مؤشرات تراجع نفوذ الولايات المتحدة - صحافة عالمية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:39 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مؤشرات تراجع نفوذ الولايات المتحدة

نشر فى : الخميس 23 مارس 2017 - 9:30 م | آخر تحديث : الخميس 23 مارس 2017 - 9:30 م
نشرت صحيفة El País الإسبانية مقالا لـ«سوزانا أورا» ــ الصحفية والمترجمة بالصحيفة ــ عن ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية المقترحة من قبل دونالد ترامب وإدارته لعام 2018 وانعكاس ذلك على البلاد وتأثيرها سواء فى الداخل أو الخارج.

تستهل الكاتبة المقال بأن ميزانية الولايات المتحدة المقترحة لعام 2018 قد عكست بشكل كبير التغيرات التى يريد ترامب تنفيذها وفقا للوعود التى أطلقها خلال حملته الانتخابية، والتى تمثل جانبا كبيرا منها فى شكل تهديدات عميقة للكثيرين على الصعيدين المحلى والدولى.

فيما يتعلق بالنفقات التى أعلنتها الميزانية؛ فقد تم الكشف عن تقلص مخصصاتها لملفات عديدة باستثناء تلك المتعلقة بالدفاع والتى قد زادت بنسبة 10% وذلك تطبيقا للمبدأ الذى عبَّر عنه ترامب بنفسه حينما قال إنه يريد أن يبدأ الحروب مرة أخرى، ونتيجة لذلك فقد زادت النفقات المخصصة للأمن القومى بنسبة 7% وذلك توافقا مع الهاجس الأمنى الذى يلازم ترامب دوما، كما زادت نفقات إدارة شئون المحاربين القدامى بنسبة 6%.

وبنظرة على أقسام أخرى بالميزانية تقول «أورا» أن هناك أقساما قد تعرضت إلى تخفيضات شديدة مدمرة؛ فعلى سبيل المثال تقلصت نسبة الإنفاق على التعليم بنسبة 14%، والصحة بنسبة 16%، ووزارة العمل بنسبة 21%، وفى الوقت نفسه انخفضت المعونة الخارجية بنسبة 29%، فيما أصبحت وكالة حماية البيئة على وشك الانقراض بعد انخفاض التمويل المخصص لها بنسبة 31%.

تضيف الكاتبة أنه إذا كانت القوة الناعمة تقوم على محاولة جذب الآخرين إلى مواقفك، فإن القوة الصلبة تعنى فرض مصالحك الخاصة عليهم، ولكن مدير الميزانية «مايك مؤلفانى» قد قال إنها ليست ميزانية قوة ناعمة، بل إنها ميزانية قوة صلبة، كما صرح بأن إدارة ترامب تريد إرسال رسالة إلى الحلفاء والخصوم على حد السواء بأن إدارتهم قوية وحاسمة.

ما يفعله الرئيس ما هو إلا خطأ ستمتد آثاره إلى أطراف ونواحى عديدة؛ فالرئيس الجديد رغم أنه يعلن دوما بخطاباته أنه يريد أن تكون أمريكا أولا، إلا أن تصرفاته تأتى على العكس تماما؛ فمع قيامه بسحب البلاد من المنظمات المتعددة الأطراف، ورفض المفاوضات مع الحلفاء وتدمير المساعدات الخارجية وتعزيز التهديدات الحربية، وتقليص الرعاية الاجتماعية ومخصصاتها وجعل المواطنون يعيشون فقط خلف حدودهم منعزلين عن العالم لا يشغلهم سوى هاجس الأمن، لن يجعل أمريكا فى المرتبة الأولى أو يجعلها عظيمة كما يريد، فما يفعله ترامب يعكس أنه شخص يريد حبس نفسه داخل مخبأ بعيدا عن عالم يراه كبيئة معادية ومدمرة له.

ختاما.. تقول الكاتبة أنه من الخطأ الاعتقاد بأن ترامب سيصبح قويا، وحتى إن أصبح قويا فعلا فلن يحظى بالتأثير والنفوذ ذاته ــ سواء له أو للولايات المتحدة ــ وبخاصة على الصعيد الدولى، فالرئيس الجديد سيعمل على دفع المزيد من الأموال ولكنه سيصبح أكثر عزلة عن العالم نتيجة لمعتقداته وآرائه منذ حملته الانتخابية وحتى بعد وصوله الفعلى إلى البيت الأبيض.

النص الأصلى:

 

التعليقات