من أسرار الجمهورية - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من أسرار الجمهورية

نشر فى : الإثنين 27 فبراير 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 27 فبراير 2012 - 8:00 ص

•• سلطة الفيفا لا حدود لها على الاتحادات الأهلية، وهو قد يمنح اتحاد الدولة بعض الحرية عند صياغة لوائحه، لكنه لا يقبل بنودا أخرى فى اللائحة الداخلية لبعض الاتحادات، وهو ما حدث مؤخرا مثلا مع الاتحاد اللبنانى، حيث رفض التعديلات التى أجراها اللبنانيون قبل أسابيع،

ومنها ما هو متعلق بالتوزيع الطائفى لبعض المناصب والتدخلات السياسية والتمييز العنصرى، ووضع بند جديد ينص على إبعاد الدين والسياسة عن كرة القدم.. وهذا من أهم مناهج الفيفا فى إدارته للعبة عالميا.. فهو تدخل فى إنجلترا وفى دول أوروبية حين تفشت ظاهرة العنصرية، كما تدخل مؤخرا محذرا الاتحاد الأرجنتينى من تغيير اسم مسابقة الدورى المحلية لتحمل اسم السفينة الحربية «كروسيرو جنرال بلجرانو» التى أغرقتها القوات البريطانية عام 1982أثناء حرب الفوكلاند.

 

••  من المعروف أن المادة الثالثة من لوائح الفيفا تحظر أى نوع من التمييز ضد بلد أو شخص أو مجموعة بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين أو السياسة.. واعتبر الفيفا أن تغيير اسم المسابقة المحلية الأكبر فى الأرجنتين باسم سفينة حربية خاضت معركة ضد بريطانيا يعد انتهاكا واضحا للمادة الثالثة.

 

••  سلطة الفيفا مطلقة على مسابقاته بالطبع، وكلنا نذكر مباراة زيمبابوى التى أعيدت فى تصفيات كأس العالم بسبب طوبة ألقيت إلى الملعب، وأصابت حارس المرمى، وقد خرج منتخب مصر من المنافسة على التأهل بعدما اقترب كثيرا.. لكن هل يمكن أن يتدخل الفيفا فى أزمة مباراة المصرى والأهلى كما بدأ البعض يقترح؟

 

••  تبعا للوائح الفيفا وعلى الرغم من سلطاته المطلقة، فإن الحادث وقع فى المسابقة المحلية التى يديرها ويسأل عنها الاتحاد المصرى لكرة القدم، وبالتالى لا أظن بقدرته على التدخل ولو بالتفاوض خلف الأبواب المغلقة لأنه بذلك سيكون قد هدم أحد مبادئه الأساسية بشأن استقلالية النشاط محليا، وهو أمر يختلف عن الاستقلال الإدارى ووضع لوائح لا تتناسب مع سلطة مقر أكبر وأوسع جمهورية فى العالم، يتجاوز شعبها المليارات؟

 

•• هى جمهورية مثيرة وقد شدت أنظار الخبراء فى البحث عن أسبابها وأسرارها، ومن أغرب الأسرار تلك الفطرة الإنسانية التى تجعل الولد الصغير عاشقا للعبة، يجرى خلف البالونة أو أى كرة مستديرة وهو مازال يحبو، بينما تتجه فطرة البنت إلى اللعب بعروسة صغيرة.. فكيف تشد الكرة طفلا يحبو فيلهث خلفها ويداعبها وهو لم يعرف بعد ماذا تعنى كرة القدم؟!

 

•• فى تفسيرى إنها غريزة الصيد واللعب عند الإنسان. فالكرة هى الشكل الهندسى الوحيد الذى يجرى ويتحرك.. بالطبع لا يجرى المستطيل ولا المربع ولا المثلث ولا المكعب. وفى كل كائن حى غريزة الصيد واللعب، ومطاردة ما يتحرك. وتجد ذلك فى القطة الصغيرة وفى شبل الأسد، وفى طفل الإنسان. وبالغريزة أيضا تفقد المطاردة واللعبة معناها وقيمتها حين لا يصل المطارد إلى فريسته. فأصل المطاردة أن يكون عند المطارد أمل فى الوصول إلى الطريدة.. ولاحظ مشاعر الطفل الصغير الذى لم يتعلم المشى بعد حين يطارد بالونة ويصل إليها مرة ومرات. لاحظ ذلك على شبل الأسد وعلى القط وعلى الطفل أيضا. إن متعة المطاردة واللعب تزداد.. وهذا من أسرار تلك الجمهورية.  

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.