اختبار قدرة مع اليونان.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 4:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اختبار قدرة مع اليونان..

نشر فى : الإثنين 26 مارس 2018 - 10:50 م | آخر تحديث : الإثنين 26 مارس 2018 - 10:50 م

** لا يجوز خوض مباراة اليونان بتشكيل مختلف عن مباراة البرتغال، وإنما بتغييرات محدودة تحافظ على الهيكل الأساسى للفريق الذى سيخوض مباريات كأس العالم. فليست تجربة حقيقية للاعب أن يدفع به المدرب شوطا أو لبضع دقائق فى شوط.. إلا إذا كان الهدف اختباره عصبيا ونفسيا وهل يشعر بالرهبة أم لا يشعر بها على المستوى الدولى.. فالهيكل الأساسى للمنتخب معروف. وربما يمكن الدفع بالشحات، ومروان محسن من البداية، وبعواد فى حراسة المرمى. إلا أن هناك فروقا كبيرة بين إجراء تجارب على التشكيل بتكوينات جذرية وبين الحفاظ على التشكيل الأساسى. وفى الأولى يمكن تجربة عدد كبير من اللاعبين، لكن الحالة الأولى مقبولة عند خوض مباريات تجريبية لا ترتبط ببطولة، وفى الثانية تكون التجارب والتغييرات فى حدود ضيقة لأنها قبل بطولة..

** فى مباراة البرتغال حدث تحسن طفيف فى الشق الهجومى للمنتخب، لكنه دفاعيا نجح نسبيا حتى خطف رونالدو هدفى البرتغال. والمهم أن الهجوم المرتد أو المضاد من أساليب الهجوم التى تطبقها الفرق التى تبنى تحصينات دفاعية. إلا أن هناك شروطا مهمة جدا لبناء الهجوم المضاد بكرات طولية إلى المقدمة. وإلا أصبحت المسألة مجرد إلقاء للكرة للمنافس ليبنى هو هجومه ويبدأ هجوما منظما.. وشروط الهجوم المضاد هى:
أن تكون هناك مساحات فى دفاعات المنافس أو يكون هناك عدد قليل من المدافعين.
أن يكون دفاع المنافس متقدما إلى نصف الملعب أو نصف ملعبه على الأقل. وليس متمركزا أمام منطقة الجزاء.
أن يكون بفريقك مجموعة من اللاعبين يتميزون بسرعة الجرى وسرعة الانطلاق. وكلاهما (سرعة الانطلاق والجرى) فى غاية الأهمية لشن الهجوم المضاد.
أن يكون لديك لاعب أو لاعبان لديهما القدرة على إرسال تمريرات طويلة دقيقة تسبق فيها الكرة الزميل الذى ستمرر إليه الكرة..

** إذا لم تكن تلك الشروط البديهية جدا والمعروفة متوافرة فإن الكرات الطويلة لمجرد سرعة نقل اللعب إلى ملعب المنافس هو ممارسة لكرة قدم قديمة على وشك الانقراض.. والبديل هو بناء هجمات من الخلف بالتمرير، وممارسة التمرير يعنى التحرك المستمر لمنح اللاعب الذى يمتلك الكرة اختيارات عديدة، وإلا فسيحتفظ بها مضطرا وتهدر وتسلب منه بسهولة بالضغط والرقابة.. وأؤكد أنه حين يلعب منتخب مصر أقف، وأهتف، وأشوط، وألعب مع اللاعبين لكنى لا أنسى واجبى وعملى فأدقق فيما أراه وأتابعه وأذاكره..!

** المباريات الودية تسمى عندنا «حبية». لكنها عند العالم الآخر تسمى تجربة. واختبار قوة أو قدرة. ولعل حماس رونالدو وغضبه وفرحه أمام منتخب مصر يعكس هذا المعنى. ومن شاهد مباراة ألمانيا وإسبانيا وكيف كاد يجن الألمان لتقدم الإسبان سيدرك المعنى. أما تعبير «مباراة حبية» فهو يبدو لى مثل موعد على شاطئ الغرام.. ولا أتمنى اليوم مباراة «حبية» تشهد تغييرات كبيرة فى التشكيل، فتكون مجرد موعد غرام على شاطئ سانتورينى فى اليونان..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.