خيارات محمد على إبراهيم - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خيارات محمد على إبراهيم

نشر فى : السبت 24 أكتوبر 2009 - 6:28 م | آخر تحديث : السبت 24 أكتوبر 2009 - 6:28 م

 «نحن نرسخ فكرا وتوجها سياسيا نرى أنه الأصلح للبلد.. وأؤكد أن مصر لا تحتمل أن يجرب مواطنوها خيارات أخرى فى هذه المرحلة المبكرة من المراهقة السياسية.. لأن مصر إذا أخطأت الاختيار فإنها لن تتاح لها الفرصة أن تصحح نفسها».

السطور السابقة هى فقرات وعبارات نصية من مقال الأستاذ محمد على إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الجمهورية فى عددها الأسبوعى أمس الأول الخميس.

المقال جاء فى إطار اتفاق أو تحالف أو ائتلاف رباعى بين رؤساء تحرير الأهرام والأخبار والجمهورية وروزاليوسف، للدفاع قالوا إنه هجوم متعمد من الصحافة الخاصة ضد الصحف القومية.

ما كتب وسيكتب فى هذا الإطار أفكار ورؤى ومفاهيم يمكن الاتفاق أو الاختلاف بشأنها لأنها فى النهاية وجهات نظر لأصحابها، يصعب أن نقنعهم بتغييرها مثلما نطلب منهم ألا يجبرونا على تغيير أفكارنا. غالبية رؤساء تحرير الصحف القومية زملاء أعزاء.. وبعضهم أصدقاء، وبيننا «عيش وملح» لكن ما ورد فى المقالات يستحق مناقشة جادة تقوم على الاحترام والود.

وأخشى أن الفقرة النصية المقتبسة مما كتبه الأستاذ محمد على إبراهيم هى أصل الموضوع وخلاصته وهى المبتدأ والمنتهى.

إذا عرضنا هذه الفقرة على تلميذ فى المرحلة الإعدادية وليس خبيرا سياسيا وطلبنا منه أن يخبرنا عما يفهمه منها، فسوف يصل إلى النتائج المباشرة الآتية:

ــ إلغاء الأحزاب السياسية فورا من الوفد الليبرالى إلى التجمع اليسارى والناصرى القومى مرورا ببقية الأحزاب، التى صرت لا أعرف أسماءها بالضبط، والاكتفاء بالحزب الوطنى باعتباره صاحب الفكر الذى يصلح لهذا البلد.
ــ بما أننا نعيش مرحلة مراهقة سياسية مبكرة، فالمطلوب تاليا هو مراقبة المراهقين، الذين هم أفراد المجتمع مراقبة لصيقة حتى لا يحتكوا بأى أفكار أجنبية أو مختلفة، قد يقعون على إثرها فى الغواية والفتنة وربما «الحمل السفاح»!.

بما أنه لن يتاح لمصر أن تصحح نفسها إذا أخطأت الاختيار فعلينا أن نقبل بالموجود ــ «واللى تعرفه أحسن من اللى الذى لا تعرفه»، وبالتالى فعلينا أن نشكر الحزب الوطنى وكل الـ«سيستم» الموجود الذى جنبنا أن نتحول إلى النموذج اللبنانى أو السودانى.

وبما أن كل ما هو صحافة غير قومية، تعمل ضد الوطن فإن كل من يساعدها فإنه يساعد أفكارها الهدامة، وبالتالى فالمطلوب هو بدء مرحلة حصار شاملة لهذه الصحف لتركيعها، فإذا لم يكن سلاح الإعلان مؤشرا يمكن اللجوء إلى أسلحة أخرى، حتى تختفى من الوجود.

وبما أن الصحف القومية هى الحريصة على الوطن والنظام والحزب فينبغى أن تتم مساعدتها لإنجاز هذه المهمة القومية النبيلة، وإذا بقيت الصحف بقى رؤساء التحرير، وذلك هو الهدف القومى، الذى ينبغى أن تحشد له كل الجهود.. والحديث ممتد علّنا نصل إلى رؤية مشتركة تقنع الأستاذ محمد على إبراهيم بأن الحياة بها بعض «الخيارات الأخرى الجيدة» بجانب الحكومة والحزب والنظام القائم!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي