.

أما الانتقال إلى الدوري السعودي، فرغم المغريات المادية، كان سيبعده عن دائرة الترشيحات الكبرى ويحد من حضوره في المشهد الأوروبي والإعلامي العالمي.

السبب الثالث: الأرقام القياسية.. الشغف المستمر

يبقى سعي محمد صلاح لتحطيم الأرقام القياسية دافعًا كبيرًا في قراراته، فقد أصبح ثالث الهدافين التاريخيين لليفربول بـ243 هدفًا، ويقترب من رقم روجر هانت (285 هدفًا)، فيما لا يزال الرقم القياسي لإيان راش (346 هدفًا) هدفًا بعيدًا لكن غير مستبعد.

وعلى مستوى الدوري الإنجليزي، عادل صلاح رقم سيرجيو أجويرو كأكثر لاعب أجنبي تسجيلاً بـ184 هدفًا، ويحتاج لهدف واحد فقط للانفراد بالرقم، مع تطلعات لتجاوز آندي كول (187)، ثم واين روني (208) وهاري كين (213) خلال المواسم المقبلة.

واختتمت ميرور تقريرها بالإشارة إلى أن محمد صلاح، البالغ من العمر 32 عامًا، لا يزال في قمة لياقته البدنية والفنية، وقراره بالبقاء مع ليفربول يعكس عزيمة قوية لمواصلة التألق، وحرصًا على أن يظل اسمه محفورًا في تاريخ النادي والدوري الإنجليزي.