أسرار بيولوجيا الخيول والطيور

الإثنين 14 أبريل 2025 - 7:30 م

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالًا للكاتب عبداللطيف الزبيدى، تناول فيه العلاقة الوثيقة التى تربط العرب بالخيول، والقدرات الجسمانية الاستثنائية التى تتمتع بها الخيول، والتى كشفت عنها الاكتشافات العلمية الحديثة.. نعرض من المقال ما يلى:

 


هل ثمة عربى لم يتغنَ بخيال امرئ القيس: «مكر مفر مقبل مدبر معًا»، أو فخر المتنبى: «الخيل والليل والبيداء تعرفنى»؟ وقائع التاريخ، بحلوها ومرها، كانت صهوات الجياد حاضرة ناظرة فيها. حتى عندما استراحت من عناء الحروب، عز عليها فراق الفروسية، فتفرغت لسباقات الخيل، القفز على الحواجز، البولو.
لكن المجلة العلمية الفرنسية «لا روشيرش»، أرادت القول إن ما كتب عن الخيل، أدبًا وتاريخًا وتشريحًا، شىء، والأسرار البيولوجية، التى تحير العلماء شىء آخر. إنما القوى الجسمانية الخارقة الساحرة، تشاركها فيها الطيور. المقال فى ألفى كلمة، للأسف، يتعذر حتى اختصاره واختزاله، فأربعة أخماسه لغة شديدة التخصص، أشبه بمعادلات الكيمياء والأحياء.
عنوان المقال: «الرياضة الاستثنائية للخيول، يمكن تفسيرها بطفرة غير نمطية». يقول: «تستطيع الخيول الركض ساعات من دون إرهاق، بفضل طفرة وراثية فريدة. نجمت عنها قدرتها على التحكم فى الإجهاد التأكسدى، ما يفسر شدة التحمل الأسطوري. لكن، على الرغم من أن نتائج البحوث تبشر بالتقدم، فإن الخبراء يخففون من الإفراط فى التفاؤل، مشيرين إلى المسائل الرمادية غير الواضحة، والآليات غير المفهومة».
السؤال الذى شغل فريقًا من علماء الأحياء من جامعة فاندربيلت فى ناشفيل بالولايات المتحدة، هو: «كيف يمكن للحصان أن يركض لساعات من دون أن يتعب؟»، توصل المتخصصون فى البيولوجيا التطورية والجزيئية، إلى أن طفرة ظهرت لدى السلف المشترك لجميع الخيول، ما جعلها تتمتع بقدرة أفضل أثناء الجهد العضلى الطويل. للتوضيح: «أثناء التمرين البدنى، يحتاج الجسم، خاصة العضلات، إلى الطاقة، التى توفرها الخلايا عبر الأدينوسين ثلاثى الفوسفات، الذى يجرى إنتاجه من خلال التمثيل الغذائى لمجهود مكثف، مثل التحمل، عن طريق تكسير الجزيئات المعقدة، كالكربوهيدرات، الدهون، البروتينات، التى تأتى من الطعام».
يضيف: «تلك العمليات لا تخلو من سلبيات، وهنا خوارق الخيول. فتكسير الجزيئات تنتج عنه مركبات متفاعلة سامة، قد تتلف الحمض النووى وغشاء الخلية والبروتينات. لكن حين تتدخل مضادات الأكسدة، فإنها تحمى الخلية من الإجهاد التأكسدى والموت. الخيول لها قوى وراثية خارقة على إنتاج مضادات الأكسدة، ما يجعلها تقاوم الإجهاد لمدة طويلة».
الطيور مثل الخيول، تستطيع قطع مسافات خيالية مرفرفة بأجنحتها، لا تئن كالمعرى: «تعبٌ كلها الحياة». لعلك تذكرت ملحمة «منطق الطير» للصوفى فريد الدين العطار. رحلة الطيور المستلهمة من الآية الكريمة: «يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا فملاقيه». بعد السفر الشاق، لا يبقى من الأسراب غير «سى مرغ» بالفارسية ثلاثين طائرًا، وحين ترى نفسها فى مرآة الاتحاد، تغدو «سيمرغ» أى العنقاء.
لزوم ما يلزم: النتيجة الأملية: بيئتنا تستحق نظرات علمية.

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة