3 أيام فى دويتشه فيله - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

3 أيام فى دويتشه فيله

نشر فى : الجمعة 23 يونيو 2017 - 10:10 م | آخر تحديث : الجمعة 23 يونيو 2017 - 10:10 م
الاعلام فى العالم خصوصا المتقدم يقفز قفزات نوعية مدهشة، وغالبية وسائل إعلامنا غارقة فى قضايا يفترض أن الزمن عفا عليها منذ زمن.

الفكرة السابقة ظلت مسيطرة على ذهنى أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء الماضية، وأنا أتابع جلسات منتدى الإعلام الدولى السنوى الذى تنظمه مؤسسة دويتشه فيله الألمانية فى مدينة بون. فى مرات كثيرة أحاول ألا أقارن بين ما يحدث عندنا أو ما يحدث فى العالم، لكن يبدو أن ذلك صعب جدا إن لم يكن مستحيلا.

«دويتشه فيله» هى مؤسسة إعلامية عامة مملوكة للدولة الألمانية، وهى موجهة للخارج فقط. لديها محطات تليفزيونية وإذاعية ومواقع إلكترونية وتبث بعدة لغات منها العربية.

هى تراهن على السوق المصرية، وفى الشهور الأخيرة وجهت الحكومة المصرية انتقادات كثيرة للمؤسسة قائلة انها تتبع سياسة منحازة ضدها وتركز فقط على السلبيات، وتنفى المحطة وجود أجندة مسبقة لديها، وأن ما يحكمها هو المعايير المهنية فقط، وظنى أن العلاقة بين الطرفين سوف تتحسن فى الفترة المقبلة.

قد لا تكون الدويتشه فيلا بعراقة الـ«بى. بى. سى» البريطانية، لكنها تطمح أن تكون صوت ألمانيا القوى فى الخارج بعد أن صار لكل دولة كبرى أذرع إعلامية مثل الحرة الأمريكية وفرنسا 24 وروسيا اليوم، بل إن هناك محطات فضائية إقليمية صارت أخطر من المقاتلات والصواريخ فى تأثيرها.

فى افتتاح المؤتمر تحدث بيتر ليمبورج مدير عام المؤسسة عن سياسة وأهداف المحطة فى المرحلة المقبلة. وقال لى إن السوق المصرية مهمة جدا لنا، لانها الاكبر عربيا، ونرغب فى توسيع شراكاتنا الإعلامية فى مصر فى إطار القواعد المهنية ولمصلحة البلدين والشعبين.

ليمبورج دعا الحضور للوقوف دقيقة حدادا على روح المستشار الأسبق هيلموت كول الذى توفى بداية الأسبوع الماضى.

المؤتمر لم يكن جافا بالمرة، فالافتتاح نفسه كان بفرقة موسيقية شابة ــ وبعد حديث وزيرة التجارة والطاقة عن الاعلام والتكنولوجيا والشباب، ثم عمدة بون وهو من اصل هندى ــ استمتع الحاضرون بفرقة من ثلاثة شباب من أصول إفريقية يجسدون مأساة الإعلام فى دولة زيمبابوى التى يحكمها روبرت موجابى منذ عام ١٩٨٠، وكيف أن الإعلام لا يمكن أن يعيش وينمو ويتطور من دون الحرية.

السمة الغالبة على أحاديث الخبراء والمتخصصين هى الإعلام الرقمى الذى يكتسح فى طريقه معظم أنواع الإعلام التقليدية خصوصا الصحافة الورقية، ورغم أن ألمانيا واحدة من الدول التى ماتزال الصحافة الورقية تتمتع فيها بتوزيع كبير فمثلا صحفية بيلد الشعبية بحجم التابلويد توزع اكثر من ٧ ملايين نسخة يوميا تقريبا.

الألمان لا يجادلون هل الصحافة الورقية باقية أم سوف تنقرض، هم يحاولون مواكبة كل ما هو حديث، خصوصا الصحافة عبر الموبايل الذى يمتلكه الجميع.

لفت نظرى ما قاله ناصر شروف رئيس القسم العربى فى دويتشه فيله، بأنه «ليس مهما نوع الوسيلة الإعلامية، بل المهم هو أن يجدك أو يلقاك المستخدم الذى هو القارئ أو المشاهد، إذ عليك أولا أن تحضر المستخدم وبعدها تقدم له المحتوى وعليك بعدها أن تغريه بالاستمرار فى متابعتك».

من المحاور الرئيسية التى ركزت عليها المناقشات «الأخبار المضروبة» التى يبدو أنها ليست هما عربيا أو مشرقيا فقط، ولكنها مأساة يعانى منها الجميع، لكن مع اختلاف الدرجة، وكان طبيعيا أن يتطرق بعض المتحدثين إلى «ظاهرة ترامب الإعلامية» وما أحدثه من زلازل إعلامية بداية من مفاجأة فوزه خلافا لكل التقديرات والاستطلاعات ونهاية بتغريداته التى لا تتوقف.

فى هذا المؤتمر كان هناك إعلاميون من كل بلدان العالم وقاراته تقريبا. كانت فرصة جيدة للتعارف وعلى سبيل المثال وجدت نفسى غارقا فى محادثة مع زميلين الأول من أنجولا والثانية من البرازيل، حول اللغة ومطباتها، وتطور النقاش من الإعلام إلى كرة القدم وفلافيو وجيلبرتو «لاعبى الأهلى السابقين من انجولا»، ولماذا تراجع مستوى الفريق الأول للبرازيل؟!.

فى هذا التجمع الدولى تكتشف أن هموم الإعلاميين واحدة فى كل مكان لكن مع اختلاف الدرجة.

زملاء من المنطقة العربية يشكون من قتل الإعلاميين على أساس طائفى، وآخرون من أمريكا ينتقدون و«يجرسون» ترامب ليل نهار، لكنهم يخشون التضييق عليهم لاحقا، حقا إنها مهنة المتاعب.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي