الزنك أحد المعادن التى تدخل فى تركيب أنسجة وخلايا الإنسان فى قدر يسير للغاية حتى إنه يرمز إليه مع معادن أخرى مثل الكروم والنحاس والسيلينيوم والكبريت على أنها بقايا نادرة rrace elements ارتبط اسم الزنك دائما بفعل المناعة وعلاقة قوية بجهاز المناعة لدى الإنسان دونما تفسير علمى واضح يشرح تفاصيل تلك العلاقة.
كان من المعروف دائما أن نقص عنصر الزنك يلازمه مناعة أقل تتيح انتشار المرض بسرعة أو تصاعد لموجة العدوى الأمر الذى ينذر بخطر داهم عند انتشارها فى أنحاء الجسم عبر الشرايين.
أيضا كان من الملاحظ أن كبسولات الزنك إذا ما تناولها الإنسان مع بداية الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا كانت سببًا مباشرًا فى اختصار أيام المرض.
أما الملاحظة التى قادت لأبحاث تالية مكثفة على خلايا الإنسان فكانت تلك التى سجلها فريق من علماء جامعة ولاية أوهايو عن ارتباط غياب عنصر الزنك ونقصانه فى خلايا أنسجة الفئران المعملية بحدوث التهابات متفرقة قد تحصل إلى حد انتشار الالتهاب بصورة عامة (Sepsis) تؤدى لتلوث الدم.
دراسة حديثة نشرت هذا الأسبوع تمت خطواتها العلمية والمعملية فى جامعة أبردين البريطانية كان لها أن تلتقط طرف الخيط فى تفسير تلك الظاهرة الهامة.
من المعروف أنه إذا ما هاجم ميكروب ما الجسم فإن الجهاز المناعى يتصدى له بكل ما يملك من قوة ومن وسائل الأمر الذى قد يحتاج إلى قوة لضبط إيقاع العملية الحيوية بين الميكروب فى كفة وردة فعل الجهاز المناعى فى الكفة المقابلة.
الدراسة تشير إلى وجود بروتين متخصص NF - KB يعمل كشرارة لقدح زناد ردة فعل الجسم فى مواجهة غزو الميكروب. للزنك أثر مباشر على هذا البروتين فوجود الزنك يكبح جماح هذا البروتين فلا يستمر فى اندفاعه الدائم لإشعال الحرائق وإحداث الالتهاب.
تفاعلات بيولوجية عديدة بلا شك تتدخل أيضًا للتحكم فى انفعال جهاز المناعة فلا تترك له الحبل على الغارب لينتشر الالتهاب بل ليبدو فى صورة معقولة ومحكمة يحيط بالميكروب وتحاصره.
تأتى أهمية الدراسة فى أن الالتهاب عامة يقدم لأخطار أخرى كثيرة منها بداية عملية تصلب الشرايين سواء كان ذلك فى القلب أو المخ أيضا.