صحفيان بغزة رغم الإصابة: سنواصل كشف جرائم إسرائيل ولن نترك القلم والكاميرا

نشر في: الجمعة 11 أبريل 2025 - 11:23 م
غزة/ الأناضول

ـ أصيب الصحفيان عبد الله العطار وماجد قديح في قصف إسرائيلي استهدف خيمة صحفيين في مستشفى ناصر الطبي الاثنين..
ـ الصحفي العطار المصاب بشظايا في عدة مناطق من جسده للأناضول: لن نترك القلم والكاميرا
ـ الصحفي قديح المصاب بشظية في الرئة يروي الواقعة للأناضول: كأنها أهوال يوم القيامة

 

في أولى ساعات فجر الاثنين، وبينما كان الصحفيون الفلسطينيون الذين يتخذون من مستشفى ناصر بغزة الطبي مقرا للعمل، يستعدون لتغطية مجازر إسرائيلية جديدة، سقط صاروخ على خيمة كانت تؤوي عددا منهم محولا المكان إلى ما يشبه بالمحرقة.

ويلجأ صحفيو غزة إلى العمل من المستشفيات لتوفر شبكات الكهرباء والإنترنت، والتي يعاني القطاع من توقفها منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023.

القصف الإسرائيلي لخيمة الصحفيين تسبب في مقتل صحفيين اثنين؛ بينهما الصحفي أحمد منصور، الذي توفي متأثرا بجراح أصيب بها جراء القصف والنيران التي التهمت جسده إثر احتراق الخيمة لحظة الاستهداف.

إلى جانب ذلك أصيب 9 صحفيين آخرين في ذات القصف، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الذي ندد بجريمة "الاستهداف المباشر" لصحفيي القطاع والذي اعتبره انتهاكا للأعراف الدولية بهدف طمس الرواية الفلسطينية وجرائم الاحتلال.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية على القطاع، قتلت إسرائيل 211 صحفيا يعملون في مناطق مختلفة من غزة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

**"سنواصل الرسالة"

الصحفي عبد الله العطار، المصور المتعاون مع عدة وكالات محلية ودولية، أصيب بعدد من شظايا الصاروخ الذي استهدف خيمة الصحفيين، في مناطق مختلفة من جسده.

وقال العطار، للأناضول، بينما كان يستلقي على سريره بمستشفى ناصر، إنه أصيب بعدة شظايا في مناطق مختلفة من جسده؛ أخطرها في الكبد، حيث ما زالت شظيتين موجودتان هناك.

وبينما يحاول التقاط أنفاسه بصعوبة بسبب شدة الإصابة، يؤكد أن القصف الإسرائيلي الذي استهدفهم لن يثنيهم عن أداء واجبهم الإنساني في نقل الحقيقة للعالم.

وشدد العطار، على أنه رغم الاستهداف والاغتيال الإسرائيلي للصحفيين فإنهم لن يتركوا "القلم والكاميرا".

وتابع أنهم سيعدون بناء الخيمة والعمل مجددا لإيصال الرسالة والحقيقة للعالم.

**لحظة الاستهداف

وعن لحظة الاستهداف، قال العطار إن الصحفيين في قطاع غزة اعتادوا خلال أشهر الإبادة على العمل من داخل المستشفيات لتوفر شبكات الإنترنت والكهرباء فيها.

وأضاف أنهم في فجر ذلك اليوم، عادوا إلى خيمة العمل في مستشفى ناصر، من أجل إرسال مواد مصورة حول مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقصف منزل مأهول وسط مدينة خان يونس في حينه.

وأكمل العطار: "لم تكن دقائق حتى وأنهينا هذا العمل وبدأنا بتناول الطعام بعد مرور ساعات طويلة لم نأكل فيها شيئا".

ثوان حتى انقلب كل شيء، "كأنه زلزال رفعني وشعرت بشيء ينفجر في بطني ووجهي وعيناي ولم أر شيئا بعد ذلك"، وفق وصفه.

بعد مرور لحظات على هذه الصدمة التي لم تفهم تفاصيلها بعد لدى الصحفيين، صرخ العطار مستغيثا أن شيئا انفجر في بطنه.

ومع فوضى الانفجار، هرع غالبية الصحفيين إلى الخيمة المستهدفة والتي تبعد عن خيمة العطار مسافة 5-6 أمتار.

لكن العطار المصاب، بدأ بالزحف وصولا إلى باب الخيمة حتى استطاع أن ينتشل نفسه ليرى ماذا يحدث، ليسقط لاحقا على الأرض مضرجا بدمائه.

وقال: "انتشر الدم على قدماي وظهري، كان عندي إصابة في القدمين وفي الكبد حيث ما زالت شظيتين تتواجدان بداخله ويجري عمل التصوير الطبي من أجل الخضوع لعملية جراحية لاحقا".

**توثيق رغم الإصابة

بدوره، يقول الصحفي الحر ماجد قديح، العامل بعدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، وهو يروي لحظة الواقعة وقد بدت عليه علامات من الذهول: "كأنها أهوال يوم القيامة".

وتابع قديح، للأناضول، مع متابعتنا للتطورات الميدانية داخل الخيمة فوجئنا بصاروخ ينزل تجاه خيام الصحفيين.

مع صدمة هذا الحدث، هرع الصحفي قديح لتغطية الحدث وتوثيقه دون أن يعلم بداية أنه مصاب بإحدى شظايا الصاروخ.

وتابع، أنه بينما كان يوثق الحدث شعر بضغط شديد في صدره وانقطعت أنفاسه ليعرف لاحقا أنه مصاب.

واستكمل قائلا: "فوجئت بشظية دخلت من ظهري ووصلت للرئة".

**"لا حماية للصحفيين"

قديح، ندد بالاستهداف الإسرائيلي المتعمد للصحفيين في قطاع غزة، متسائلا: "ما ذنبنا من هذا الاستهداف؟"

وأضاف: "نحن ننشر صور لا أسلحة، هل أصبحت القضية الفلسطينية مصيبة أو قنبلة نووية".

وأشار قديح، إلى أن الصحفي الفلسطيني بغزة "لا حماية له".

وأردف: "حتى الدرع لا يوفر له حصانة ضد الصواريخ التي تستهدف الخيام والصحفيين بشكل مباشر".

وأكد قديح، أنه رغم الاستهداف والقتل الذي يتعرض له الصحفي في قطاع غزة إلا أن ذلك لن يوقفه عن الاستمرار في التغطية وكشف الجرائم الإسرائيلية حتى النهاية.

وفي 18 مارس الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.

يأتي ذلك بينما ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة