هل يعلن أردوغان نفسه خليفة للمسلمين؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 1:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يعلن أردوغان نفسه خليفة للمسلمين؟

نشر فى : الثلاثاء 16 أغسطس 2016 - 9:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 16 أغسطس 2016 - 9:15 م
قبل أسبوعين قابلت مصدرا مصريا كبيرا وسألته مباشرة: هل تعتقد فعلا أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين كما يردد البعض؟. أجاب الرجل من دون تردد، أو حتى أخذ لحظة كى يفكر، بنعم قاطعة مانعة. قال المصدر إنه ليس مهتما بدرجة عضوية أردوغان فى الجماعة وهل هو عضو عامل منظم أم متعاطف أم معتنق للفكر فقط، لكن ما يهمه هو ما يفعله أردوغان فى السنوات الاخيرة، حيث يقول إن كل سياساته وتصريحاته وفلتات لسانه تكشف بوضوح عن أنه لم يعد يحتمل إن يدارى إخوانيته، كما يفعل الكثيرون.

فى تقدير هذا المصدر فإن الذين يراهنون على عقلانية أردوغان بعد فشل الانقلاب مخطئون تماما، فشخصية الرجل وطبيعة تصرفاته فى السنوات الثلاث الأخيرة، تؤكد أنه سوف يسير فى الاتجاه العكسى، بمعنى أنه سوف يسحق معارضيه، ويسرع فى تغييرالنظام من برلمانى إلى رئاسى، وتركيز كل أو معظم الصلاحيات والسلطات فى يده.

يعتقد هذا المصدر أن أردوغان قد يفكر فى البحث عن صيغة ما تجعله سلطانا أو إماما أو خليفة للمسلمين، سواء كان ذلك بدافع انتماء لجماعة الإخوان أو بحثا عن إحياء مجد قومى يتمثل فى الخلافة العثمانية.

وبالتالى كما يتوقع المصدر، فإن تركيا قد تتحول فى الفترة المقبلة لتكون مقرا رسميا ومعلنا لكل الحركات الإسلامية المعتدلة والمتطرفة، بعد أن يتم إسكات كل الأصوات المعارضة لهذا التوجه تحت ستار تطهير البلاد من الانقلابيين وأنصارهم.

من وجهة نظر هذا المسئول المصرى فإن أردوغان لديه سلطة قانونية وجماهيرية تجعله يطيح بأى شخص مهما كان منصبه، والحجة جاهزة وهى الانتماء إلى جماعة عبدالله جولن أو المشاركة فى الانقلاب أو حتى التعاطف معه. وتحت هذه الحجة فإن يده سوف تكون مطلقة فى العصف بكل المعارضين. يقول المصدر المصرى إن خطورة هذا التوجه أنه سوف يجعل تركيا ملاذا مفتوحا ومعلنا لكل المتطرفين فى المنطقة العربية.

هو كان يفعل ذلك على أرض الواقع، حينما فتح الباب لكل المتعاطفين مع المعارضة السورية المسلحة كى توجد على الأراضى التركية بمن فيهم بعض الدواعش وجبهة النصرة.

لكن عند هذه النقطة تحديدا ــ حسب المصدر المصرى ــ تجعله يدخل فى صدام معلن مع الولايات المتحدة وغالبية البلدان الأوروبية إضافة إلى روسيا.

تركيا قدمت تعهدات كثيرة للغرب بأنها لن تتحول إلى الرئة التى يتنفس منها تنظيم داعش، خصوصا بعد أن اكتوت ببعض الهجمات الإرهابية الدامية، التى لا يمكن الجزم هل ارتكبها داعش أم حزب العمال الكردستانى فى صراعه الدموى مع الحكومة التركية.

يتوقع هذا المصدر ألا يستطيع أردوغان تنفيذ تعهداته بمحاربة داعش بصورة فاعلة ــ حتى لو ادعى عكس ذلك ــ وبالتالى سوف يتزايد الغضب الغربى خصوصا إذا استمرت العمليات الإرهابية فى المدن والعواصم الأوروبية بهذه الوتيرة المتزايدة والدموية.

ويعتقد هذا المسئول أيضا أن أرودغان سوف يجد نفسه فى حالة تناقض دائم طوال الوقت بين مصالحته الأخيرة مع روسيا وإسرائيل من جهة وكذلك عدم خسارة أمريكا والغرب وبين الوفاء بأن يكون زعيما شعبويا للإسلاميين ليس فى تركيا فقط بل فى المنطقة أيضا، يضاف إلى ذلك الصراع المستمر مع الأكراد، الذين ترى تركيا أنهم الأكثر خطورة حتى من داعش، خصوصا إذا تمكنوا من إحداث تواصل جغرافى بين المناطق التى سيطروا عليها فى سوريا وتلك المناطق التى تقطنها أغلبية كردية فى تركيا.

طبقا لهذا التصور فإن تركيا قد تشهد قلاقل كثيرة فى المستقبل، لكن الأخطر أن المنطقة بأكملها سوف تدفع ثمنا غاليا للتطورات التركية الأخيرة.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي