من الظلمات إلى النور 3 ــ «نور النبوة» - جمال قطب - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 1:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من الظلمات إلى النور 3 ــ «نور النبوة»

نشر فى : الجمعة 16 نوفمبر 2018 - 12:05 ص | آخر تحديث : الجمعة 16 نوفمبر 2018 - 12:05 ص

3 ــ «نور النبوة»
شاءت إرادة الله أن يصطفى آدم على سائر المخلوقات ثم يتفضل سبحانه فيصطفى الأنبياء والمرسلين من ذرية آدم. وبدأت النبوة مسيرتها عبر قرون طويلة ومن خلال أجيال من الأنبياء والرسل لا تعد ولا تحصى، فأسماء الأنبياء والرسل الواردة فى القرآن الكريم هى بعض من كل كما يبين القرآن ((ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك))
ــ1ــ
وكل رسول جاء لمقصد أساسى واحد هو: إخراج البشرية من الظلمات إلى النور كما أمر الله: ((الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور))، ويتحدث القرآن عن الرسول موسى قائلا: ((كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور)).
ــ2ــ
فوظيفة التنوير (تبديد الظلمات وإشاعة النور) هى وظيفة الأنبياء لا غير. لماذا؟ لأنهم لا يخترعون ولا يؤلفون ولا يقولون من أنفسهم، بل يقومون بتبليغ النور الإلهى كما أنزله الله نورا محايدا جامعا مانعا لا يترك أى ظلمة من الظلمات إلا وحاربها وطاردها ثم يحل محلها قبسا من النور الإلهى.
ــ3ــ
وقد ضرب الله مثلا لنوره فى القرآن فى سورة النور حيث يقول: ((الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ۖ المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار نور علىٰ نور)).. هكذا ترى سبع صفات تعرفك النور الإلهى.
الله سبحانه هو مصدر النور العام الشامل الذى يحيط السماوات والأرض سواء نور الشمس نهارا وضوء القمر والنجوم ليلا ونور العقل الواعى مع كل إنسان. هذا النور الإلهى يشبه (الفتيلة) التى توضع داخل المصباح ليصلها التيار الكهربى غير أن المصدر الذى يغذى هذه الفتيلة يشبه شجرة الزيتون أو زيت الزيتون.. زيت صاف رائق شفاف قد لا يحتاج إلى شرارة نار ليضىء ((يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار)). وهذه الشجرة الزيتونة التى تمد المصباح بالوقود شجرة مباركة دائمة لا ينتهى نورها كما أنها زيتونة تضىء بغير دخان، وإذا أضاءت جاء مع الضوء رائحة زكية.. نعم هكذا نور بغير نار ونور ذو رائحة زكية، هذا كله بعض تشبيه للنور الإلهى حتى يفهم البشر معنى النور الإلهى.
ــ4ــ
ولا يزال المثل القرآنى يعلمنا فيقول: «لا شرقية ولا غربية» أى أن مصدر النور مصدر محايد لا يستمد من هنا أو هناك حتى لا يجىء الضوء منحازا. فالضوء إذا جاء من الشرق اتجه إلى الغرب تاركا ظلا معتما، وإذا جاء من الغرب اتجه شرقا تاركا ظلا معتما. أما نور الوحى فهو نور إلهى محايد «لا شرقية ولا غربية» كما أنه ضوء دائم مستمر وليس موسميا.

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات