إسرائيل .. في «ربيعها» السبعين - أيمن الصياد - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 10:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسرائيل .. في «ربيعها» السبعين

نشر فى : الأحد 13 مايو 2018 - 7:15 ص | آخر تحديث : الأحد 13 مايو 2018 - 9:25 ص


١٩٤٨ – ٢٠١٨: سبعون عاما على «النكبة» وسبعون عاما على قيام إسرائيل. اختلطت الأوراق، والحقائق، والمفاهيم. وبعد أن نجحت الآلة الإعلامية الضخمة في غسيل العقول. أصبح ما كان لا يمكن تصوره، حقيقةً واقعةً نعيشها. هي لحظة «اللا يقين» العربي. وهي أيضا لحظة صهيونية بامتياز.

ــــــــــــــــــــــــ

يحق لرجل الاستراتيجيا الإسرائيلي المحنك، الذي شارك في قصف المفاعل العراقي أن يصف أيامنا تلك بـ«ربيع إسرائيلي»، فكل الشواهد «الحاضرة» تقول ذلك

في الوقت الذي وقف فيه جنود إسرائيليون يتضاحكون ابتهاجا باصطياد أحدهم لصبي فلسطيني أعزل برصاصة حية (في الفيديو الشهير)، وفي الوقت الذي يتنادى فيه العالم الحر لإيقاف «مذبحة القنص» الأسبوعية التي يقوم بها القناصون الإسرائيليون لفلسطينيين عزل على السياج الحدودي لقطاع غزة، ويصفون ممارسات الجيش الإسرائيلي بالوحشية، يغرد وزير خارجية (عربي) بحق إسرائيل «في الدفاع عن نفسها» (!)، ويقيم سفير الكيان المغتصب، الذي كان شباب الربيع العربي قد اضطروه لمغادرة قاهرة المعز قبل سنوات، حفل استقبال كبير (غير مسبوق) في قلب القاهرة التي كان قد عاد إليها في سبتمبر ٢٠١٥ ولا يتردد في أن يكتب في دعوة الحفل أنها بمناسبة «عيد الاستقلال».

لمن نسى، فما يسميه الإسرائيليون بعيد «الاستقلال»، هو ما اعتبرناه نحن لعقود ذكرى «النكبة».
ولمن تعنيه قراءة محطات التاريخ، ودلالتها ففي التواريخ:

ــ مايو ١٩٤٨: حارب المصريون وجيوش عربية أخرى «الصهاينة» محاولين منعهم من إنشاء (دولة الاحتلال) على أرض فلسطين «العربية».

ــ مايو ٢٠١٨: يحتفل «الصهاينة» أنفسهم بذكرى إنشاء (دولة الاحتلال) ذاتها في قلب القاهرة. وعلى بعد أمتار من «جامعة العرب».

مفارقة التواريخ والزمان، ربما لم تكن بأقل من مفارقات الجغرافيا والمكان. فمن بين فنادق القاهرة الفخمة كلها، اختار الإسرائيليون فندقا يقع على بعد خطوات من «ميدان التحرير»، الذي أخرجتهم مظاهراته من مصر عام ٢٠١١، وعلى بعد خطوات من مبنى «الجامعة العربية» التاريخي، التي (كانت) القضية الفلسطينية، والصراع «العربي» الإسرائيلي. هو الموضوع الثابت لقممها، ووثائقها المحفوظة المكررة.

في سجل المفارقات أيضا، أن هذا الفندق بالذات هو الذي شهد في سبتمبر ١٩٧٠ آخر قمة عربية حضرها جمال عبدالناصر، وكان على جدول أعمالها بند واحد فقط يتمثل في محاولة «إنقاذ» القضية الفلسطينية. ولمن نسى فقد كان الرجل أيضا قد شارك في حرب ١٩٤٨ تلك التي يحتفل الإسرائيليون اليوم بنتائجها.

يا لها من مفارقات، ويالها من لحظة فارقة في تاريخ إسرائيل والمنطقة كلها. 

بعيدا عن اعتبارات «دبلوماسية» قد تكون وراء احتفال القاهرة هذا، والذي قد يظل، رغم مفارقاته، ودلالاته ليس أكثر من «احتفال دبلوماسي»، تبقى حقيقة أن لحظة «النشوة الصهيونية» في عامها السبعين تتجاوز ما هو «دبلوماسي» إلى ما بعد ذلك بكثير. ففي تفاصيل المشهد الآني:

ــ أن دونالد ترامب، الذي احتفى العرب بقدومه، لم يتردد في أن يتخذ قراره بنقل سفارته للقدس معترفا بكونها عاصمة إسرائيل «الأبدية والموحدة». 

ــ وأن مصر اتخذت قرارا تفقد فيه مضايق تيران (المنفذ البحري الجنوبي الوحيد لإسرائيل)، والتي كانت سببا في حرب ١٩٦٧، عروبتها (وليس فقط مصريتها) لتصبح ممرا دوليا، ولتكسب إسرائيل (دون قطرة دم واحدة) وضعا قانونيا استراتيجيا، له أهميته في حسابات الأمن القومي. 

ــ وأن وزير خارجية «عربي»، لم يتردد في الحديث عن حق إسرائيل «في الدفاع عن نفسها»، أمام الصواريخ التي كان هناك من أطلقها من داخل الأراضي السورية على الجولان؛ التي هي أرض «محتلة» حسب القانون الدولي. (بالمناسبة لا مجال هنا لدفاع ساذج عن إجرام نظام الأسد وحلفائه، فتلك قضية أخرى. والجرائم لا تيبح غيرها من جرائم).

كان مثيرا أن يصل الأمر بأحدهم إلى حد مطالبتنا بالدعاء للإسرائيليين بالنصر على «الوثنيين الشيعة»

ــ والأدهى أن تحفل وسائل التواصل الاجتماعي بحديث، (نعرف أن بعضه موجه) لا يتردد في التأكيد على أن إسرائيل «ليست العدو». بل قد لا يفاجئك أن يذهب أحدهم إلى حد «الدعاء للإسرائيليين بالنصر على الوثنيين الشيعة». في تغريدة، نقلتها وسائل إعلام عالمية، وإن كان سيحزنك بالضرورة أن صاحبها ينسب نفسه إلى رجال الدين، ويضع قبل إسمه لقب «شيخ» (!)

وكان الأمر قد وصل قبل أشهر إلى حد أن اقترح أحد الكتاب نزع القداسة عن الأقصى، كما حاول آخرون البحث في القرآن الكريم ذاته عن ما يدافع به عن حق الإسرائيليين في فلسطين، ناسيا، أو متناسيا حقيقة أن «إسرائيل» النبي ليس إسرائيل الدولة. «واليهودية» الديانة ليست الصهيونية كعقيدة سياسية. مشكلتنا «سياسية» مع إسرائيل (الدولة المحتلة) لا مع إسرائيل/يعقوب (النبي)، ومع الصهيونية لا مع اليهودية.

............................

............................

القائمة طويلة، ربما لا تتسع لها سطور هذا المقال. يحق لإسرائيل إذن في عامها السبعين أن تنتشي، وتحتفل. ويحق لعاموس يدلين؛ الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، والذي كان قد شارك في ضرب المفاعل النووي العراقي (يونيو ١٩٨١) أن يصف اللحظة بـ«ربيع إسرائيلي»، بعد أن نجحت الأنظمة العربية في إجهاض «الربيع العربي».

يومها (٢٦ مايو ٢٠١٣) كتبت في هذا المكان أن الربيع الإسرائيلي الذي يتحدث عنه رجل الاستراتيجيا الإسرائيلي المحنك سيظل مرتهنا بمدى نجاح الجهود الحثيثة لإحلال صراع «طائفي» لا يمل استحضار قراءات خاطئة وثأرات قديمة محل صراع كان جوهره على الدوام البحث عن طريق عادل إلى جسر خشبي أسميناه يوما بكثير من تفاؤلٍ مفرط اتسم به جيلنا: «جسر العودة».. وأخشى أن هذا قد كان.

***

في الخامس من يونيو الماضي، وفي ذكرى مرور خمسين عاما على النكسة، غرد بنيامين نتنياهو، متعجرفًا، ومصرحا (لا ملمحًا) بما كان علينا أن نقرأه جيدا:

ــ قلت أثناء زيارتي صباح اليوم للجولان: هضبة الجولان ستبقى للأبد تحت السيادة الإسرائيلية. لن ننزل من هضبة الجولان ــ هذه الأراضي تابعة لنا!

ــ نريد سلاما حقيقيا مع جيراننا الذي سيبقى لأجيال. لذا سنواصل أن نسيطر أمنيا على الأراضي غرب نهر الأردن، سواء كانت هناك تسوية أم لا.

ــ لذا نصر على أن الفلسطينيين سيعترفون أخيرا بدولة إسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي. هذا هو أساس السلام ورفضه يمنع تحقيق السلام.

ــ دول المنطقة تعتبر إسرائيل وقوتها التي تم التعبير عنها بشكل واضح في حرب ١٩٦٧ شريكة في الحرب المشتركة على الإسلام المتطرف.

هذه هي نصوص تغريدات أربعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي في ذكرى مرور نصف قرن على النكسة، لا أحسب أنها اليوم في ذكرى مرور سبعين عاما على النكبة تحتاج إلى مزيد من التعليق.

***

لمن نسى، تأتي إسرائيل في المركز التاسع في قائمة الدول التي تملك أسلحة نووية، وتمتلك ٨٠ رأسا منها

تعتقد إسرائيل أنها في عامها السبعين قد أغلقت صفحة «صراع الحقوق» إلى الأبد بعد أن تخلى الأشقاء ليس فقط عن أشقائهم، ولا عن الاعتبارات الثابتة لأمنهم القومي، بل عن مقدساتهم؛ مهد يسوع، وقبلتهم الأولى.

لكي تعرف حجم ما جرى، ربما عليك فقط أن تلحظ أن صلافة قرار «الصديق» دونالد ترامب الحاسم والمؤثر بنقل سفارته إلى القدس، لم يمنع زيارات الأصدقاء «الودودة» ولا صفقاتهم المليارية،

كما بوسعك أن تلحظ أن Dore Gold المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية والذي كان كتب كتابا قبل سنوات بعنوان «مملكة الكراهية: كيف تدعم المملكة السعودية الإرهاب العالمي الجديد» Hatred's Kingdom: How Saudi Arabia Supports the New Global Terrorism، هو نفسه صاحب التصريحات الأولى الواضحة (والفاضحة) صيف ٢٠١٦ عن التحالف «السري» بين الدول العربية السنية وإسرائيل.

يعتقد الإسرائيليون أنهم صاروا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمهم القديم؛ شرق أوسط واسع كبير يستثمرون فيه أموال النفط، والعمالة الرخيصة لمواطني هذا القطر العربي أو ذاك. 

لم يعد الإسرائيليون بحاجة إذن إلى تسويق «مشروع شيمون بيريز القديم». فالأرجح أن الداهية الراحل؛ صاحب التعبير الأثير «شرق أوسط جديد»، والذي قصد أن يكون مفهوما جيوستراتيجيا (بديلا) عن مفهوم الأمة العربية، أو حتى العالم العربي، ليتمكن من استيعاب المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري، لم يكن لديه، ولا في مشروعه القديم من التفاؤل، ما يجعله أن يتوقع ما يتم تقديمه (الآن) من جوائز مجانية تتجاوز مشروعه القديم. 

يغازلنا الإسرائيليون بما لديهم من تقدم تكنولوجي لا ننكره، بل ندركه جيدا، كما ندرك الأسباب الموضوعية، وطبيعة البيئة التي ساعدت على نموه وتطوره. 

أعرف جيدا أن في إسرائيل جامعات ومراكز بحث متقدمة لا تدانيها (حاليا) مراكزنا وجامعاتنا التي قضت عليها، في بلادنا «العريقة» النظم السلطوية وقبضتها الأمنية «الغبية». وكنت قد استمعت (كما استمع غيري) إلى شيمون بيريز وهو يتحدث مبكرا (سبتمبر ٢٠١٤) عن «كيف بإمكان ما لديهم من تكنولوجيا أن ينقذ مصر من العطش، بعد اكتمال بناء السد الإثيوبي» (الذي ساهمت تكنولوجيتهم في بنائه بالمناسبة). ولا أنكر أنني يوم استمعت إليه يتحدث رأيت في حديثه ظلالا من كل أحاديث المستعمرين التاريخية التقليدية عن «إنقاذ الشعوب المستَعمَرة» من التخلف. ولم يكن ذلك أبدا مريحا. الحديث ذاته (أو ما شابهه) كان قد قاله، وإن بعنجهيته المعهودة، بنيامين نتنياهو أمام مؤتمر AIPAC ( مارس ٢٠١٤)، منتشيا بما كان قد صار واضحا من علاقات استراتيجية عربية إسرائيلية. 

أعرف جيدا أن العلم لا جنسية ولا دين له. ولكني أعلم جيدا أيضا أن لكل علاقة تعاون «صحية» متطلباتها. لا أتحدث هنا عن التكافؤ والندية، وغيرهما مما هو ضروري (للتعاون لا الاستغلال). ولكني أشير إلى حقيقة أن لا تعاون «مطمئن» مع من لا تأمن سرائره. فما بالك بما هو علني.

ــ إسرائيل (الجارة) هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تحدد وثائقها حدودها. وهي (الجارة) التي رفضت أن تعطيك «أرضك» / سيناء إلا منزوعة السيادة بموجب ملاحق كامب ديفيد وخرائطها.

ــ إسرائيل (المسالمة) هي الدولة التي رفضت أن تعطيك حقك في «طابا» إلا بعد أن أجبرها التحكيم الدولي على ذلك. وهي التي أجهضت أوسلو بمماطلات، ومستوطنات «سرطانية»، وتغيير منهجي للواقع على الأرض، يستحيل معه واقعيا أن تمضي أوسلو في طريقها، أو أن تكون هناك دولة فلسطينية «قابلة للحياة». 

ــ إسرائيل (المسالمة) هي التي أصدرت قانونا بضم ضفة الأردن الغربية «المحتلة» في ديسمبر ٢٠١٧، وهي التى قررت اعتبار مرتفعات الجولان «المحتلة» أرضا إسرائيلية (١٤ ديسمبر ١٩٨١)، وحرص نتنياهو مستفزا أن يعقد جلسة علنية لمجلس وزرائه على أرضها «العربية» بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. 

ــ إسرائيل (المسالمة) هي التى تحتفظ، بين دول العالم أجمع بحقيقة كونها «الدولة الأكثر انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة) حسب ما عرفنا من دراسة نشرتها جريدة هاآرتس الإسرائيلية (لا غيرها). فبلغة الأرقام، انتهكت الدولة «العبرية» ٣٢ قرارا أمميا في الفترة ما بين ١٩٦٨ و٢٠٠٢ (موعد نشر الدراسة الإسرائيلية)، وهو الرقم «القياسي» للانتهاكات الذي لم تصل إليه دولة غيرها. 

ــ إسرائيل تلك التي تقرأ كتابا عن «الحرب القادمة بين إسرائيل ومصر» The Next War between Israel and Egypt لباحث يحمل درجة الدكتوراه وعمل مستشارا للجيش الإسرائيلي، وقف وزير دفاعها السابق؛ موشيه يعلون قبل عامين، في محاضرة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ليذكرنا بـ«محددات» الأمن القومي الإسرائيلى «الثابتة»:

١ــ «الكيان» الفلسطيني سيكون أقل من دولة.

٢ــ وادي الأردن سيظل تحت السيادة الإسرائيلية.

٣ــ القدس ستظل موحدة، وستظل عاصمة لإسرائيل.

٤ـ بناء «المستوطنات» حق لإسرائيل. Jews have the right to live everywhere in land of Israel

غير التأكيد على أنها أصبحت الآن واقعا، لا مجرد «هدفا نسعى إليه»، لم يكن هناك جديد تقريبا فيما سمعناه من وزير «الحرب» الإسرائيلي يومها غير تكرار لثوابت إسحاق رابين، التي نعرف .. «وننسى»، وغير تأكيدٍ لـ«عقيدة اللاحل»، التي تمثل عنوانا واضحا لعقيدة نتنياهو السياسية والأمنية (والتي ربما يحتاج تفصيلها لمقال مستقل).

بالمناسبة، موشيه يعلون هذا هو الذي طالب قبل سنوات، عندما كان وزيرا للأمن بانتقال الفلسطينيين للجلوس في مؤخرة الحافلات العامة (كما كان الحال في جنوب إفريقيا أيام الفصل العنصري) بل وكان يخطط للاستجابة لمطلب المستوطنين «الصهاينة» بمنع الفلسطينيين من استخدام تلك الحافلات أصلا.

***

لا استقرار بلا سلام. ولا سلام بلا عدل. وإلا لن يعدو الأمر أكثر من كذبة علاقات عامة كبرى، نغلف فيها القنبلة بأوراق الدعاية الملونة

الخلاصة أن من الطبيعي أن لا تكون لدينا مشكلة، من حيث المبدأ مع التعاون؛ اقتصاديا أو غيره. ولكني لم أسمع من قبل عن تعاون يُرتجى بين المغتصِب وضحيته. كما لم أسمع من قبل عن تعاونٍ «اقتصادي» مثمر دون استقرار سياسي وأمني. ولم أسمع من قبل عن استقرار «ممكن» دون عدل، وإقرار بالحقوق. لا استقرار بلا سلام. ولا سلام بلا عدل. وإلا لن يعدو الأمر أكثر من كذبة علاقات عامة كبرى، نغلف فيها القنبلة بأوراق الدعاية الملونة.

الذين لا يقرأون التاريخ، لأنهم لا يرغبون فى تذكر دروسه، ينسون أو يتناسون أن العدل وحده هو الذي يأتي بالسلام، ومن ثم بالاستقرار، وأن تجارب التعاون الاقتصادي (بديلا عن إقرار الحقوق) كطريق إلى سلام متوهم، كان نصيبها دائما الفشل. وأرجوكم أن تعودوا إلى أوراق مؤتمرات «القمة الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا» بداية من ذلك الذي انعقد في الدار البيضاء (١٩٩٤)، ثم عَمان (١٩٩٥)، فالقاهرة (١٩٩٦)، وذلك الأخير الذي انعقد بالدوحة (١٩٩٧)، والتي جاءت تحقيقا «لرؤية بيريز»، ولكي تكون رديفا اقتصاديا داعما لمسيرة السلام في المنطقة، لإعادة ترتيب «الشرق الأوسط وشمال افريقيا»، كما تقول أوراقها الرسمية. وبهدف «منح الأفراد والمجتمعات جانبا من فوائد السلام تمهد الطريق المصالحة الحقيقية بين الشعوب»، كما أفهمنا وارين كريستوفر؛ وزير الخارجية الأمريكي أيامها. 

تجربة أن يكون التعاون الاقتصادي (بديلا عن إقرار الحقوق) طريقا إلى السلام أو الاستقرار قديمة إذن، وسبق تجريبها. والنتائج تعرفونها. وتعرفون أن درسها الأول والأخير، هو تذكيرنا للمرة الألف أن . لا استقرار بلا سلام. ولا سلام بلا عدل   

***

وبعد ..

أفهم أن يكون لدينا مشكلة، وينبغي أن تكون لدينا مشكلة مع حمقى ومستبدي الإسلام السياسي (سنيا كان أو شيعيا)، ولكني لا أفهم أن يكون معنى ذلك أن نحتفي هكذا بإسرائيل، الصهيونية، العنصرية في «ربيعها السبعين». أو أن تعمينا ثأراتنا، ومكائدنا، وأطماعنا الصغيرة (أو أوهامنا الكبيرة)، عن حقائق ثابتة في التاريخ والجغرافيا.. والمستقبل.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة الكاتب:

twitter: @a_sayyad

Facebook: AymanAlSayyad.Page

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

روابط ذات صلة:

  فيما نحن «منكفئون»٠٠

فى الدفاع عن «القضية»

ودائما .. كانت إسرائيلُ هناك

السمسار.. في الشرق الأوسط «الجديد»

كيف يعاني الفلسطينيون في ظل الاحتلال؟ (تقارير لمنظمة حقوق إنسان «إسرائيلية")

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصور والرسوم:

ــ إسرائيليون في الأقصى (تصوير خالد دسوقي AFP)

ــ عبد الناصر وعرفات في القمة العربية الطارئة (سبتمبر ١٩٧٠)

ــ التطهير العرقي بإخراج الفلسطينيين من أرضهم (مايو ١٩٤٨)

ــ غلاف كتاب «الحرب القادمة بين إسرائيل ومصر» 

 

أيمن الصياد  كاتب صحفى
التعليقات