كيف يمكن أن تؤثر الأغلبية الديمقراطية فى مجلس النواب على سياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط؟ - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 8:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف يمكن أن تؤثر الأغلبية الديمقراطية فى مجلس النواب على سياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط؟

نشر فى : الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - 12:00 ص
نشرت مدونة ديوان الصادرة عن مركز كارنيجى لدراسات الشرق الأوسط مقال للباحث «مايكل يونج» يتناول فيه آراء مجموعة من الباحثين حول التداعيات المحتملة لفوز الديمقراطيين بأغلبية مجلس النواب على سياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط.
يتحدث ديكستر فيلكينز ــ محرر فى مجلة النيويوركر ــ قائلا:
ما هو مؤكد تقريبا حول السنتين المقبلتين فى السياسة الأمريكية، أنها ستغرق فى لُجج السياسات المحلية. فالهدف الرئيس للأغلبية الديمقراطية الجديدة فى مجلس النواب سيكون التحقيق مع الرئيس دونالد ترامب وفريقه واستجوابهما بكل الوسائل المتاحة. ثم إن أبرز القضايا التى سيسعى الكونجرس الجديد إلى ملاحقتها ستكون البحث عن دلائل حول تعاملات ترامب مع روسيا والفساد فى أنشطته الاقتصادية.
ونظرا إلى ما نعرفه عن شخصية ترامب، من المرجح أن يفجر ذلك سلسلة من ردود الفعل البركانية من جانب المكتب البيضاوى. ستكون المعركة طاحنة وبشعة وسيطول أمدها. وسيواجه ترامب، لأول مرة، معارضة حقيقية ومؤسسية.
ويضيف أنه من المحتمل أن يتم تجاهل منطقة الشرق الأوسط. ففريق ترامب كان لديه مخططات كبرى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، من خلال عزل النظام الإيرانى وربما إشعال فتيل انتفاضة ضده، والتوصل، إن أمكن، إلى عقد صفقة غير مرضية للفلسطينيين. والخطر الوحيد يتمثل فى أن يتحرك الشرق الأوسط على هواه، من خلال إنتاج أزمة تتطلب اهتمام الرئيس. وفى حال حدوث ذلك سيكون من الصعب على ترامب صرف النظر عنها.
وتضيف سارة يركيس ــ باحثة فى برنامج كارنيجى للشرق الأوسط، أن الثنائية الحزبية طغت على مقاربة الكونجرس للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط على مدى الأعوام الماضية. لكن الانتخابات النصفية أدخلت إلى المشهد وأخرجت منه أيضا لاعبين بارزين. لذا، يمكننا أن نتوقع أن يكون الكونجرس الحالى أكثر انتقادا لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مثل السعودية ومصر وإسرائيل. 
كذلك، غالب الظن أن نشهد تحديا للسردية التقليدية المؤيدة لإسرائيل داخل الكونجرس. فقد انتقد ثلاثة أعضاء جدد إسرائيل على نحو صريح، وهم ألكساندريا أوكازيو ــ كورتيس، وإلهان عمر، ورشيدة طليب. إذن، الكونجرس الجديد أكثر اطلاعا من السابق، ولاسيما أن بعض الأعضاء الجدد هم خبراء مخضرمون فى السياسة الخارجية ــ أبرزهم توم مالينووسكى، المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل.
ويضيف ديفيد كينر ــ ومحرر شئون الشرق الأوسط فى مجلة فورين بوليسى ــ قائلا:
قبل الانتهاء من فرز الأصوات الأخيرة فى انتخابات الكونجرس الأمريكى، أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها على وقف إعادة تزويد طائرات التحالف الذى تقوده السعودية فى اليمن بالوقود. لكن الرئيس ترامب سيُصاب بخيبة أمل إذا كان يأمل بأن تُثنى خطوته هذه مجلس النواب الأمريكى الذى يسيطر عليه الديمقراطيون، عن تحدى سياسته اليمنية.
الخطوة الملموسة التى يمكن لديمقراطى مجلس النواب الأمريكى اتخاذها، هى وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الرياض. يُذكر هنا أن صفقة الأسلحة مع السعودية أُقرَت العام الماضى بغالبية ضئيلة. لكن، وعلى ضوء فوز الديمقراطيين بغالبية مقاعد مجلس النواب الأمريكى، قد يواجه السعوديون عداء غير مسبوق داخل الكونجرس الحالى.
فقد بات بإمكان مجلس النواب الأمريكى الآن عقد جلسات استماع حول اليمن، وبلورة موقف مناهض للحرب التى تشنها السعودية فى صفوف الرأى العام والنخبة. 
ويستطرد جيفرى أرونسون قائلا: الأغلبية الديمقراطية الجديدة فى مجلس النواب الأمريكى تجد نفسها فى مواجهة مجموعة من قضايا السياسة الخارجية المتعلقة بالشرق الأوسط. لكن مهما كانت المسألة ــ بدءا من العقوبات على إيران، مرورا بتوسع النفوذ الروسى فى المنطقة ووصولا إلى العلاقات العربيةــ الإسرائيلية ــ سيكون الهجوم السياسى الواسع على الرئيس دونالد ترامب والحزب الجمهورى فى الفترة التى تسبق الانتخابات الرئاسية والتشريعية فى العام 2020 هو السياق الغالب الذى سيقولب ويحدد هذه المسائل.
كل هذا يشى بتموضع من طرف اليمين، باتجاه انتقاد مبادرات ترامب السياسية بكونها لا تتسم بقدر كافٍ من «الصرامة» نحو الرئيس السورى بشار الأسد وإعادة إعمار سورية، وحزب الله، و«النهج التوسعى» الروسى، وإيران، مع كل ما تتضمنه هذه القضية من أبعاد. وهنا، قد يكون دعم تقليص أو وضع حد للتعاون الأمريكى مع السعودية والإمارات فى الحرب فى اليمن استثناء جديرا بالاهتمام، حيث قد تجد الأغلبية الجديدة فى المجلس قيمة سياسية فى تحدى السياسة العامة انطلاقا هذه المرة من اليسار.

النص الأصلى
https://bit.ly/2QQBzEv
التعليقات