منح صغيرة لتحقيق أحلام اللاجئين - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

منح صغيرة لتحقيق أحلام اللاجئين

نشر فى : الثلاثاء 15 أغسطس 2017 - 9:35 م | آخر تحديث : الثلاثاء 15 أغسطس 2017 - 9:35 م

نشرت جريدة الشبيبة العمانية مقالا للكاتبة «باميلا كسروانى» متخصصة فى الثقافة والمواضيع الاجتماعية تتحدث فيه عن تجربة إحدى منظمات المجتمع المدنى اللبنانى لدعم اللاجئين، حيث جاء فيه:
مخبز، مشغل للخياطة، حضانة لرعاية الأطفال، بقالة، كشك لبيع القهوة... هذه بعض المشاريع التى يحلم اللاجئون السوريون والفلسطينيون فى لبنان بتحقيقها لكسب لقمة العيش، وهى التى ساهم برنامج «المنح الصغيرة» الذى أطلقته جمعية «بسمة وزيتونة» بترجمتها على أرض الواقع، حيث يهدف إلى تدريب الشريحة المستهدفة على مبادئ ريادة الأعمال ويحصل المتخرجون على قروض مالية تساعدهم على تطوير مهاراتهم والخروج من دوامة الفقر.
وبالفعل، منذ انطلاق الدورة الأولى من هذا البرنامج، تغيّرت حياة الكثيرين من الذين التحقوا به. بسمة منصور، فلسطينية سورية تبلغ من العمر 46 عاما أُجبرت على النزوح إلى لبنان مع عائلتها وتعيش فى مخيم شاتيلا. هى امرأة قوية عُرفت بقدرتها على علاج الحروق والكسور والكدمات بسبب معرفتها الواسعة الموروثة فى مهنة التجبير العربى. إلا أن الحياة فى لبنان صعبة، فعانت بسمة من مرض القلب والسكرى من دون رعاية ملائمة بسبب الظروف المالية الصعبة فى حين أن زوجها يعانى من ارتفاع ضغط الدم والسكرى وهو مقعد بعد إصابته فى الحرب. أضف إلى ذلك الوضع النفسى إذ إن ابنها (15 عاما) توفى خلال الحرب. وتخبرنا ضاهر: «لم تحصل بسمة على المنحة لأن مشروعها يحتاج إلى شهادة طبية لأنها كانت تنوى أن تفتح مركز رعاية لعلاج الحروق الملحة بفضل الأعشاب الطبية إلا أننا لاحظنا تفاعلها الممتاز وقدراتها التحليلية العالية خلال التدريب». وبالتالى، تضيف ضاهر أن فريق العمل شجعها على التقدم مجددا للحصول على منحة وإنشاء متجر لبيع الحبوب والأعشاب والمأكولات. وها هى اليوم قد أحدثت التغيير التى طالما انتظرته واستعادت الأمل والرغبة فى النجاح. وبعد عام على إطلاق متجرها، تعمل على توسيعه وإدخال منتجات جديدة لبيعها.
هذه ليست إلا عيّنة صغيرة من قصص نجاح كثيرة. فهذا البرنامج الذى بدأ مشواره لتمكين النساء تحوّل إلى برنامج يستهدف الرجال والنساء معا.
حتى الآن لا يزال البرنامج يستهدف 75% من النساء و25 % من الرجال، تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما وتختلف نسبة الجنسيات من منطقة إلى أخرى. فعلى سبيل المثال، يطال البرنامج فى مخيمات بيروت 75 % من السوريين و25 % من الفلسطينيين.
ولكن، كيف يتبلور برنامج «المنح الصغيرة» على أرض الواقع؟
انطلق البرنامج بداية العام 2015 من مخيم شاتيلا ليتطور وينتقل إلى مخيمات ومناطق أخرى فى لبنان. ويُعطى الأولوية للتسجيل للذين يفتقرون إلى الوسائل الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية اللازمة للحصول على التدريب فى مجال ريادة الأعمال والقروض المالية لإطلاق المشاريع التجارية الصغيرة، ويهد إلى «المساهمة فى التمكين الاقتصادى للاجئين فى لبنان من أجل إعدادهم للاستثمار فى النمو الاقتصادى الدائم والشامل والمستدام فى سوريا، وتسهيل استقلاليتهم من المساعدات الإغاثية».
يخضع المهتمّون لمرحلة اختبار قبل بدء برنامج التدريب الذى يمتد على مدار ثمانية أسابيع حيث يتعلّمون كل ما يتعلق بإدارة الأعمال مثل دروس فى المحاسبة، التسويق، استراتيجيات إدارة الأعمال، الحوسبة، التسعير، قائمة جرد السلع وغيرها من المفاهيم. وتشير ضاهر إلى أن «منهج البرنامج تمّ تصميمه خصيصا للأفراد الذين لديهم خلفية تعليمية محدودة والذين هم أكثر عرضة للفقر. ويركز البرنامج على العمل الجماعى، من أجل تسهيل التعاون بين الأفراد وتشجيعهم على تطوير المشاريع الجماعية».
وبعد إتمام التدريب على ريادة الأعمال، يعمل المتدربون طوال شهر على تطوير عرض العمل ويقومون بدراسة السوق للتعرف على ظروف السوق والأسعار، وحتى يتمكنوا من تطوير مقترحات أعمالهم على النحو الأمثل بدعم من المدرّبين. فى نهاية هذه المرحلة، يتم تحديد المرشحين لتقديم اقتراح أعمالهم أمام لجنة المنح.
بعدها يتمّ اختيار الأشخاص الذين سيحصلون على منحة التى غالبا ما تكون بمعدل 1000 دولار؛ مبلغ لا يعطى نقدا للمستفيدين بل يقوم فريق عمل «المنح الصغيرة» بشراء المستلزمات أو المنتجات التى يحتاجها الفرد من أجل إطلاق مشروعه. ويواصل الفريق متابعة تطور وحسن سير الأعمال من أجل النصح والإرشاد كما أن من يحصل على أول منحة، يستطيع أن يتقدم بطلب جديد، فى حال نجاح مشروعه.
على الرغم من التحديات التى يواجهها القيّمون على البرنامج، إلا أنهم يواصلون جهودهم للحدّ من التحديات التى يواجهها اللاجئون. وهنا تقول ضاهر: «إذا لم يتقدم الفرد بخطة أعمال جيدة، نحاول التدخل. وإذا واجه صعوبة فى إيجاد متجر للإيجار، نساعده فى البحث. وإذا احتاج إلى دروس إضافية، نوفّر ما يحتاجه. وفى بعض الحالات المحدودة، نتدخل إذا وجدت مشاكل عائلية». وتتابع قائلة: «سنقوم بتطبيق البرنامج ذاته قريبا فى مخيم البرج وسنعمل على زيادة مبلغ المنحة الحالى» علّنا نوفّر يد العون بشكل أفضل.

الشبيبة ــ عمان

التعليقات