قطر.. و«العقدة السعودية» - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 10:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قطر.. و«العقدة السعودية»

نشر فى : الإثنين 24 يوليه 2017 - 9:40 م | آخر تحديث : الإثنين 24 يوليه 2017 - 9:40 م

هل هناك «عقدة سعودية» تعانى منها قطر، وبالتالى يمكن فهم هذا العداء بين الطرفين منذ عام ١٩٩٥؟!
من الواضح أن الإجابة هى نعم وهذه العقدة يمكنها أن تفسر لنا العديد مما كنا نعتبره أسرارا وطلاسم ولوغاريتمات.
سألت كثيرين طوال شهور وسنوات ما هو سر هذا العداء العنيف والتربص بين قطر والسعودية؟!
نستطيع أن نخمن ماذا تريد أمريكا أو بريطانيا أو حتى إسرائيل من قطر، وجزء من ذلك صار معروفا ومعلنا، لكن اليوم نسأل ماذا تريد الحكومة القطرية من محيطها ومن العالم أجمع؟!
الإجابات المتناثرة يمكنها أن تقدم صورة عامة للإجابة الشاملة.
«العقدة السعودية» يمكنها تفسير جانب كبير من السلوك القطرى. هذه العقدة موجودة فى مناطق كثيرة بالعالم حينما تجد دولة صغيرة حجما ومساحة نفسها بجوار دولة كبيرة حجما ومساحة وثروة. مثل جيرة العراق للكويت وألمانيا النازية لمعظم جيرانها وروسيا لجورحيا وأمريكا لكوبا. يقول بعض المراقبين إن طريقة تعامل السعودية مع جيرانها طوال غالبية الحقب الماضية كانت صعبة وقاسية ومتعالية.
فى تقدير هؤلاء فإن هذه العقدة لا تعانى منها قطر فقط، بل غالبية بلدان الخليج، لكن هذه البلدان وجدت طرقا متعددة للتواؤم والتكيف والتعايش مع السعودية. ويعتقد البعض أن انقلاب حمد بن خليفة على والده فى يونيو عام ١٩٩٥، كان فى حقيقة الأمر انقلابا على السعودية وسياساتها ودورها.
وإضافة إلى السعودية فإن قطر استهدفت مصر دائما طوال العقدين الماضيين لكن الأمر كان محصورا إلى حد كبير فى الخلاف مع الحكومات والانظمة والانحياز إلى المعارضة طوال الوقت خصوصا جماعة الإخوان. أما فى الحالة السعودية فكان الأمر مختلفا، حيث يعتقد أن الأمر يشبه حالة تمرد طفل صغير على «الفتوة الكبير».
هذا الطفل كان بحاجة إلى فتوة أكبر وهنا تلاقت المصالح بين الدوحة وواشنطن.
هل كان دعم الولايات المتحدة لانقلاب الأمير على والده هو رسالة للسعودية بأن واشنطن يمكن أن تحصل على كل ما تريد من المنطقة بعيدا عنها؟!
هذا السؤال مهم لأن السعودية طلبت من أمريكا إغلاق قاعدتها العسكرية بالمملكة فى منتصف التسعينيات بعد زيادة الاعتراضات والهمسات والهمهمات. وبعدها مباشرة كان الانقلاب فى قطر أتبعه نقل القاعدة العسكرية إلى قطر فى العيديد والسيلية، وهى القاعدة الأضخم خارج الولايات المتحدة.
الكاتب الجزائرى خالد عمر بن قفة كتب قبل أيام على موقع مركز المستقبل يقول ان نظام الحكم فى الدوحة غير الإيديولوجية الدينية من الاعتماد على الوهابية والدعوة السلفية فى الداخل إلى أخونة الإمارة، مع الاستمرار فى دعم الحركة السلفية فى الخارج.
وأحد تفسيرات ذلك هو مناكفة السعودية عبر تبنى نموذج يحاول منافستها دينيا.
وهناك تقدير سعودى يقول إن قطر سعت إلى تنفيذ كل ما تطلبه أمريكا، ومحاولة إرضاء إسرائيل مع تقديم نموذج إسلام سياسى يقول للغرب «نحن مستعدون أن نخدمكم بطريقة أفضل من السعودية».
لكن هل ما سبق يكفى لكى تتخد السعودية هذا الموقف غير المسبوق؟!
الإجابة هى لا وإضافة إلى أن الصبر قد نفد، فإن هناك اتهامات خطيرة تتردد بأن الدوحة حاولت أن ترجح كفة بعض الأمراء خلال حسم معركة ولاية العهد فى السعودية قبل أسابيع قليلة، وبالتالى لم يكن صدفة أن تندلع المعركة فور تولى محمد بن سلمان لولاية العهد، وهذا هو أحد الأسباب الأساسية وليس الحديث المنسوب لأمير قطر على موقع وكالة الأنباء القطرية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي