أختاااااه.. استمتعي بالحياة - حسام السكرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أختاااااه.. استمتعي بالحياة

نشر فى : السبت 16 ديسمبر 2017 - 9:45 م | آخر تحديث : السبت 16 ديسمبر 2017 - 9:45 م
- أنا آسفة اقول لحضرتك انك بقيت عنصري وإقصائي وإن كل الشعارات اللي رفعتها عن حق المرأة في اختيار ملابسها طلعت كلام في الهوا.

- ليه بس كده؟

- حضرتك نشرت صورة بنات ملابسهم محزقة وتفاصيل جسمهم باينة وكتبت تشيد وتبارك العري وتسخر من اللي بيحافظوا على دينهم وبيلبسوا اللبس الشرعي اللي ربنا أمرنا بيه.

- أنا نشرت صورة فريق بنات مصر اللي أخد بطولة سباق الدراجات العربي في شرم الشيخ وأشدت بيهم لسببين: واحد منهم الفوز، والتاني إنهم من الأقلية المتبقية اللي عندها شجاعة يمارسوا الرياضة بدون الحاجة لتلفيق أي زي ممكن يتوصف بإنه رياضي إسلامي.

- وده مش احتفاء بالعري؟! هو البنات دي شعرها وجسمها مش فتنة؟ بتزعلوا ليه بقى لما الرجالة يتحرشوا بالستات؟

- مش احتفاء بالعري لكن احتفاء بالجمال اللي ربنا خلقه علشان يكون زينة الكون. الجمال مش فتنة وإغراء على الفاحشة. المرأة بهجة الحياة وظواهر الاعتداء عليها اللي انتشرت في السنوات الأخيرة كانت مصاحبة لمحاولات قمعها وإخراجها من المجال العام وحجبها في المنزل أو تحت إسدال أو غطا من أي نوع. يعني حجبها لم يوفر لها حماية. لو فيه ورود وزهور في الطبيعة ولقينا ناس بتدهسها أو تقطعها، بنجرم المعتدي مش بندين الجمال ونخفيه أو نغطيه.

- كويس والله!! يعني انت شايف إن المرأة المحجبة قبيحة وإن المحجبة لما تحاول توفق بين معتقداتها الدينية وتلبس زي رياضي هي مستريحة فيه تبقى اعتدت على قيم الجمال والرياضة؟ ومع ذلك بتحتفي بالبنات المحجبات لما تلاقيهم لابسين عجلة أو سكوتر في الشارع أو بيمارسوا الرياضة والفن!! كمان ما قلتش إن المحجبة قبيحة. أنا مع حق كل امرأة في أن ترتدي ما تراه مريحا لها. وباعبر عن إعجابي بكل محجبة رفضت التنميط المفروض عليها واتحدت الضغوط اللي عاوزاها تنزوي ولا تمارس هواياتها أو رياضتها المحببة أو يتقفل عليها البيت وما تختلطش بالناس وما تاخدش حقها وراسها يبقى براس زميلها في الدراسة أو الشغل. هناك حملة استمرت على مدى عقود لتحجيم المرأة ودورها وفرض نمط معين من السلوك عليها يبدأ باللبس ويمتد لكافة مناحي الحياة. شيء جيد إن جزء من رد الفعل يكون تحجيم المحاولة واستيعابها بوضع إيشارب على الشعر سواء كان ده اقتناع أو تقية، في سبيل إن المرأة تكسر الضغوط الأكبر وتلاقي مخرج من الحصار، وتعيش حياتها وتستمتع بيها كإنسان. احتفائي بكسر المحجبة للحواجز المفروضة ممكن تعتبريه دعم لها في مواجهة الهجوم الكاسح من السلفيين والمتزمتين اللي في المناسبات دي بيحاولوا يشككوها في التزامها الديني أو في مدى "شرعية" زيها، ويعمقوا جواها الشعور بالذنب لأنها متفوقة أو فنانة أو رياضية أو جدعة وبتركب عجلة أو متوسيكل.

- يعني تحتفي بالبنت العريانة وكمان بحجاب المحجبة؟ تناقض ده والا نفاق؟

- أنا لا أحتفي بحجاب المحجبة ولا بما يعتقده البعض التزاما. أنا أحتفى بتفوقها وكسرها للحصار الذي يحاولون فرضه عليها. بالنسبة للبنت اللي بتلبس ملابس رياضية أو فستان تعبر بيه عن جمالها وأنوثتها، دي مش بنت "عريانة" أو "فاجرة" لكن امرأة شجاعة لا تخجل من جمالها وتخاطر بتحديها لنزوع جمعي للقبح، وخوف متأصل من كافة مظاهر الأنوثة. وهذا أيضا يستحق الإشادة.

- كالعادة.. بتلفلف الكلام علشان تتجنب تعترف إن الحجاب والإسدال ده هو زي المرأة المسلمة منذ أقدم العصور.

- فيه فرق بين زي المرأة في أفلام الشيماء وفجر الإسلام، وحقيقة زي المرأة في مجتمعات المسلمين الأولى. المجتمعات دي عرفت العري في الأسواق والإماء كانوا كاشفات للصدور والسيقان وما كانتش مشكلة وقتها. ده مش دعوة للعري بحجة إن ده كان موجود وقتها، لكن محاولة لوضع مسألة زي المرأة في إطارها الثقافي الخاص المرتبط بكل عصر وطبيعته. الأزياء والأشكال وحدود المقبول والمرفوض بتتغير. الأهم من كده إننا نخرج الدين من حوار شعر المرأة وعطرها وزيها، إلى مباديء ومعاني أرحب وأهم بتأكد على الحب بين البشر، على أهمية العلم والعمل، على ضرورة التكافل، على قيم الصدق والأمانة والتراحم ورعاية العاجز والمريض والفقير.

- معلش أنا مختلفة مع حضرتك تماما في الحكاية دي وشايفة إن الحجاب مهم زي الحاجات اللي بتقولها دي كلها.

- ما يجراش حاجة. طبيعي أننا نتناقش ونختلف طالما بنعمل ده من غير تكفير وبدون تشكيك في النوايا. دي بداية كويسة.

 

التعليقات