أصدرت دار الشروق كتابا جديدا مؤلفه الأستاذ / عمرو موسى وهو ليس مؤلفا بالمعنى الأكاديمى للكلمة ولكنه «شهادة حياة» لمواطن مصرى عاش على أرضها وكافح كما يكافح كل مكافح مصرى يصبو أن يكون مميزا فى خدمته لوطنه ويترك بصمة فى تاريخها والحقيقة أن عمرو موسى المواطن والسفير ووزير الخارجية والأمين العام للجامعة العربية ومرشح لرئاسة الجمهورية ورئيس حزب الدستور يترك بصمات عديدة فى كل مركز تبوأه وهذا ما نشهده جليا فى «كتابيه» الذى لن أخوض فى تفاصيله حتى يتمتع القارئ بأسلوبه الجذاب والشيق فى رحلته بين دفتى الكتاب.

فالكتاب ثقيل الوزن ولكن خفيف الظل يحكى صاحبه مسيرته الشخصية من خلال حياته وأيضا من خلال أحداث سياسية وشخصيات كبيرة ومؤسسات عالمية رسمت تاريخ مصر وتاريخ العالم ونجح الكاتب فى تذكيرنا بها أن التفاصيل والوصف الدقيق الطريفة والممتعة التى تداعب خيال القارئ حتى للمنتمى للأجيال التى لم تعش تلك الأحداث بحذافيرها ولم تسمع عن الشخصيات العالمية الواردة أسماؤها فى الكتاب.

الكتاب أيضا فيه ميزة كبيرة وهى أن كل الأحداث موثقة بالوثائق الدامغة وغزارة المعلومات الجانبية التى نقرؤها فى المتن مما يضاعف من قيمة الكتاب الذى هو ليس كتابا مؤلفا ولكن موسوعة الذى سيشكل مع الجزأين التاليين المزمع إصدارها موسوعة متكاملة عن تاريخ مصر وسياستها وعلاقتها الخارجية وأحداثها الداخلية المهمة فى المائة سنة الأخيرة.

على الرغم من أن كثيرين كتبوا سيرتهم الذاتية إلا أننى أشعر أنها لا تكفى، فنتمنى أن كل من تبوأ منصبا رسميا أو حزبيا أو عسكريا أو علميا يكتب لنا وللأجيال القادمة «شهادة حياته» لنتعلم ونستخرج الدروس المستفادة ونمرر الشعلة متقدة للشباب والأجيال القادمة.