ترامب والسوشيال ميديا - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 11:20 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترامب والسوشيال ميديا

نشر فى : الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 10:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 10:06 م
نشر الموقع الأمريكى Columbia Journalism Review مقالا للكاتب الأمريكى «ماثيو إنجرام» يتناول فيه تداعيات استخدام الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» المفرط لموقع السوشيال ميديا «تويتر»، وانتهاكه لحرية الرأى والتعبير مما أدى إلى رفع العديد من الدعاوى القضائية ضده. 

بدأ الكاتب حديثه بأن لكل رئيس أمريكى أداته الخاصة لتوجيه خطاباته إلى الشعب الأمريكى والعالم، ففى الثلاثينيات استخدم «فرنكلين روزفلت» الراديو كأداة للحديث بشكل مباشر مع الجمهور الأمريكى، أما فى الستينيات فوجد «جون كيندى» التلفزيون كأداة أفضل لتوجيه خطاباته، ومع التطور التكنولوجى لجأ ترامب إلى استخدام موقع السوشيال ميديا «تويتر» أثناء الحملة الانتخابية لترشحه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية واستمر فى استخدامه بعد تنصيبه كرئيس. 
من المثير للجدل استخدام ترامب المفرط لحسابه الرسمى «تويتر» حيث يقوم باستخدامه بشكل يومى، ويشير فى تغريداته إلى القضايا القانونية والثقافية والأخلاقية التى لم يتم معالجتها فى السياسة الأمريكية. فعلى سبيل المثال، هناك تغريدة موجهة إلى المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى الذى يتولى التحقيقات حول علاقات إدارته مع روسيا، وكذلك تغريدة موجهة إلى رئيس كوريا الشمالية الذى يهدد بضرب الولايات المتحدة. كما يقوم فى تغريداته بالثناء على مؤيديه، وتعزيز أجندة أعماله الإدارية، والهجوم على معارضيه مثل تغريدات تهاجم المرشحة السابقة للرئاسة الأمريكية «هيلارى كلينتون» والرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما». 

يضيف الكاتب أنه أثيرت تساؤلات بين الصحفيين ــ قبل أن يصبح ترامب رئيسا ــ عما إذا كان سيستمر فى استخدام «تويتر» فى حالة إذا ما وصل إلى سدة الحكم أو هل سيسمح له بذلك؟ وانتشرت هذه التساؤلات بسبب المخاطر الأمنية المحتملة وخاصة أنه يستخدم هاتف أندرويد غير مجهز أمنيا. وعندما وصل إلى سدة الحكم لم يتراجع عن استخدام حسابه الرسمى «تويتر»، فأصبحت تلك الوسيلة جزءا لا يتجزأ من شخصيته العامة، ويبرر اتجاهه إلى تلك الوسيلة بأن الإعلام الأمريكى يتصف بالكذب، وبالتالى يلجأ إلى استخدام تويتر لتوجيه رسالته إلى الشعب الأمريكى دون أى وسيط.

***

يعرض الكاتب آراء عدد من الصحفيين الأمريكيين حول استخدام ترامب المفرط لـ«تويتر»، تعلق «جاى روز» ــ أستاذة الصحافة بجامعة نيويورك ــ بأنه «جزء من الصعوبة التى تواجه الصحفيين عندما يتعاملوا مع تغريدات ترامب هو استخدامه المفرط الذى كسر المعايير المقبولة سابقا». ولقد أعرب «برين ستيلتر» ــ كبير مراسلى شبكة سى إن إن ــ عن صدمته من بعض الأشياء التى يقوم ترامب بمشاركتها على حسابه الرسمى على تويتر، ويضيف أن هذه التغريدات تتيح لنا الفرصة فى فهم عقليته، ويؤيده فى هذا الرأى «زيكى ميلز» ــ مراسل التايمز فى البيت الأبيض ــ بأن تلك التغريدات تتيح لنا الفرصة فى فهم ما يفكر فيه ترامب ولكن يرى الجانب السلبى فى ذلك هو الاستخدام المفرط له. أما الكاتب الصحفى الكبير بمجلة بوليتيكو «جاك شيفير» ــ فيرى «أنها المرة الأولى التى نمتلك فيها هذا النوع من التواصل المفتوح مع الجمهور». 

