رفض قادة العالم لترامب ورؤيته القومية - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 10:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رفض قادة العالم لترامب ورؤيته القومية

نشر فى : الأربعاء 14 نوفمبر 2018 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 14 نوفمبر 2018 - 12:08 ص

نشرت مجلة «Politico» تقريرا للكاتبة «نانسى كوك» عن تجاهل قادة العالم للرئيس ترامب أثناء الاحتفال بمرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى، حضر هذا الاحتفال المنعقد فى باريس حوالى سبعين رئيسا وملكا ورئيس حكومة من مختلف أنحاء العالم.
بدا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وحيدا فى باريس ــ هذا الأسبوع، منعزلا عن القادة الأوروبيين وحلفاء الولايات المتحدة، ويرجع السبب فى ذلك إلى انشغاله بأجندته «أمريكا أولا». بعد وقت متأخر من ظهر يوم الأحد سادت حالة من الهدوء على ترامب، حيث زار ترامب مقبرة Suresnes الأمريكية والنصب التذكارى خارج مدينة باريس، ورغم كل ذلك بدت وحدته جلية.
أثناء الاحتفال قام ترامب بإحياء ذكرى الأمريكيين الذين قتلوا أثناء الحرب العالمية، بالإضافة إلى إشادته بالطريقة التى حاربت بها الولايات المتحدة بجانب حلفائها الأوروبيين.
وفى كلمة ألقاها ترامب أمام الحضور قال: «فى وقت سابق من هذا العام، قدم الرئيس ماكرون شعلة من من خشب شجرة البلوط من منطقة بيلو وود كهدية لأمتنا تأكيدا على صداقتنا القوية ــ فى إشارة إلى زيارة الرئيس الفرنسى فى أبريل ــ لقد حاربنا بشكل جيد. ولا يمكنك الحرب بشكل أفضل من الحرب معا».
وأثناء إلقاء كلمته التى استغرقت حوالى عشر دقائق وصف ترامب مقبرة Suresnes بأنها «البقعة الأكثر إشراقا»، ومزح مع المحاربين القدماء الستة فى الحرب العالمية الثانية قائلا:«آمل أن أكون مثلكم فى يوم من الأيام».
كانت هذه لحظة نادرة فى باريس ــ وهو الحدث الذى كان يجب على ترامب أن يحاول السيطرة على الأمور، وخصوصا بعد توبيخ القادة الأوروبيين له بشكل ضمنى وصريح. فبالنظر إلى رسالة كل من الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» ورئيس الوزراء الكندى «جاستين ترودو» تبدو الرسالة واضحة: «ترامب يأخذ الولايات المتحدة فى اتجاه أكثر عزلة، فى حين يجتمع الحلفاء السابقون لرفض ذلك».
ومن بين السبعين قائدا الذين حضروا الاحتفالية، انتقد ماكرون ــ على سبيل المثال ــ فكرة الحركة القومية التى يتبناها ترامب وجعلها حجر الزاوية فى استراتيجيته خلال العامين القادمين. وقال ماكرون فى وقت سابق من يوم الأحد فى احتفال فى باريس: «الوطنية هى النقيض التام للقومية، وأن القومية هى تعبير عن خيانة الوطنية، فعندما نقول مصلحتنا أولا، من الذى سيهتم بالآخرين؟».
ووسط هذا الحدث غير المسبوق فضل ترامب الذهاب إلى قوس النصر فى قافلة خاصة من السيارات وعشرات من رجال الاستخبارات الأمريكية، فى حين صعدوا إلى أربع حافلات نقلتهم عبر جادة الشانزليزيه إلى قرب قوس النصر حيث تجمهروا وقطعوا مسافة مائة متر تحت المطر. وبمجرد وصول ترامب وزوجته «ميلانيا» وصل القادة الأوروبيون إلى أرض الحدث ليلجوا معا إلى المنصة الرسمية. ولكن الشخص الوحيد الذى وصل بعد ترامب هو الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين».
وفيما يخص وصول ترامب متأخرا بعد القادة الأوروبيين قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض «سارة ساندرز»: «إن ترامب وصل بعد القادة الأوروبيين بسبب «البروتوكولات الأمنية».
ومن الجدير بالذكر أن قرار البيت الأبيض بإلغاء زيارة ترامب وزوجته إلى النصب التذكارى «إيسن مارن» ــ الموقع الذى دفن به 2289 من قدامى المحاربين من البحرية الأمريكية، والذى يقع بالقرب من ميدان المعركة «بيلو وود» بسبب الطقس الممطر والغيوم يوم السبت الماضى ــ تسبب فى رد فعل عنيف على الإنترنت وفى أوروبا.
والجدير بالإشارة إلى أن الاحتفال تضمن توقيع نسخة معدلة من اتفاق هدنة 1918 داخل عربة قطار بمنطقة ريتوند فى إشارة رمزية إلى الوحدة والتصالح بين فرنسا وألمانيا، كما تفقد ماكرون وميركل قوات من فرقة فرنسية ألمانية مشتركة قبل إزاحة الستار عن لوحة تعبر عن الصلح والصداقة المتجددة بين الدولتين اللتين كانتا عدوتين فى حربين عالميتين، فضلا عن نشر الرئيس ماكرون على السوشيال ميديا صورة تجمعه بالمستشارة الألمانية وهما يتصافحان فى موقع انعقاد اتفاق وقف إطلاق النار فى الحرب العالمية الأولى.
ختاما يضيف الكاتب أهم الملاحظات التى نستنتجها من هذه الرحلة التى استغرقت يومين: عزل ترامب نفسه بعيدا عن القادة الأوروبيين؛ لأنهم رفضوا الالتزام بأفعاله وخطاباته. بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية، كانت هذه لحظة طال انتظارها حيث أظهر فيها ماكرون حدود ما يشبهه مع ترامب وسعيه إلى تأكيد نفسه كقائد قوى فى قارة تتحول فيها التحالفات بسرعة.
وفى مقابلة ماكرون مع شبكة سى إن إن قال: «أؤمن بشدة بالتعاون بين الشعوب المختلفة، كما أؤمن بشدة بحقيقة أن هذا التعاون جيد للجميع، فالقوميون فى بعض الأحيان أكثر اعتمادا على نهج أحادى الجانب».
إعداد: زينب حسنى عزالدين
النص الأصلى:

التعليقات