العالم كما يراه علماء السياسة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العالم كما يراه علماء السياسة

نشر فى : الجمعة 17 أغسطس 2018 - 9:15 م | آخر تحديث : الجمعة 17 أغسطس 2018 - 9:15 م

«عندما يسقط الإنسان فليسقطْ»، قال ذلك بطل رواية «دون كيخوته»، وليسقط سياسيون غربيون سقطوا فى إدراك ما يجرى فى العالم. المجلة الأكاديمية «روسيا فى السياسة العالمية» عرضت تقريرا فى 10 آلاف كلمة بالروسية والإنجليزية تضمّن آراء نخبة من علماء السياسة، معظمهم غربيون يراجعون حقيقة ما يجرى، وفيما يلى سطور منها: «يوهان غالتونغ» عالم الرياضيات والفلسفة الاجتماعية فى «النرويج» قال: «فى القرنين الماضيين تمحوّر التفكير الاجتماعى حول الأفكار السائدة عن الصراع بين الخاص والعام، بين السوق والتخطيط. هذا الصدام حدّدَ تميّز اليمينيين عن اليساريين. إلاّ أن هذا النزاع تم حلّه لاحقا، وفقد أهميته، سوية مع القوى السياسية التى غذّته. وظهرت اتجاهات جديدة قائمة على ركائز متطلبات أساسية لحاجات البشر والطبيعة، ومسائل التنوع، والتكافل الحيوى. هذه المسائل لم يتم إدراكها بعد، لكنها بالذات قد تحدد اليمينيين الجدد عن اليساريين الجدد».
«هانز ماول» أستاذ علوم السياسة فى مركز «العلم والسياسة» فى برلين، يرى «إذا كان النظام الليبرالى العالمى لا يزال حيا فوضعه حرج، وأكثر من مَكّن ذلك رئيس الولايات المتحدة، الذى يُفترضُ أن يكون حاميه الرئيس. وهذه ليست مصادفة، فانتخابه يبدو انعكاسا لمشاكل عميقة فى الديمقراطية الأمريكية، كذلك جهوده لتدمير أسس ديمقراطية وليبرالية النظام الدولى. وأهم آفاق العملية ليس نهوض الباقين، بل صعود كثير من قوى لا متماثلة فى العلاقات الدولية، ولا يتم تداول السلطة بل بالأحرى تتهشم، وعدد أكثر من الفاعلين يمكنهم التأثير على مسيرة التاريخ، إنما بدرجة أقل».
«برونو ماسايش» وزير الدولة البرتغالى للشئون الأوروبية قال: «الأوروبيون توقفوا بعد عام 1815، الذى شهد الثورة والثورة المضادة عن النظر إلى سماء الثورة المرصع بالنجوم وتحولوا بأنظارهم نحو العالم الواقعى، وتحولت أوروبا إلى فكرة قائمة على واقع مادى، وضرورة عمل شيء حول ذلك استجابة للتحديات وحل المشاكل. وشيء مماثل يحدث الآن فى الولايات المتحدة، والمفكرون الأمريكيون تخلّوا عن الوهم حول قيم الغرب ويبحثون الآن عن شيء أقل مثالية».
و«كريستوفر كوكر» أستاذ العلاقات الدولية فى «معهد لندن للاقتصاد والعلوم السياسية» يذكر: «الخطابية الحضارية متوجهة نحو تقليل جاذبية الأفكار الغربية، ولا يزال معقدا معرفة كيف غيّرت المفاهيم الحضارية تفكير الناس. فالحضارات تعود، لكن خبراء الغرب لا يتحدثون الآن عن صدام الحضارات، بل تحديد مفهوم سياسة التيار العام».
وينفى «سمير ساران» نائب رئيس مركز دراسات «أوبزرفر» فى «دلهي»، أن يكون العالم فى فوضى «بل يعانى من مرحلة انتقالية. فبعد فترة بضعة قرون يختلط الثراء والسلطة مرة أخرى فى الجنوب والشرق، وتمر بعض أشكال ومؤسسات النظام العالمى بفترة مراجعة جدية لفاعليتها. وجلبت العولمة على امتداد سبعين عاما ثروات هائلة لبلدان الأطلسى، لكن أتيح لشعوب آسيا خلال ثلاثين عاما الأخيرة الحصول على حصة أكبر كثيرا من النمو العالمى، وترتب على ذلك تقلص الطبقة المتوسطة، على الرغم من أن النخب تحاول استعادة وسائل الحفاظ على وضعها المتميز الخاص فى المسائل الدولية. وطالما لا تملك دولة واحدة قوة كافية لفرض إرادتها على الآخرين، نتيجة انسحاق القوى الجيوسياسية، تدور منافسة متعددة المستويات، تستخدم تحالفات وقتية، ومواقف محورية».
و«خوان تسين»، أستاذ اللغة والثقافة فى جامعة بكين، يتناول موجات التحديث الثلاثة منذ الثورة الصناعية قبل 250 عاما، والتى غيّرت حياة 40 مليون إنسان، والموجة الثانية شملت مطلع القرن الماضى الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا واليابان، وغيّرت حياة 400 مليون إنسان، والموجة الحالية، تشمل الصين والهند وبلدان شرق آسيا وتُغيّر حياة 4 مليارات إنسان، وإذا اتّبعوا طريقة نمو الموجتين السابقتين فالعالم محكوم عليه بالهلاك.

الاتحاد ــ الإمارات
محمد عارف

التعليقات