«عندما تجد تلك الفيلات المميزة والقصور المعروفة، وشكل الشوارع والارصفة، والتشجير والتخطيط، ستدرك أنك فى حى المعادى، دون أن ترى اللافتة التى تشير إلى اسم الحى».

قالتها د. سهير حواس، أستاذ العمارة والتصميم العمرانى بهندسة القاهرة، وعضو مجلس إدارة الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، مؤكدة أن الجهاز سجل ما يقرب من 321 مبنى مميزا بالحى، وشارك أهله مع خبراء الجهاز فى وضع شروط التعامل مع هذه المبانى ومع تخطيط الشوارع والأشجار، ومع هذا حذرت من كثير من الأخطار التى تهدده.

يصنف حى المعادى من بين أحياء الدرجة الأولى معماريا، بحسب تصنيف جهاز التنسيق الحضارى، لأن به عددا كبيرا من المبانى المميزة معماريا، بالاضافة لاحتفاظه بتخطيطه وإنشاءاته، التى سجلها الجهاز، مثلما تم تسجيل أحياء الزمالك ومصر الجديدة والقاهرة التاريخية، والقاهرة الخديوية.

تسجيل حى المعادى كمنطقة مميزة طبقا للقانون 119 لسنة 2008، لا يعود فقط للنمط المعمارى، بل لنوعية العمران والتشجير، حيث تتوافر فى المعادى خمسة معايير من ثمانية معايير، تكفى واحدة منها لاختيار أى منطقة لكى تكون منطقة متميزة معماريا، وهى أن المعادى ذات طراز معمارى متميز بقصوره وفيلاته، ونسيج عمرانى يمثل إحدى مراحل التطور التاريخى، الغابة الخضراء، فهى متحف مفتوح من الأشجار مما جعل درجة الحرارة تقل خمس درجات فى الشوارع الكثيفة بالأشجار، عنها فى الشوارع المفتوحة على الكورنيش، بالاضافة إلى شبكة الطرق القطرية، للدرجة التى يمكن لأى شخص أن يعرف أنه دخل حى المعادى، دون أن يرى اللافتة التى تنبهه إلى هذا، إلى جانب أن عائلات الحى من محبى الطبيعة والمحافظين عليها بشكل لافت، كما تقول سهير.

«بسبب هدم بعض المبانى التراثية والفيلات ذات الطابع المميز، وإقامة مبانٍ خرسانية مرتفعة وأبراج بدلا منها، بالاضافة إلى محاولات الاستخدامات التجارية داخل المناطق السكنية، بالمخالفة لشروط المناطق المميزة معماريا، وضع الجهاز شروطا وضوابط لحماية المعادى، شارك فيها أعضاء من المجتمع المدنى فى المعادى ومنهم جمعية محبى الأشجار».

ومن بين شروط الحفاظ على الطابع العمرانى التراثى للمعادى، الالتزام بألا تقل نسبة المساحة المخصصة للحدائق عن 50% من الأراضى، وتم إعداد قوائم بالأشجار المعمرة والمتميزة والنادرة بمنطقة المعادى بواسطة لجنة مشتركة من المحافظة والجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وبمشاركة ممثلين من المجتمع المدنى، وحظر قطع الأشجار المسجلة بالقوائم، والأشجار التى يزيد عمرها عن عشرين عاما أو التى يزيد قطرها عن 25 سنتيمترا سواء فى الشوارع أو الحدائق العامة أو الخاصة.

وحظر التقليم الجائر للأشجارالواقعة فى الفراغات العامة بأشكال هندسية، لتناقض هذا مع التميز الطبيعى لضاحية المعادى، ويقتصر التقليم على إزالة الأفرع المصابة أو التالفة للحفاظ على توازن الأشجار، كما لا يسمح بوضع أى أسوار حول المساحات الخضراء العامة والمفتوحة بالشوارع والميادين وحدائق أرصفة الشوارع السكنية، وعند إحلال الأشجار يجب زراعة نفس نوع الشجرة الأصلية.