الأهلى والنجم.. ماذا جرى يا ترى؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:50 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأهلى والنجم.. ماذا جرى يا ترى؟

نشر فى : الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 10:00 م | آخر تحديث : الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 10:00 م
** ستة أهداف مقابل هدفين.. وأربعة أهداف أخرى ضائعة.. هل كان الأهلى قويا لهذه الدرجة.. أم كان النجم الساحلى ضعيفا للغاية؟!

** قوة فريق تضعف الفريق الآخر تلك قاعدة من قواعد الصراع وجوهر اللعبة. لكن ما جرى هو حالة ليس سهلا تكرارها. ففى كرة القدم نتائج كبيرة وتاريخية فى مختلف المسابقات والبطولات من كأس العالم إلى كأس إفريقيا. والبداية من الهدف المبكر الذى سجله رجل المباراة على معلول. هدف فى الوقت الرائع. والذى ترتب عليه ارتباك خطط وسيناريوهات النجم، وارتباك مدربه. فقد كان الوقت يسمح له بتنظيم فريقه، واللعب على أمل اقتناص هدف التعادل الذى يصعد به إلى المباراة النهائية. لكنه لم يفعل. وترك لاعبيه يندفعون فى هجوم أهوج وعشوائى وفى المقابل رد الأهلى بهجوم شرس ومنظم، أبدع خلاله لاعبوه بمهاراتهم وروحهم القتالية، ورغبتهم فى إسعاد جمهورهم الكبير، وكذلك رسم ابتسامة مصرية على وجه الحزن. 

** تألق أزارو وأثبت أنه مهاجم قدير، وفعل ذلك قبل أن يسجل أهدافه الثلاثة فى تلك المباراة. فهو لاعب سريع، وشرس، ويتحرك جيدا، ويتحرك دائما، وتلك الحركة تجعله فى المكان الذى يجب أن يكون فيه، وما دام يملك تلك المهارات فهو يستحق أن يكون مهاجم الأهلى الأول. لأن من يملك ذلك يستطيع أن يسجل. وقد سجل. 

** غاب عن الأهلى ثلاثة نجوم أساسيين. أحمد فتحى، وعبدالله السعيد وحسام عاشور. ولأنه الأهلى. ولأن مدربه قدير. كان تشكيله هجوميا متوازنا، وأهم ما فى التشكيل الدفع برامى ربيعه بجوار عمرو السولية. وكنت أظن أنهما يلعبا بنفس الأسلوب، وهما يتقدمان كثيرا ويندفعان كثيرا، وكان ظنى هذا بناء على سيناريو متوقع، بأن النجم سيدافع بصورة منظمة ويرد بهجوم مضاد أو ربما يضغط على الأهلى مبكرا. ولم يكن ظنى بالنجم فى محله. ولم يكن توقعى فى محله. ولا يمكن أن يتوقع إنسان ما جرى.. إلا أن الفريق كسب أمرا مهما ومركزا مهما، وهو رامى ربيعة.. إنه لاعب وسط يتقدم ويقتحم ويسدد وهو ما يجب أن يفعله عمرو السولية أيضا كما كان فى الإسماعيلى. 

** إن كل مباراة هى عبارة عن صراع بين أسلوبين.. فمن يفرض أسلوبه يطرق باب الفوز.. فقوة فريق تضعف الفريق المنافس.. وكلما ارتفعت درجة القوة، زادت أسباب الضعف.. لعب الأهلى بشراسة ممزوجة بالسعادة والبهجة. وكان لاعبوه سعداء، وبالقطع سعداء وهم يسجلون ويتقدمون على منافس له تاريخه ومتميز فى الكرة التونسية.. فالأهلى يستغل المساحات خلف ظهيرى النجم. ويستغل المساحات فى قلب دفاعات النجم. ويهاجم من كل الاتجاهات. ولا يدرك دفاع النجم من أين يأتى الهجوم، لدرجة أنه خيل لنا أنهم يصيحون: «حاسب.. واحد وراك.. واحد هناك.. أزارو. أزارو.. معلول. أجاى جاى.. امسك مؤمن.
يووووووه .. هدف».!

** فى المباراة حضور رائع للون الأحمر بالمدرجات.. وشباب يشجع طول الوقت.. ومشجع يرتدى فانلة الزمالك يجلس وسط جمهور الأهلى مساندا فريقا مصريا.. وحسين السيد يجرى نحو على معلول معانقا وفى غاية السعادة بهدفه.. وهذا من مظاهر قوة الأهلى.. و.. وقد خرج جمهور الأهلى من برج العرب وهو يغنى: «ليلة.. ليلة.. أما ليلة ياسلام..»!

** خرج سعيدا.. بهذا الأداء الساحر..!

 

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.