المشجع لا يتخلى عن فريقه - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المشجع لا يتخلى عن فريقه

نشر فى : الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 - 8:00 ص

●● إذا كان الرجل يستطيع أن يغير مسكنه، وعمله، ومكتبه، ومنزله، وسيارته، وهيئته، فإنه لا يغير أبدا فريقه الذى يشجعه، فهو يسانده بطلا ووصيفا، منتصرا ومنكسرا.. ويمضى خلفه من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية. وقد ينقرض الفريق وينساه التاريخ، لكن مشجعه يظل وفيا لاسمه ولا ينساه أبدا.

●● أتحدث هنا عن قاعدة رياضية أصيلة لم تختل فى ملاعب كرة القدم. ومن الطبيعى أن يكون ذلك أيضا هو موقف المشجع من منتخب بلاده. فلا يمكن أن يشجع منتخبا آخر لبلد أخر. لكن المشجع له الحق فى أن يحزن ويأسف ويغضب من أداء فريقه.. وانتقاد أداء منتخب مصر الهزيل أمام غانا، أو انتقاد أداء الأهلى العشوائى أمام القطن لا يعنى أن نتخلى عن المنتخب فى مباراة العودة. ولا يعنى ألا نساند الأهلى فى موقعته الفاصلة أمام أورلاندو.

●● هذا كلام واضح لا لبس فيه. نشجع المنتخب الوطنى أمس واليوم وغدا لأنه فريق مصر. إلا أن إشاعة الحلم وتصديره أمر آخر. فالبعض ينشر وينثر فكرة أن المنتخب سيفوز على غانا بخمسة أهداف، ويصدر للناس الأمل كأنه مضمون، فإن ذلك فيه الكثير من الشعوذة الرياضية.. ربما نحلم بالفوز على الفريق الغانى، وسيكون الفوز فى حد ذاته، إذا تحقق، بمثابة رد اعتبار للاعبين وللفريق. أما أن نسجل خمسة أهداف ثم نسافر إلى البرازيل.. فإن تلك هى المعجزة بعينها.. وفى حساباتى سأعتبر مجرد الفوز على منتخب غانا بأى نتيجة بمثابة معجزة فنية نظرا للظروف النفسية التى تحيط بالمباراة.. وأتمنى مخلصا أن تكون وجهة نظرى غير دقيقة، وأن يكون رأيى غير سليم، وأن «يكبسنى» المنتخب ويفوز بأى نتيجة، وأنا أدعو الله أن «أنكبس كبسا كبيرا» وسأكون سعيدا للغاية إن حدث ذلك.. فالفوز وشفاء الكرة المصرية أهم ألف مرة.

●● أنتقل للأهلى الذى لم يكن فى حالة طبيعية. أداء عشوائى كسلان. ربما يكون بتأثير الخسارة أمام غانا، وأداء اللاعبين الدوليين ثلاث مباريات متتالية شديدة الصعوبة. إلا أن الفريق جسد ظاهرة لعب الموظفين القديمة.. هذا الموظف الذى يبحث عن راتب أول الشهر دون أن يؤدى عمله. وهو نفسه اللاعب الذى يبحث عن نقاط الفوز دون أن يلعب كرة قدم.. ومن أسباب ترسيخ تلك الظاهرة السلبية التى أفسدت لعبتنا تصريحات المدربين التى تقول: «المهم الفوز وليس الأداء».. علما بأن القطن كان أقرب للفوز من الأهلى الذى كان سيخسر التأهل كما خسر الأداء.. ويبقى السؤال: ماذا سيفعل بطل مصر فى مواجهة عفاريت أورلاندو وسرعتهم؟

●● يارب النصر لمصر وللأهلى.. فأمام المواجهة القادمة للفريقين لا نملك سوى الدعاء.

●●●

●● فى الدورى الإنجليزى بدأت حملة من أجل السماح للجماهير بالوقوف فى المباريات. على أن يكون سعر التذكرة وقوفا منخفضا. ويقود الحملة عدة أندية. خاصة بعدما طبقت ألمانيا هذا النظام فى بعض الأندية. والمشكلة التى تواجه الإنجليز هى القانون وحتمية تغييره.. هم على أى حال يفكرون فى إضافة الجديد كل لحظة.. بينما هناك ناس أعرفهم لا يعرفون هل يلعبون الكرة بجمهور أم بدون جمهور أفضل جدا؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.