دموع على ضفاف يناير! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دموع على ضفاف يناير!

نشر فى : الأحد 21 أغسطس 2016 - 10:00 م | آخر تحديث : الأحد 21 أغسطس 2016 - 10:00 م
** أوضح «بوضوح واضح «(وهل هناك توضيح غير واضح؟.. نعم):

لا يوجد ثأر فى الرياضة. وأعتذر عن تلك اللغة مقدما ولكن إعلام العالم استخدمها مساء السبت.. بعد فوز البرازيل على ألمانيا، والإعلام الأجنبى أحيانا ينغمس فى صياغات درامية كأنه يشاهد مسلسل سلسال الدم أو سقوط حر وتحت السيطرة!

** «ريو دى جانيرو» تعنى بالبرتغالية نهر يناير، وهو شهر الصيف فى البرازيل، وقد فاض هذا النهر بدموع ما يقرب من 80 ألف متفرج، بعد فوز منتخب بلاد السامبا على ألمانيا بركلات الجزاء الترجيحية. وكانت الفرحة كبيرة، زادت على فرحة فوز البرازيل بكأس العالم للكبار فى كل مرة من المرات الخمس.. وكان هذا الحضور الجماهيرى هو الأعلى بالدورة الأوليمبية التى أطفأت شعلتها، بعد 21 يوما من البهجة والتوهج.. وأسباب الفرحة التى اختلطت بالدموع معروفة، فالبرازيل خسرت كأس العالم عام 1950 أمام أوروجواى باستاد ماراكانا وفى حضور قرابة 200 ألف متفرج وكانت الخسارة صدمة ظلت حية حتى يوم السبت اليوم قبل الأخير للألعاب الأوليمبية، كما أن منتخب البرازيل كان خسر فى الدور قبل النهائى لمونديال 2014 على أرضه 1/7 أمام ألمانيا فى واحدة من أقسى الهزائم فى تاريخ كرة القدم على الإطلاق.. ومن المصادفات أن المباراة النهائية للألعاب الأوليمبية فى مواجهة الفريق الألمانى الأوليمبى، فلا مانع لأخذ الثأر منه، باعتبار أنه الابن البكر للأب الألمانى الكبير الذى أطلق الرصاص على الأب البرازيلى فى «بدارى» ريو دى جانيرو؟!

** للفرحة التى فاضت فيها الدموع على ضفاف نهر يناير سبب آخر.. وهو أن البرازيل بطلة كأس العالم خمس مرات، والتى لم تغب أبدا عن تلك البطولة.. لم تحرز ذهبية كرة القدم فى الألعاب الأوليمبية على الرغم من تأهلها للمباراة النهائية أربع مرات.. ومعلوم أن البرازيل تصنف على أنها بلد كرة القدم الغنية بالمواهب، وقد باتت هى اللعبة الشعبية الأولى فيها منذ عام 1919 بعد الفوز بكأس كوبا أمريكا لتتقدم على شعبية سباقات الخيل.. وهكذا كان الفوز على الألمان الصغار أخذا بالثأر من الألمان الكبار، أو هكذا يظن أبناء البرازيل، واستردادا مؤقتا للهيبة الضائعة للكرة البرازيلية فى السنوات الأخيرة، وخاصة بعد هزيمة المونديال القاسية، وخسارة كوبا أمريكا.

** كان الفريق الألمانى ندا، لم يرهبه الحضور الكبير والتشجيع الحماسى الذى وصل فى بعض الأحيان إلى الدعاء والتوسل كى يفوز منتخب البرازيل الأكثر استحواذا، وقد لعب بتوتر بسبب هذا الضغط، فالخسارة كانت تعنى أن يسكن شيطان ماراكانا فى قلب هذا الاستاد طويلا فى انتظار معجزة تطرده.. وخطف نيمار كل الأضواء حتى أنه اعتبر الفارس الذى حرر ماراكانا من الشيطان، وأنقذ الكرة البرازيلية من الموت..!

** والآن ماذا عن البعثة المصرية؟

** هناك ثلاث وجهات نظر، الأولى مكونة من فريق نادر يعلم ماهى الألعاب الأوليمبية ويدرك الارقام والمستويات والحقائق الرياضية والفارق بين التمثيل المشرف الحقيقى، والتمثيل المشرف الهزلى. ووجهة النظر الثانية لنسبة 40% تزرع الأمل وترى نصف الكوب الممتلىء. والثالثة للباقين، الذين يفتشون عن الفشل والأخطاء كمن يفتش عن كنز لنشر الإحباط بأى وسيلة.

**فكر أين تقف أنت إلى أن نلتقى..!
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.