حروب الإخوان المقبلة - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 3:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حروب الإخوان المقبلة

نشر فى : الأربعاء 17 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 17 أبريل 2013 - 8:00 ص

تقرير صحفى لجريدة الحياة قبل أيام، روى حكايات مفزعة عن الطريقة التى تدير بها حركة حماس قطاع غزة المنكوب فى كل شىء، إلا فى الأخلاق، ولله الحمد والمنة.

 

يبدأ التقرير بالحديث عن مقطع فيديو يتناقله أبناء غزة، يظهر ناظر مدرسة يصفع أحد الطلاب فى حماية رجل دين وضابط، وكلاهما من حماس، بسبب تسريحة شعره. ويقول إن عناصر الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابية للإخوان، ترش الكلور على ملابس الفتاة التى لا ترتدى الجلباب الإسلامى، وأن الشرطة تحتجز وتهين من تشاء حين لا تعجبها ملابسه أو تسريحته.

 

الطريقة الوحشية للتربية هى ما تقدمه حماس، الفرع الغزاوى من الإخوان المسملين، لشعب محاصر فى لقمة عيشه، ومهدد فى حياته، ولا أمل لشبابه فى حياة أو حرية أو كرامة، لكن الأولى هو «أسلمة المجتمع»، كما يطلقون على حملتهم.

 

الأسلمة تعبير مرفوض، لأنه يعنى أن أبناء غزة يحتاجون إلى من يهديهم للإسلام، وهى الفكرة التى يطرحها البعض فى مصر، مستفيدين من أجواء فجر الإسلام التى اندلعت بعد انهيار مبارك ودولته، وهى صلب أفكار الإخوان، مهما ارتدوا ملابس الاعتدال التنكرية، وأقسموا أنهم لا يسعون للحكم، وإن سعوا فهى مشاركة لا مغالبة.

 

فى المجلد الثالث من ظلال القرآن، كتب المرحوم سيد قطب أن «الإسلام اليوم متوقف عن الوجود»، وأن الزمان «استدار كهيئته يوم جاء هذا الدين»، بل إن مجتمعنا الآن أسوأ، فعرب الجزيرة لم يتبجحوا فى الشرك «بحيث ينسبون الشرائع إلى أنفسهم، ويدعون أن لهم سلطة الحاكمية»، كما نقل الباحث شريف يونس فى كتابه القيم «سيد قطب والأصولية الإسلامية».

 

نحن مجتمع كافر يحتاج إلى العصبة المؤمنة، لتخرجه من الظلمات إلى النور، إنها الفكرة الإخوانية التى ضربت بلادنا بالدماء منذ عقود، وعطلتها عن الحياة والتقدم، دون وعى أن زمن الدعوة قد انتهى، وأن الشريعة تغيرت رغما عنهم، وتحولت أبواب ضخمة فى كتب الفقه إلى مجرد تاريخ يزوره الباحثون فقط، مثل الحديث عن العبيد والإماء وملك اليمين والزواج من بنات الجن، وهو ما يعنى أن الدين يتطور مثل الحياة التى وهبنا الله، لكنهم لا يتطورون.

 

الهوس الدينى بالدعوة هو الذى يجعل من إقامة مئذنة بجوار كل برج كنيسة أولوية، وتدفع ساذجين إلى طعن الأشجار بالمسامير، ليكتبوا بخط قبيح على ألواح الخشب الحبيبى «اذكر الله»، وكأن العابرين من كفار خزاعة، وكأن المولى القدير يحتاج إلى هذا المجهول ليتذكره عبيده من كل لون وملة.

 

ما يفعله الإخوان فى غزة سيحاولون تطبيقه فى مصر فى نشوة التمكين الذى يخططون له. والفارق هو أن المصريين لن يكتفوا بالرفض على فيس بوك كما يفعل أهلنا فى القطاع البائس، بل ستسيل الدماء كما سالت من قبل، لكن من يعبأ للدماء إذا كانت جهادا ضد الكفر، يبدأ بإنذار المجمتع ومطالبته باتباع الحاكمية، ويتدرج إلى الأحكام النهائية، حيث يتم «تخيير الناس بين الإسلام، أو الجزية، او القتل»، كما كتب سيد قطب فى نفس الجزء من الكتاب.

 

محمد موسى  صحفي مصري