مدرسة مازن - منى أبو النصر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مدرسة مازن

نشر فى : السبت 22 سبتمبر 2018 - 9:45 م | آخر تحديث : السبت 22 سبتمبر 2018 - 9:45 م

يُشاركك الأصدقاء كل يوم تقريبا صور اليوم الدراسي الأول للأبناء، بالزي المدرسي الجديد وضحكات البكور بعد بيات صيفي طويل.

تشاركهم أمنياتك بعام دراسي مُوفق، ودعوات بحفظ الأولاد من السوء، على الجانب الآخر من النهر، فريق ربما قليل العدد، لن يشاركك تلك الطقوس المرتبطة بموسم العودة للمدارس، فهو في المقابل له طقوسه الخاصة البعيدة عن هذا الصخب، فهو يُدير العملية التعليمية بأكملها من داخل المنزل، فريق يزداد رواده، ويثير حوله تساؤلات كثيرة، وربما الفضول.

- منذ فترة أتابع كغيري المناقشات المطروحة حول التعليم المنزلي، قبل أيام تحدثت لواحدة ممن تبنوا هذا النظام بالفعل، في خطوة اعتبرتها وغيري مغامرة كبيرة، هي الصحفية الزميلة سالي أسامة، التي قررت وزوجها الكاتب والروائي أحمد الفخراني الخروج من دائرة التعليم النظامي وتبني نظام التعليم المنزلي لابنهم مازن، تحدثت لسالي عن هذا القرار، وسببه، وكان دافعهما الرئيسي على حد تعبيرها هي تأثر مازن نفسيا بالسلب بالنظام التعليمي النظامي، لعدم وجود تربويين حقيقيين يتفهمون التعامل السليم مع الطفل، وكذلك بسبب نظام التعليم نفسه القائم على التلقين والحشو.

ما ضاعف من الصدمة أن مازن كان مُنتظما لدى واحدة من المدارس ذات السمعة الطيبة، لكن هذا المستوى الطيب لم يشفع لها، ودفع الضغط النفسي الشديد في نظامها التعليمي مازن لإبداء رغبته في الموت، على حد تعبير الأم، وهو ما لم يتحمله الوالدان، واتفقا على أن صحة الطفل النفسية أهم وأبدى، وبعد ثلاثة شهور من البحث عن بدائل تعليمية استقرا على نظام التعليم المنزلي.

- تعتبر سالي أن هذا الخيار "مريح"، وأن الحديث عن فكرة "المغامرة" مطروح حتى مع التعليم النظامي، وأنها تعتبر أنه من المغامرة تُعرض الطفل لضغوط نفسية متكررة على مدار عمره.

سألتها إذا لم تخشى من مسألة "التواصل"، فكرة التخلي عن فصل المدرسة وساحتها و"فسحة المدرسة"، وما تتيحه جميعها من مواقف قد تُصقله اجتماعيا، فقالت لي إن مسألة التواصل تلك من الاتهامات الأشهر التي ترتبط بالمتعلمين مدرسيا، وأنها غير صحيحة، لأن مازن على سبيل المثال لا يلزم البيت سوى يوم أو يومين في الأسبوع، وباقي الأيام يكون مرتبطا بورش تعليمية كاللغة والموسيقى والفن وغيرها من المهارات، علاوة على ورش تجمع الأطفال الذين يخضعون للتعليم المنزلي يومين في الأسبوع للتعلم الجماعي.

- ماذا يتعلم مازن.. وهو الآن في عمر 7 سنوات؟، سألتها، فقالت: نستكشف الكون، لدينا مواد أساسية مثل اللغة العربية والإنجليزية، والحساب والدين، وكذلك العلوم والأحياء والتاريخ والجغرافيا، بطرق غير تقليدية تناسب السن، ومما تعلمه أيضا لمازن التاريخ وذلك من خلال الأغاني وتاريخها، مثل "السمسمية" التي عرفته على مدن القناة، وفرقة "استبينا" التي تغني أغاني حوض البحر المتوسط.

- تعتبر سالي أن هناك إقبالا كبيرا جدا على التعليم المنزلي وترجع ذلك لسببين، الأول أن هناك طبقة لديها وعي حقيقي بأهمية التعليم، ورأوا نماذج ناجحة جدا مثل سنغافورة وغيرها، ولمسوا كيف استطاع التعليم أن يطور بلادهم، في مقابل مدارس مازالت إلى الآن تبالغ في عقاب الطلاب وأهلهم، علاوة على دوامة الدروس الخصوصية، والنتيجة طفل يومه ضائع دون فائدة حقيقية، والسبب الثاني هي المصاريف المدرسية التي تزيد بجنون.

تتمنى سالي أن يتم تقنين التعليم المنزلي، وأن يكون معترفا به، باعتبار أنه من حقها أن تختار كيف تُعلم ابنها.

- الاختلاف أو الاتفاق مع ما تقوله الأم، لا ينفي حقيقة حرصها الشديد على منظومة تستوعب طفولة ابنها وتصنع منه الأفضل، وتجاهل هامش التعليم المنزلي الذي يتسع بحجة أنه مُخالف لم يوقف رغبة الكثير من أولياء الأمور في الاقتراب من هذا النظام والتعرف عليه، ما يجعل الاستماع لوجهات النظر كافة ومناقشتها، ودراسة البدائل العالمية التي تُقنن نظام "التعليم المنزلي" Homeschooling، فائدة تشمل مشروع التعليم بشكل عام.

منى أبو النصر صحفية مصرية
التعليقات