أحزان فى معبد البهجة..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:17 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحزان فى معبد البهجة..!

نشر فى : الأربعاء 18 نوفمبر 2015 - 10:00 م | آخر تحديث : الأربعاء 18 نوفمبر 2015 - 10:00 م

** تغير العالم فى 11 سبتمبر 2011، وتغير العالم مرة أخرى فى 11 نوفمبر 2015.. ومن بطن سبتمبر وتدمير برجى التجارة العالميين فى نيويورك ولدت الحرب الأمريكية على الشرق الأوسط، ومن أنقاض مأساه باريس ولدت مظاهر البهجة والإحتفاء بالحزن، وكم هو غريب أن يمتزج الألم بالبهجة؟
** حدث ذلك فى كثير من دول العالم التى أضاءت أشهر معالمها بالعلم الفرنسى، فالمأساة إنسانية شاملة. إلا أن الإرهاب الخسيس وبكل مافيه من قسوة وادعاء أصاب طائرة ركاب روسية، ولم تزين معالم دول بالعلم الروسى. كما أصاب الإرهاب الكثير من الشعوب العربية، سواء فى مصر أو العراق أو السعودية أو تونس أو فلسطين، ومضت حوادثه وجرائمه، كما تمضى رياح الخماسين أو كما تسقط الثلوج، مجرد ريح، ومجرد ثلج؟!
** أمر مؤسف أن شرقنا أصبح بهذا الضعف، وما يؤسف هو أننا من صنع ضعفنا.. وما زال شبح الإرهاب يرتع، ويهرول خلفه الأقوياء. فقد ألغيت مباراتان لأسباب أمنية، واحدة بين بلجيكا وإسبانيا فى بروكسل، والثانية بين ألمانيا وهولندا فى هانوفر وهذا بمجرد تلقى السلطات تهديدات، وكانت أنباء ترددت عن وجود سيارة إسعاف مفخخة فى هانوفر، وكان مقررا حضور المستشارة الألمانية ميركل.. ونفى وزير داخلية المقاطعة الألمانية بوريس بيستوريوس وجود متفجرات فى الملعب أو إكتشاف سيارة إسعاف محملة بالمتفجرات قرب الملعب.
** فى إنجلترا شهد استاد ويمبلى معبد كرة القدم فى بريطانيا وأرض البهجة احتفالية حزينة بين منتخبى إنجلترا وفرنسا.. فأنشد الجميع النشيد الوطنى الفرنسى «لا مارسييز»، بمن فيهم رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ووضع الأمير وليام ومدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان باقتين من الزهور على أرواح ضحايا اعتداءات باريس.. وزينت أركان ويمبلى وهيكله بألوان العلم الفرنسى، وحتى القوس الذى يعلو الملعب اكتسى بألوان علم فرنسا، وقال أحد الصحفيين: «الآن وجدنا سببا لبناء هذا القوس؟».
** واصل الرئيس الفرنسى تصريحاته وأحاديثه، فعندما تقع كوارث إنسانية يسارع كل مسئول فى بلاده بمواجهة الناس والحديث إليهم، معترفا بالأخطاء وبالكارثة (لاحظ أننا ننفرد بجملة المصريين بخير حتى لو لم يكونوا بهذا الخير وسط أنقاض زلزال مدمر فى الصين أو اليابان كأنه مسئولية الحكومة).. وقال الرئيس الفرنسى: « لن تتوقف الحياة. فور انتهاء الحداد ستعود باريس عاصمة النور بالثقافة والرياضة».
** الأمير على بن الحسين المرشح لرئاسة الفيفا أعرب عن رغبته فى حضور مباراة إنجلترا وفرنسا، وقال فى فى بيان له: «أحيى قرار رئيس الاتحاد الفرنسى بخوض المباراة. وأضاف: «إن الغرض من الإرهاب هو التشويش على الحياة اليومية وزرع الفرقة والخوف والكراهية. ولا يزال عالم كرة القدم موحدا فى وجه هذه العقلية البغيضة».
** لقد لعب منتخبا إنجلترا وفرنسا تلك المباراة فى مواجهة الإرهاب. وانتصرت كرة القدم على مصاصى الدماء، وأعداء الحياة. أما الحرب التى بدأت، ولا نعرف متى تنتهى فهى ليست موجهه إلى دين ولا إلى حضارة، لأن الإرهابيين لا دين لهم ولا حضارة.. وإذا كان الإنجليز قد قالوا فى مناسبة المباراة: «أنا ويمبلى كما قال الفرنسيون فى مطلع العام «أنا شارلى».. فإن النقطة السوداء التى لمعت فى المشهد هو حذاء لاعب منتخب فرنسا أوليفر جيردو الذين زين، وسط رسم يشير إلى انفجار، بكلمة «بوم»؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.