لا تلوموا إلا أنفسكم - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:55 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تلوموا إلا أنفسكم

نشر فى : الثلاثاء 28 أكتوبر 2014 - 8:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 28 أكتوبر 2014 - 8:20 ص

أرجو أن يتنبه كل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم والمتعاطفين معهم إلى حجم الجريمة التى ارتكبوها حينما غضوا النظر والبصر والبصيرة عن الإرهاب الصغير فى المدن فوصلنا إلى الإرهاب الكبير على الحدود، والتداعيات الخطيرة التى سوف يتسبب فيها والثمن الفادح الذى سوف يدفعه كل المجتمع وهم فى مقدمته.

حينما برر هؤلاء إرهاب بعض طلاب الجامعات، لم يدركوا المصيبة الكبرى القادمة. حينما غض بعضنا الطرف ولم يشجب بطريقة فعالة قيام الطلاب بتكسير منشآت الجامعة، ومكاتب العمداء، فهو فى الواقع كان السبب الرئيسى فى تزايد مطالب كثيرين بإعادة إدخال الشرطة إلى الحرم الجامعى وظهور مشروعات قوانين كارثية تدعو إلى فصل الطلاب والأساتذة بقرارات إدارية من رؤساء الجامعات.

حينما لم نسمع كلمة إدانة حقيقية وصادقة لأولئك الذين يحطمون ويدمرون محولات ومحطات وأبراج الكهرباء ومحطات المياه والصرف الصحى ووسائل المواصلات وبقية المنشآت الحيوية ويعتبرون ذلك «مقاومة للانقلاب» انتهى بنا الأمر إلى احتمال محاكمة هؤلاء أمام القضاء العسكرى.

حينما لم يتحدث أنصار الجماعة والمروجون لأفكارها بكلمة حق تدين الإرهاب الدموى فى سيناء، وتندد بالأفكار المتطرفة لهؤلاء الإرهابيين، وتنزع عنهم غطاء التمسح بالإسلام، فوجئنا بالهجمات الوحشية وكان آخرها الجريمة الإرهابية فى الشيخ زويد يوم الجمعة الماضى، وانتهى الأمر بفرض حالة الطوارئ فى جزء من شمال سيناء.

حينما لم ينطق أنصار الجماعة بكلمة عن المولوتوف المستخدم فى التظاهرات وبيانات الإخوان وما يسمى بتحالف دعم الشرعية عن ضرورة «التصدى لعنف الشرطة بالقوة»، كانت النتيجة أن الشرطة ربما تكون استخدمت هذه المظاهرات العنيفة لإصدار قانون التظاهر الذى «أمم» تقريبا كل الاحتجاجات السلمية منها والعنيفة.

الحكومة ارتكبت أخطاء كثيرة، ووزارة الداخلية ارتكبت أخطاء أكبر، لكن كوارث الجماعة وأنصارها وفرت أفضل غطاء لصدور قوانين كنا نظن أنها انتهت تماما مع ثورة 25 يناير.

حماقة الجماعة وأنصارها أنها لم تفكر ولو لحظة واحدة أبعد من تحت أقدامها والنتيجة ببساطة أنها تسببت بهذه التصرفات الغريبة فى إعطاء الذريعة الكاملة لإعادة الزمن إلى الوراء فيما يتعلق بالحريات.

لا يريد أعضاء الجماعة وأنصارها رؤية دلالة أن غالبية الشعب لم ترَ فى فرض قانون الطوارئ فى سيناء شيئا غريبا، بل إن بعضها يطالب الحكومة وأجهزة الأمن باتخاذ إجراءات استثنائية من أجل القضاء على الإرهاب وإعادة الاستقرار.

هناك رأى يقول إن الجماعة وأنصارها كانوا يدركون كل ذلك، وإنهم بتصرفاتهم الشاذة وتأييدهم السافر حينا والضمنى أحيانا للإرهاب كانوا يتوقعون رد فعل الحكومة ويدفعونها دفعا فى اتجاه إصدار قرارات استثنائية الأمر الذى يشوه صورتها خارجيا ويقضى على أى فرص لعودة السياحة أو الاستثمار ما يعجل من وجهة نظرهم بعودتهم إلى السلطة أو إسقاط المعبد على الجميع.

فى كل الأحوال على الجماعة وأنصارها ألا يلوموا أحدا إلا أنفسهم لهذا المناخ الذى وصلنا إليه.

عندما تشجع الإرهاب الصغير بالمولوتوف فى الجامعات، فلا تتفاجأ حينما تراه دمويا بالهاون والـ«آر بى جيه» فى سيناء!!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي