من يختار ضيوف مؤتمرات الشباب؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:11 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من يختار ضيوف مؤتمرات الشباب؟

نشر فى : الخميس 27 أبريل 2017 - 9:15 م | آخر تحديث : الخميس 27 أبريل 2017 - 9:15 م

لدى البعض شكوك بأن الجهة التى تشرف على دعوة ضيوف مؤتمرات الشباب المختلفة، تختار فقط المؤيدين للدولة والحكومة فقط.
يقول هؤلاء إنه منذ مؤتمر شرم الشيخ الأول فى أكتوبر الماضى، وحتى المؤتمر الأخير فى الإسماعيلية الذى أنهى أعماله يوم أمس الخميس، فإن غالبية الحضور، هم المقربون من الحكومة والأجهزة المختلفة فقط.
لن أدخل فى جدال مع أصحاب هذا الرأى، فهو رأى له وجاهته، لكن سوف أختار بعض النماذج التى تدلل على أن هناك وجهة نظر أخرى، يمكن أن تمثل نافذة صغيرة لاختيار ممثلين لكل المجتمع وقواه الحية.
فى المؤتمر الأول بشرم الشيخ تمت دعوة الزميل والإعلامى الكبير إبراهيم عيسى، وجلس على المنصة، وصال وجال، فى حضور رئيس الجمهورية، متحدثا عن ضرورة وأهمية الحريات بصفة عامة، خصوصا فى مجال الإعلام، وأن تتمتع المعارضة بهامش ولو محدودا من حرية الحركة. ويومها أيضا فإن غالبية من كانوا فوق المنصة، حاولوا حصاره، لكنه أفلت منهم ببراعة. لكن المشكلة أن إبراهيم عيسى جلس فى بيته بعد هذا المؤتمر بأسابيع قليلة، الأمر الذى ألغى أى أثر إيجابى لهذه اللفتة والدعوة.
فى مؤتمر أسوان كان نجمه بلا منازع الشاب، الذى وقف وقال للرئيس إن أهالى أسوان يعانون الأمرين من مصرف كيما الذى يلوث المياه، وأنه يتمنى أن يذهب الرئيس بنفسه إلى المكان ليفحصه على أرض الواقع، حتى لا يقوم المسئولون بتجميل المكان، كما يحدث عادة. ذهب الرئيس بالفعل وأصدر أوامره بحل المشكلة، فى حين أن هذا الشاب طلب الأمان من الرئيس كى لا يتعرض للعصف والتنكيل.
فى مؤتمر الإسماعيلية الذى انتهى بالأمس، شهدنا نموذج ابنة سيناء الشجاعة شيماء مشالى، التى اشتكت للرئيس من الصورة النمطية عن أبناء سيناء فى الإعلام، والتهديد المستمر لهم بقتلهم جميعا بحجة أن ذلك سينهى الإرهاب، وتحميلهم مسئولية الإرهاب على الرغم من أنهم يكتوون بناره ويدفعون الثمن الأكبر لأنهم فى الصفوف الأولى أمام هذا الإرهاب.
ظنى الشخصى أن هذه النماذج الثلاثة ممتازة، مادامت تعبر عما نتمناه من شجاعة وشهامة حتى لو اختلف بعضنا معها، والأهم أنها تكشف أن هناك محاولات من داخل النظام نفسه لمواجهة فكرة دولة الصوت الواحد.
الهواجس لدى الكثيرين بشأن كيفية اختيار الضيوف فى مؤتمرات الشباب، وجهتها إلى مسئول مهم وشديد الاطلاع فى مؤسسة الرئاسة، فقال لى بوضوح إن الرئاسة غير مسئولة عن اختيار غالبية الضيوف. يضيف :«نحن نرسل إلى رؤساء الموسسات والهيئات والجامعات المختلفة طلبا رسميا. ونطلب منهم ان يرشحوا لنا من يرونه مناسبا من شخصيات تمثل هذه الجهات، وربما نقوم فقط بدعوة رؤساء التحرير، وفى المؤتمر الأول بشرم الشيخ طلبنا من كل جريدة أن ترشح لنا عددا من محرريها، ووافقنا عليهم جميعا بغض النظر عن أفكارهم وانتماءاتهم.
هذا المسئول قال لى ــ بحضور الإعلامى الكبير محمد على خيرــ انهم فقط تحفظوا ذات مرة على ترشيح إحدى الشخصيات العامة، لأن وجودها كان سيعطى رسالة شديدة السلبية للرأى العام.
قلت له، ولماذا لا تقومون بدعوة أصوات مختلفة، بل ومعارضة، فقال نحن لا نتخذ مواقف مسبقة من أى شخص ومنفتحون على الجميع ماداموا يؤمنون بالقانون والدستور.
وطبقا لما سمعته من هذا المسئول البارز فإن المؤتمرات القادمة سوف تشهد مزيدا من الأصوات المختلفة، بل والمعارضة، لكن لن يكون من بينها أى شخص يستخدم السب والشتم سلاحا.
أعتقد أن منظمى المؤتمر نجحوا هذه المرة فى مؤتمر الإسماعيلية بصورة كبيرة، خصوصا فى فقرة «اسأل الرئيس» وكذلك فى نوعية الأسئلة وبالأخص فى أسئلة تيران وصنافير ومكتبات جمال عيد التى أغلقتها أجهزة الأمن.
صاحب فكرة «اسأل الرئيس» بكل أسئلته غير الخاضعة للفلترة والرقابة يستحق التحية والتقدير، لأننا رأينا أخيرا مظهرا من مظاهر استخدام السياسة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي