x قد يعجبك أيضا

في عيد العمال.. كيف كانت حقوق العمال في مصر القديمة؟

نشر في: الأربعاء 1 مايو 2024 - 12:08 م
نسمة يوسف

يصادف اليوم "يوم العمال العالمي"، وهو احتفال سنوي يقام في دول عديدة احتفاءً بالعمال، تنظمه الحركة العمالية ويحتفل به في الأول من مايو كل عام، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم.

وفي هذا الصدد، قال الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، إن القوّة البشرية والعمّالية في مصر القديمة كانت بمثابة كلمة السر في قيام أعظم حضارة عرفتها الإنسانية على وجه الأرض.

وأضاف، في بيان صحفي اليوم، أن حكام مصر القديمة قد عرفوا حقوق العمال، فحضارة مصر القديمة قامت على 3 أسس هي الإيمان والعمل والعلم، وكان العمل هو التطبيق العملي للإيمان والعلم.

وأوضح أنّ قدماء المصريين تفرّدوا بمنظومة العمل الجماعي، فشقّوا قنوات الري وأنشأوا السدود وشيّدوا المعابد وحفروا المقابر في تناغم شديد فيما بينهم، فقد تعددت المهن والحرف وبفضل هؤلاء المهرة من الصُناع والفنانين والمثالين والنحاتين الذين كانوا يعملون في الخدمات العامة، فقد شيدت وقامت روائع الأعمال المعمارية من العمائر الدينية والجنائزية والتي تُعد من أهم خصائص الحضارة المصرية القديمة، وتمثل فئة العمال والمزارعين الكثرة الغالبة من الشعب.

وأشار إلى أن الحضارة المصرية القديمة أعطت للعامل العديد من الحقوق أثناء العمل المُكلف به، فكان فريق العمل الذي عمل على بناء مدفن الفرعون يتألف من ما بين 40 إلى 60 شخصا، وكانوا مقسمين إلى مجموعتين كل واحدة منهما تعمل في طرفها الخاص من المدفن، على رأس كل مجموعة كان يقف "المعلم"، المعلمين والخطاطين كانوا يشكلون "القيادة العليا" ويقدمون تقاريرهم مباشرة إلى مساعد الفرعون "الوزير" الذي كان يزور الوادي دوريا للتفتيش.

واستطرد: وكانت مدة العمل ثمانية ساعات يومياً، وكانت رواتبهم فى شكل مواد غذائية من الصوامع والمخازن الملكية، ومنها خضار وأسماك وقطع من النحاس والقماش وحبوب وبقول وزيوت ودهون وجعة، بجانب مكافأة تشجيعية تصرف فى المناسبات، مثل أعياد دينية وجلوس الملك، من الجعة المستوردة وملح النطرون.

وتابع أن هناك قرى خاصة كانت مخصصة للعمال، مثل مدينة عمال الهرم الأكبر، وفي عصر الدولة الحديثة بدأ العمال يستقرون في قُري خاصة بهم ليكونوا بالقرب من عملهم، فاستقروا بقرية "دير المدينة" والتي يرجع اسمها إلى "الدير القبطي" الذي أُنشئ في القرن السابع الميلادي، أما الاسم القديم لها فكان "مكان الحق"، ويبدو أن أقدم قرية في دير المدينة قد شُيدت في عهد "تحتمس الأول" الذي عُثر على اسمه مختوماً على قوالب من الطوب اللبن التي استُخدمت في بناء السور الذي أحاط بأول قرية.

وزاد: وقد كان الملك "أمنحوتب الأول"هو أول من فكر في تكوين طائفة خاصة من العمال والنحاتين والفنانين، ولهذا أصبح محل تقديس بعد وفاته، أما عن إنشاء أول نقابة للعمال في التاريخ، جرى إنشاؤها بمدينة العمال في الأقصر، في عهد الملك "رمسيس الثالث"، وتلك المدينة تعد بمثابة "منجم " من المعلومات عن العمل والعمال في مصر القديمة.

ولفت إلى أن المدينة كانت تتكون من حوالى 70 بيتًا، وتضم 400 أسرة و5000 فرد، وتضم أسر كاملة من رجال ونساء وأطفال، وقد تألف مجتمع العمال أيضاً من زوجات وأطفال العمال وكان بعض الأولاد الصغار يمارسون الأعمال المؤقتة مثل توصيل الرسائل، ولذلك عُرفوا بـ"أطفال المقبرة" بالرغم من أنهم لم يُدرجوا رسمياً ضمن قوة العمل.

وأكمل: كما كان حول المدينة سور بعرض 130×50م، وكان المنزل يتكون من طابق واحد من الطوب اللبن ومطلى بالجص وعليه بعض الزخارف، والسقف من جذوع النخل وحوالي 70م، كما أن العمال في مصر القديمة تمتعوا بإجازة أسبوعية مدتها ثلاثة أيام، حيث كان الأسبوع لديهم 10 أيام، كما عرفوا عطلات العمل في الأعياد والمناسبات الدينية، وكان يوجد بموقع العمل سجلا يُدون فيه الحضور والانصراف لكل العمال، حيث عثر على قطعة حجر بالمتحف البريطاني عليها أسماء أكثر من 43 عاملا وعدد أيام غيابهم.

وأكد أنه على الرغم مما ناله العمال من تقدير واهتمام، إلا أنه أيضاً قد نالهم جانب من الظلم وإهدار الحقوق، فنجد أنه في العام التاسع والعشرين من حكم الملك "رمسيس الثالث"، لم تصل المؤن في موعدها فما كان إلا أن قام الكاتب "آمون نخت" في اليوم الحادي والعشرين من الشهر الثاني بإعلان العمال بأنه "قد مضى من الشهر عشرون يوماً ولم تصلنا مؤنتنا من الطعام بعد" ثم ذهب لهذا السبب إلى المعبد الجنائزي القريب للملك "حور محب" وحصل على طعام من أجل الجماعة، وعلى الرغم من ذلك استمر تأخير وصول المؤن مما أدى إلى قيام العمال بإضراب، ومن هنا نعرف أقدم الاضطرابات والاعتصامات في التاريخ للحصول على الحقوق، ونجد أن الإضراب والاعتصام كوسيلة من الوسائل المشروعة للتعبير عن الرأي كانت أيضاً قديمة مصرية.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2024 - جميع الحقوق محفوظة