العيد والجائزة الكبرى - جمال قطب - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العيد والجائزة الكبرى

نشر فى : الخميس 14 يونيو 2018 - 9:20 م | آخر تحديث : الخميس 14 يونيو 2018 - 9:20 م

تعالوا أيها المخلصون نتعلم من ربنا العليم الحكيم، فرغم الكرم الدائم لجميع خلقه طوال العام ومكافأة الحسنة الواحدة بعشرة درجات، يجعل فوق ذلك موسما عاما متاحا لجميع الراغبين.. هو رمضان فيرفع فيه الجزاء والعطاء فيصل الحد الأدنى للمكافأة فيه إلى 700 ضعف بل يعلن سبحانه ((.. والله يضاعف لمن يشاء ۗ والله واسع عليم)). هكذا فالكرم والعطاء دائما ثم يتزايد ويتضاعف فى موسم معلن هو رمضان فهل بلغ الكرم الإلهى غايته؟
ــ1ــ
إذا كان نحن البشر نحدد زمانا ومكانا للعطاء حيث تعلن بعض المؤسسات عن تخفيض فى الأسعار لسلعة محددة وفى مدة زمنية محددة وتعرض هذه السلع فى أماكن محددة، وفى مدة زمنية محددة لا يستطيع الإنسان أن يتمتع بذلك التخفيض إلا فى المكان المعين والزمان المحدد.. وحالما يحل أجل المدة المحددة إلا وينتهى السعر الخاص وتنتهى الفرصة.. حتى تشريعات المنح التى تقررها الحكومات لشعوبها تراها محددة مفصلة وتكاد تحرم جموعا كثيرة من الحصول عليها بسبب كثرة الضوابط والضواغط والشروط.. فكيف حال الناس مع رب الناس سبحانه وتعالى؟
ــ2ــ
رب الناس سبحانه وتعالى رب رحمن رحيم.. نعم رحمته تشمل جميع خلقه طوال حياتهم بل بعد مماتهم كما نؤمن ويؤمن بذلك جميع المؤمنين. وهذا أيضا رب وهاب يهب من عنده عشرة أمثال مكافأة لكل من يعمل خيرا وهو رب كريم يخصص موسما ترتفع فيه المكافأة وهو موسم رمضان كما يعلم الجميع. ثم هو رب كريم حيث يعلن عن ليلة من ليالى رمضان ويجعل الثواب فيها مضاعفا يصل إلى ثواب قرن من الزمان.. هكذا يكون عطاء الرب الرحمن الرحيم الوهاب الكريم.
ــ3ــ
ولكن مازال وسوف يبقى أبد الدنيا والآخرة فضل «الرب الأكرم» حيث وصف ذاته قائلا: ((..وربك الأكرم)).. فبعد أن ينتهى الموسم الخاص للجزاء الخاص (انتهاء رمضان) فإن الناس قد فرغت من الصيام والقيام وخرجوا يعلنون فرحتهم باجتياز موسم الصبر والنجاح فى إتمام العمل الصالح.. ومع ذلك يأبى الكريم سبحانه إلا أن يبقى كريما بل أكرم مما يتصور العبد.
ــ4ــ
نعم وما أن يخرج العباد إلى مصلى العيد إلا ويسأل الله الملائكة: يا ملائكتى ما جزاء الأجير إذا أدى عمله؟؟ فتجيب الملائكة: الهنا وسيدنا جزاءه أن يوفى أجره، فيقول الرب الأكرم: أشهدكم يا ملائكتى أنى قد غفرت لهم.. غفر لهم كل ما فات فهى منحة جديدة بعد منحة رمضان وبعد منحة ليلة القدر، يستمر الفضل الإلهى يتتابع العباد بعد موسم الطاعة فيمحوا عنهم كل ما فات من خطايا فيدخلوا عامهم الجديد برصيد كبير من الحسنات والرضا والتوفيق. نعم هذه هى الجائزة.
ــ5ــ
لماذا لا يتعلم العباد من ربهم دوام الإكرام وزيادة الفرص، ودوام فتح الأبواب لفعل الخير، ودوام المنح والعطاء، فالمنح والعطايا لا تنقص الأموال بل يزيدها الله كثرة وقوة وبركة. فدائما نشكر الله أن جعل عبده دائما موضع رحمته ودائما موضع كرمه، وكل عام وجميع الخلق فى خير عميم.

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات