• السوق ستشهد تقلبات حادة على المدى القصير.. وفرص إيجابية على المدى الطويل

أكد محللون بسوق المال، أن تحسن أداء البورصة المصرية، مرتبط بالمشهد الاقتصادى العالمى الملىء بالتحديات والفرص، وما يشهده من تقلبات وتأثيرات متباينة على الأسواق الناشئة، متوقعين أن تشهد السوق المحلية تقلبات حادة على المدى القصير وعلى المديين المتوسط والطويل قد تظهر فرص إيجابية مرهونة بقدرة الشركات على التكيف مع الأوضاع.

وحذر المحللون من أن استمرار الرسوم الجمركية عالميًا قد يشكل ضغطًا على الاقتصاد
وتدفقات الاستثمار فى البورصة المصرية، مشيرين فى الوقت ذاته إلى أن تعليق الرسوم مؤقتًا قد يمنح السوق فرصة للتعافى مدعومًا بنتائج الشركات الإيجابية.

وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نهاية الأسبوع الماضى، رفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125% من 104% وبأثر فورى، وذلك ردًا على وزارة المالية الصينية بعدما أعلنت فى ذات يوم القرار عن فرض رسوم إضافية بـ 84% على السلع الأمريكية. وقال ترامب إنه سمح بوقف تطبيق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوما وخفضها خلال تلك الفترة إلى 10% بأثر فورى بالنسبة للدول الأخرى.

وقال الدكتور أحمد السيد، خبير الاقتصاد والتمويل، إن التأثير على المدى القصير على السوق المصرية ستكون فى حالة تذبذب وعدم استقرار نظرا لوجود حالة من عدم اليقين وهذا هو العدو الأول لأى سوق، فعندما لا تكون هناك رؤية واضحة تكون القرارات عشوائية وردود الأفعال غير منطقية وهو ما يظهر حتى فى أكبر الأسواق العالمية التى تتذبذب حالتها يوميًا.

وأضاف السيد: «منذ الإعلان عن التعريفات فالأسواق ما بين تراجعات حادة وارتفاعات ضخمة بالرغم من كونها أسواقا متقدمة تسيطر عليها أداء المؤسسات وبالتالى سنرى تقلبات فى السوق المصرية أيضا على المدى القصير».

أما فيما يتعلق بالمدى المتوسط والطويل سيكون التأثير إيجابى فى حال قدرة الشركات على انتهاز هذه الفرصة، وفق السيد.

وتابع السيد: «حتى تتضح الصورة فلا أتوقع تأثيرات كبيرة على الشركات المقيدة القائدة للسوق، لأن تقييم غالبية الشركات فى السوق منخفضة بالفعل مقارنة بأدائها ونتائجها المالية، كما أن الاستثمارات الأجنبية فى السوق ما زالت منخفضة نسبيا مما يقلل من التأثير على السوق فى حال تخارج الأجانب».

قال حسام الغايش محلل أسواق المال، إن استمرار الرسوم الجمركية عالميا يضغط على الاقتصاد العالمى، وهو ما ينعكس على سوق المال المصرى من خلال ضعف فى التدفقات الاستثمارية وتراجع فى أرباح بعض القطاعات المدرجة بالبورصة وتقلب فى سعر صرف الجنيه.

وأضاف الغايش أن استمرار فرض الرسوم الجمركية عالميا له تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الأسواق المالية حول العالم، ومنها سوق المال المصرية.

وأوضح أن أسهم الشركات المصدرة قد تتأثر سلبيا نتيجة انخفاض الطلب العالمى أو تغير سلاسل الإمداد، وتذبذب ثقة المستثمرين فى الأسواق الناشئة مع ارتفاع المخاطر العالمية، مما قد يؤدى إلى خروج استثمارات أجنبية من البورصة.

ويرى محمود عطا، المدير التنفيذى لشركة الصك لتداول الأوراق المالية، أن المشهد الاقتصادى العالمى وتوقعات ارتفاع معدلات التضخم والتخوف من دخول مرحلة الركود الاقتصادى، كلها عوامل تؤثر سلبا على أداء البورصة المصرية، وخلق حالة من عدم اليقين مرة أخرى لدى المستثمرين والتى تسببت فى فقد المؤشر الرئيسى للبورصة egx30 نحو 6%.

وقال عطا إنه يتوقع بعد تعليق فرض الرسوم الجمركية 90 يوما أن تعاود الأسواق عملية الارتداد مرة أخرى وأن تستمر البورصة المصرية فى الأداء الجيد الذى بدأ منذ بداية الربع الثانى من هذا العام مدعوما بنتائج أعمال الشركات ومعدلات النمو الإيجابية ومكررات الربحية.

وأضاف لـ«مال وأعمال ــ الشروق»، أن يستطيع المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية egx30 الاقتراب خلال هذا الربع الثانى من العام من المستويات التاريخية الذى حققها 34000 نقطة مع تزايد احتمالات تنفيذ المزيد من صفقات الاستحواذ وإلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية.