انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي مقطع مصور يضم فتاتين في أسبوع الموضة في باريس وهما يضعان حقيبتي Hermès الشهيرة على الأرض، مما دفع العديد من الصفحات لاعتبار أن الفتاتين سوف يتعرضان للحرمان من حمل حقائب هذه العلامة التجارية مرة أخرى؛ لأن شروط اقتناء الحقيبة تتضمن معاملتها بسلوك مختلف، وكتبت بعض الصفحات أن الفتاتين مُنعتا بالفعل وتم وضعهما على القائمة السوداء لـHermès، فما حقيقة القصة؟

بالبحث وراء المقطع المصور، اتضح أن من تظهر فيه هما الشقيقتان الهنديتان سنيهال وجيوتي باباني، وهما من المؤثرات في مجال الموضة على منصة انستجرام، أثناء حضورهما أسبوع الموضة في باريس، ولم يتم نشر أي أخبار تتعلق بحرمانهما من حمل حقائب العلامة التجارية Hermès، خاصة وأن أغلب المجلات المتخصصة في الموضة والملابس تجري لقاءات مستمرة معهم، وآخرهم صحيفة ديلي ميل، وسبقها vogue، وتهم بأخبارهم.

تم استبدال كلمات البحث من أسماء الشخصيات التي ظهرت في مقطع الفيديو لاسم العلامة التجارية ذاتها، للتأكد من صحة الخبر، ولكن لم يظهر سوى الدعوى القضائية المقامة ضد Hermès والتي تعتبر محل اهتمام الصحف الأجنبية مؤخراً.

رفع اثنان من سكان كاليفورنيا، في الولايات المتحدة، دعوى قضائية ضد شركة Hermès في المنطقة الشمالية من كاليفورنيا، مقترحين رفع دعوى جماعية ضد شركة التجزئة الفاخرة في باريس، وجاء في الشكوى أن العلامة التجارية ربطت بشكل غير قانوني شراء حقائب " بيركين " بشراء منتجات الشركة الأخرى.

وقالت تينا كافاليري، إحدى المدعيات، في الشكوى إنها أنفقت عشرات الآلاف من الدولارات في Hermès، وعندما استفسرت عن شراء حقيبة بيركين أخرى، "قيل لها إن الحقائب المتخصصة ستذهب إلى العملاء الذين كانوا ثابتين في دعم أعمالنا "، كما قالت في الدعوى القضائية، وأضافت الدعوى أنه من هذا التبادل، اعتقدت كافاليري أنها بحاجة إلى إنفاق المزيد من المال على منتجات غير الحقيبة لكي تستطيع الحصول على موافقة على شرائها.

حقيبة بيركين، هي إحدى الحقائب المميزة لدى العلامة التجارية الفرنسية، وتحمل اسم جين بيركين، الممثلة السينمائية الشهيرة، منذ عام 1984، جاءت فكرة الحقيبة في لقاء على متن الطائرة عام 1983، جمع بيركين وجان لويس دوماس الرئيس التنفيذي لشركة "هيرميس" Hermes، وحينها تحدثت بيركين عن احتياج النساء العصريات لحقيبة يد كبيرة (Tote) مزودة بجيب، تحمل جميع احتياجاتها ولا سيما أثناء السفر.

ألهمت هذه الفكرة دوماس لابتكار تصميم فاخر من الحقائب، ودعا بيركين للتعاون معه في إصدار هذه الحقيبة التي تحمل اسمها، وفقا لرواية الموقع الرسمي للشركة.

لماذا من الصعب اقتناء حقيبة من Hermes؟

تنتج "هيرميس" عددا محدود من الحقائب سنوياً، لذا يصبح شراء الحقيبة حدثا غير عادي، وربما تحتاج النساء إلى طرق أخرى للحصول عليها بعيدا عن الشراء المباشر من الشركة، مثل اقتنائها عبر المزادات.

ويعتمد سعر الحقيبة على أنواع الجلود النادرة المستخدمة في صنعها والأجهزة والألوان، ففي عام 2016، تم بيع حقيبة بيركين مصنوع من تمساح الهيمالايا الأبيض مطعمة بالذهب الأبيض عيار 18 قيراط والألماس في مزاد الذكرى الثلاثين لكريستيز في هونج كونج مقابل 208.175 جنيه إسترليني، وفي العام التالي، بيعت نسخة مماثلة من بيركين من عام 2014 بمبلغ قدره 293 ألف جنيه إسترليني.

وفي حوار مع مجلة vogue ورد "يجب تخزين الحقيبة في درجة حرارة الغرفة وبعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة، وإذا كان لديك الحاوية الأصلية، قم بتخزينها بداخله، وإبقاء الحقيبة مغطاة في جميع الأوقات عندما لا تكون قيد الاستخدام، لا تقم أبدًا بتخزينها معلقة بالمقابض، ولا تقم بتخزينها فارغًا، بل قم بحشوه ببعض المناديل الورقية العادية أو أي شيء ناعم، وتأكد من أنه عندما تستخدم قطعك الثمينة، فإنك تتعامل معها بعناية" وفقا لـ راشيل كوفسكي، نائب الرئيس الأول لقسم حقائب اليد والإكسسوارات في دار كريستيز.

ووفقًا لموقع العلامة التجارية Hermes، ا يكفي دفع أي شخص ثمن الحقيبة حتى يحصل عليها، بل لا بد من خضوع المُقدم على شراء منتج من شركة هيرميس، إلى تحريات عن شخصيته ومكانته الاجتماعية، إذ أن من شروط الشركة أن يتمتع المشتري بواجهة اجتماعية مرموقة، ومن أشهر اللاتي حملن حقيبة بيركين: ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأميركي السابق، وفيكتوريا بيكهام والتي لديها ثروة من حقائب بيركين تتجاوز المئة حقيبة، وعارضة الأزياء العالمية كايلي جينير، والتي لديها غرفة مخصصة لحقائب بيركين.

حقائب هيرميس مصنوعة من جلود عالية الجودة ومصنوعة يدوياً بالكامل، يتم قص كل حقيبة وخياطتها وصقلها بواسطة حرفي واحد، والذي يكون قد تدرب مع دار التصميم Hermès لمدة لا تقل عن خمس سنوات قبل أن يتم الوثوق به للعمل على إحدى منتجات الشركة: بيركين أو كيلي، كما أنه يوجد قائمة انتظار طويلة للغاية لكي تحصل على الحقيبة قد تصل إلى 6 سنوات.