يرى الكاتب أن استراتيجية ترامب واضحة والتى تتلخص فى تشويه سمعة وسائل الإعلام الرئيسة وتقييد وصولها، واستبدال تقاريرها بنشر تغريدات مباشرة منه، وعندما يريد عقد حوار أو خطاب فإنه يلجأ إلى وسائل إعلام معينة مثل فوكس نيوز وبريتات. وتعلق «مارجريت سوليفان» ــ كاتبة صحفية فى واشنطن بوست ــ على ذلك» لقد أصبح تويتر بديلا عن الصحافة التقليدية القادرة على طرح أسئلة صعبة والضغط عليه، ولكنها ليست بديلا كافيا». 

***

من الجدير بالذكر أن هناك العديد من الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الرئيس «ترامب» بتهمة انتهاك حرية التعبير والرأى. قام معهد Knight First Amendment Institute بجامعة كولومبيا ــ وهو معهد حقوقى مهتم بالدفاع عن حرية التعبير ــ برفع دعوى بالنيابة عن سبعة أشخاص قام ترامب بحظرهم على متابعة حسابه الرسمى على تويتر، وذلك بعدما ردوا على تغريداته بتعليقات ساخرة ومعارضة، وكما يطالبون بوقف هذا الحظر لأنه غير دستورى وإنها محاولة لقمع المعارضة فى منتدى عام. وقال «جمييل جيفير» ــ المدير التنفيذى لذلك المعهد ــ «إن حب الرئيس لتويتر يعنى أنه بات مصدرا مهما للأخبار والمعلومات عن الحكومة»، وأضاف أنه «على الرغم من أن مهندسى الدستور لم يفكروا فى حسابات تويتر الرئاسية، إلا أنه لا يجوز السماح للرئيس بإقصاء وجهات النظر المعارضة له». 

علقت «كارولين مالاكورين» ــ أستاذ القانون الدستورى بجامعة ميامى ــ على حذف ترامب لعدد من التغريدات بأن ترامب ربما انتهك قانون السجلات الرئاسية الصادرة عام 1978 بعد فضيحة «ووترجيت»، والذى ينص على «ضرورة الحفاظ على كل الكتابات الرئاسية سواء كانت رسائل بريد إلكترونى أو مذكرات أو محاضر الاجتماعات أو غيرها». 

يطالب العضو الديمقراطى بالكونجرس «كيث إليس» شركة تويتر بمنع استحدام ترامب لحسابه الرسمى، وهناك أكثر من 70 ألف شخص وقعوا على عريضة تطالب شركة تويتر بتنفيذ ذلك. ومن الجدير بالإشارة أن هناك العديد من أعضاء إدارة ترامب يطالبون بتقليل مشاركته على تويتر لأن تلك المشاركات يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة، ويكمن السبب وراء تلك المطالبات أن ترامب يقوم بالكتابة دون تفكير أو وضع استراتيجية يعمل على تنفيذها، فإنه يقوم بكتابة تغريدة ثم حذفها ثم الكتابة مجددا عبر حسابه الرسمى على الموقع، وأصيب فريق إدارته بالتخبط من جراء تغريداته والبحث عن ردود فعل مناسبة على الأسئلة الصحفية التى تنهار عليهم بعد كتابة كل تغريدة والتى لابد من الإجابة عليها لإصلاح ما فعله الرئيس عبر «تويتر». 

ختاما علق الرئيس التنفيذى لشركة «تويتر» «جاك دورسى» على ذلك قائلا: «أعتقد أنه من المهم الإبقاء على ترامب وتغريداته على السوشيال ميديا مطالبا بعدم إيقاف تغريداته»، وأضاف أنه من المهم أن نسمح بشكل مباشر من قادتنا، ومن المهم أن نحملهم المساءلة وأعتقد أنه من المهم أن تكون هذه المحادثات عامة بدلا من أن تكون داخل الأبواب المغلقة، وإذا قمنا بإلغاء حسابه فكيف نعرف ما الذى يفكر فيه قادتنا؟». 

إعداد: زينب حسنى عزالدين 
النص الأصلى 

 

التعليقات