هل بركة غليون مهددة بالغرق؟! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 6:20 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل بركة غليون مهددة بالغرق؟!

نشر فى : الأحد 19 نوفمبر 2017 - 11:05 م | آخر تحديث : الأحد 19 نوفمبر 2017 - 11:05 م
صباح السبت الماضى كنت فى بركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، لحضور افتتاح مشروع الاستزراع السمكى المتكامل. أول سؤال خطر على بالى هو: «أليس المكان المقام عليه المشروع فى بركة غليون مهددا بيئيا بالغرق هو وكل منطقة الدلتا، بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى التى ستزيد من مياه البحار والمحيطات، وتغرق مساحات واسعة منخفضة فى العالم ومنها الدلتا.. أليس هذا ما نسمعه من كبار خبراء البيئة فى العالم منذ سنوات؟!.

تشاء الصدف أن يكون مقعدى فى خيمة الافتتاح متوسطا العميد مهندس علاء جفلانة، مدير المشروع التنفيذى، والصديق وائل الإبراشى.

العميد جفلانة رد على التساؤل، وقال: «تم اختبار المكان بيئيا لمدة سنة كاملة، وقمنا بمتابعة ومراقبة مد وجزر البحر طوال فصلين للشتاء، واكتشفنا أن أقصى مد للبحر يصل إلى ٧٠ سنتيمترا، وإذا افترضنا أن المد يزيد واحد سنتيمتر أو ٢ سنتيمتر سنويا، ولو استمر على هذا الحال فسوف يزيد المد مترا كاملا خلال خمسين عاما على أقصى تقدير. وبالتالى فقد تم تصميم المشروع والمنشآت المقامة عليه، ليصبح مرتفعا عن سطح البحر بمقدار ٣٧٥ سنتيمترا، أى أعلى بكثير من أى أخطار يمكن أن تهدده لعشرات السنين، بهدف حماية المشروع، إضافة إلى الحماية السنوية من التآكل.

طبيعة المنطقة عبارة عن بركة أى أرض منخفضة مشبعة بالماء، ويقال إن كلمة غليون لأن المنطقة تشبه الغليون، أو لأن مراكب الصيد التى كانت تعمل بالمنطقة قديما كانت تشبه الغليون.

طبقا للعميد علاء، فإن أكثر من خمس أو ست شركات فكرت فى الاستثمار الإنشائى والعقارى فى هذه المنطقة، لكنها انسحبت بعد شهر أو شهرين، لأن طبيعة التربة سبخية رخوة، ولا تصلح فيها أى أعمال أو منشآت إنشائية.

لكن مشروع الاستثمار والاستزراع السمكى مناسب جدا، فى حين أن الجزء الإنشائى الإدارى الصناعى فى المشروع تم بناؤه على أساسات خاصة محمولة على خوازيق، وهى بطبيعة الحال مكلفة مقارنة بالمنشآت المقامة على أرض صلبة عادية. إذا طبقا للعميد علاء جفلانة، فإنه لا خوف ولا خطر بيئيا على المشروع من الاحتباس الحرارى الآن أو بعد خمسين سنة. إضافة إلى أن مهن غالبية أهل المنطقة هى الصيد، وبالتالى، فهو مشروع يتوافق مع حياتهم وخبرتهم وواقعهم.

فى هذا اليوم استمعت إلى كلمات اللواء مصطفى أمين، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، واللواء حمدى بدين، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، وعرفنا أن المشروع مقام على مساحة ٤ آلاف فدان تضم ١٣٥٩ حوضا للأسماك والجمبرى، ومنطقة صناعية على مساحة ٥٥ فدانا تضم مصنعا لتجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك بطاقة إنتاجية ١٠ أطنان يوميا، ومصنعا لإنتاج الأعلاف، ومصنعا لإنتاج الثلج وآخر للفوم. عرفت أن العجز فى الإنتاج السمكى يصل إلى 246 ألف طن، فى حين أن المشروعات الأخيرة تخفض واردات الأسماك بنسبة 25%.

من المفارقات التى عرفناها من كلمة الرئيس السيسى أن المزارع السمكية تنتج ١٫٧ مليون طن أسماك سنويا، فى حين أن كل سواحل مصر بما فيها البحيرات لا تنتج أكثر من ١٠٪ من هذه الكميات.

لكن أكثر ما لفت نظرى فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى المرتجلة ــ بعد كلامه عن مياه النيل وأنه لن يتم مس ولو قطرة من حصة مصر ــ كان حديثه عن تكلفة تطهير وتطوير بحيرة المنزلة بما يتراوح بين ٤٠ ــ ٥٠ مليار جنيه، لكى تعود إلى سابق عهدها بعد أن تم تجريف أكثر من ٣٠٠ ألف فدان منها، بسبب التعديات والفساد والإهمال، إضافة إلى حديثه عن التكامل بين هذا المشروع ومشروع إضافة 4000 حوض للأسماك شرق قناة السويس فى ديسمبر المقبل. وربط كل ذلك بـ٢٠ ألف صوبة زراعية و٢٠٠ ألف رأس ماشية، مصر فى حاجة ماسة إلى مشروعات كثيرة على غرار بركة غليون لكى تبدأ فى الوقوف على قدميها.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي