الأسماء والسياسة فى الوطن العربى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأسماء والسياسة فى الوطن العربى

نشر فى : الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 - 9:30 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 - 9:30 ص

يواجه أكثرنا مشاكل فى تسمية الأولاد. لا أدرى كيف سمى القارئ الكريم أولاده، أو كيف سماه والده. أنا اخترت أسماء أولادى من كتاب «الأسماء» الذى اشتريته من السوق بخمسة باوندات. وكانت هذه تكلفة أسمائهم. لا أدرى كيف اختار اسمى والدى، رحمه الله، أو كم قد كلفه. ولكنه كلفنى كثيرا، فقد كانت هناك أغنية أطفال فى العراق عن القطة وخالد تنتهى بأن ينط الأولاد عليه كالقطط ويخرمشون وجهه ويديه صارخين: «خالد انفقست عيونه من حوبة البزونة!».
اختلفت الشعوب مثلما اختلف الأفراد فى أساليب التسمية، ففى عهود الجاهلية، كان العرب يسمون أولادهم بأرذل الأسماء تفاديا لحسد أوثانهم وانتقامهم منهم، كما كانوا يعتقدون. وهكذا كانوا يسمون أولادهم صخر أو حجر أو كلب وكليب... إلخ. فى حين كانوا يسمون عبيدهم بأسماء جميلة مثل جوهر وجواهر وياقوت وكافور ونحو ذلك. وكله لثمن بيعهم فى السوق.
وكان من أفضال الدين الإسلامى التخلص من هذه الخزعبلات والجنوح إلى استعمال الأسماء الجميلة كالحسن والحسين والأسماء الدالة على الإيمان والخضوع المطلق لله عز وجل، كعبدالله وعبدالرحمن. وفى هذه الأيام ظهرت عادة التسمية بأسماء القادة والزعماء كسعد وصلاح الدين وقاسم.
وهذه عادة لا بد من الاحتساب بشأنها، وأحوال العالم العربى على ما نعرفه. هناك بين العوائل الكويتية من سمت اسمها فى أيام الصداقة والتحالف مع العراق باسم صدام. لا أدرى ماذا يفعلون الآن؟ تصوروا هذه العائلة تعود إلى الكويت بعد تحريرها تحمل معها ابنها «صدام». ويقود سيارتها رئيس العائلة أبوصدام!
الواقع أن لى ابن عم يعانى من مشكلة حقيقية فى هذا الصدد، فقد سمى ابنه فى العراق باسم «ياسر»، تيمنا بياسر عرفات. ولكن الابن يعيش الآن فى منطقة يهودية فى إنجلترا. لا يعطى اسمه لأحد إلا ونظروا إليه شزرا. وقد اقترحت عليه أن يغير اسمه إلى كوهين، أو عزرا أو شلومو.
وهذه كلها من مطبات سوء الاختيار. الواقع أن الإنسان فى العالم العربى أصبح فى حاجة إلى خبراء كبار فى ميادين السياسة والاقتصاد ليعلموه بتوقعات المستقبل وما يجدر به أن يختار من أسماء مضمونة لأولاده. ولكن مهما كان الأمر، فبقدر معرفتى بالشئون العامة، أستطيع أن أقول وأحذر من استعمال أسماء من نوع وحيد ووحيدة ونحو ذلك من المشتقات. فهى ترتبط بالوحدة العربية. ومثل ذلك أقول عن أسماء مثل ماركس وماو وجيفارا، أى شىء ينم عن التيمن بأفكار الاشتراكية بعد سقوطها.
وللهنود الحمر فى أمريكا تقليد عجيب فى اختيار الأسماء. فقد كان من رؤسائهم المحترمين من يحمل اسم «كلب يبول». وهو اسم فى غاية الغرابة. ولكن الغرابة تزول عندما نعرف أسلوب تسميتهم. تقضى تقاليد إحدى قبائلهم أن على الزوج أن يجلس مع زوجته عندما تلد. وحالما تلد يخرج خارج الخيمة ويلاحظ ما أمامه ثم يسمى الوليد باسم ما رآه.

خالد القشطينى
الشرق الأوسط ــ لندن

التعليقات