القافزون للمستقبل.. والساقطون من الماضى! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 4:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القافزون للمستقبل.. والساقطون من الماضى!

نشر فى : الأربعاء 13 فبراير 2019 - 11:55 م | آخر تحديث : الأربعاء 13 فبراير 2019 - 11:55 م

تشعر بالأمل فى المستقبل، حينما تجد من يفكر فى هذا المستقبل، بالمنطقة العربية، فى وقت، يتصارع معظمنا، ويتقاتل حول قضايا مضى عليها أكثر من ١٤٠ سنة.
مساء السبت الماضى، تجولت فى مركز محمد بن راشد للإبداع الحكومى، فى جميرا، على هامش القمة العالمية للحكومات التى شارك فيها أكثر من أربعة آلاف من القادة وكبار المسئولين ومسئولى الشركات من أكثر من ١٤٠ دولة.
فى متحف المستقبل كانت الجولة بصحبة وزير شئون مجلس الوزراء والمستقبل محمد القرقاوى. بالداخل تشعر أنك فى عالم الأحلام، أرض الخيمة وسقفها وجدرانها وكل ما تحتويه عبارة عن عالم رقمى كامل وملون، وكأنك داخل لعبة سحرية من ألعاب الخيال العلمى. فى كل قسم إشارة إلى الزمن، والبداية بعام ٢٠٣٠ وهكذا حتى تصل إلى ٢١٠٠. على الجدران الافتراضية، عناوين مستقبلية متنوعة تتعلق بمجالات مختلفة مثل: «تعرف على توأمك الرقمى» و«تحرك ونشط ذهنك» و«كيف ستساهم فى صناعة غد أفضل؟!» و«التغيير يبدأ من هنا».
إجابات الأسئلة السابقة بأكملها تتعلق بالتكنولوجيا وتطبيقاتها، خصوصا ما يتعلق بالذكاء الاصطناعى، أما مهمة الشرح فقد تولتها مجموعة من الفتيات الجامعيات من الإمارات، تلقين تعليما متميزا داخل وخارج البلاد.
فى أحد الأقسام عنوان عن «الجسد البشرى المعزز»، الذى لم يعد يعتمد فقط على الملابس أو النظارات الطبية أو حتى الأطراف الصناعية، بل على التقدم التكنولوجى، الذى صار يلعب دورا مهما فى علاج وتحسين القدرات الجسدية. هناك مثلا «المستجيب الأول الذكى» وهو عبارة عن التقنيات التكنولوجية الأولية الطارئة.
وهناك عنوان ثالث يقول: إنتاج الأعضاء الاصطناعية تحاكى الأعضاء البشرية واستخدامها كبديل من أجل تعزيز الحالة الصحية.
هناك أيضا قسم مهم يتحدث عن «هندسة الخلايا الجذعية» هذا الموضوع ليس جديدا، ونسمع عنه منذ سنوات، لكن التطورات فيه مذهلة. تحت هذا العنوان مثلا قرأت الآتى: «يمكن برمجة الخلايا الجذعية بحيث تتحول إلى أنواع محددة من الخلايا أو الأنسجة أو الأعضاء ويتم استخدامها فى تعويض أو تجديد أو تعزيز هذا الجسم».
موضوع آخر نسمع عنه كثيرا هذه الأيام عنوانه «الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد»، واستخدامها لطباعة أعضاء وأنسجة حية باستخدام خلايا ومواد حيوية تتطابق مواصفاتها مع جسم المريض.
هناك عنوان ثالث يقول: «يمكن لتعديل الجينات أن ينقذ حياة البشر»، وبعده عنوان يقول، ماذا ستحقق إذا كان تحسين جسدك فى متناول يدك؟!.. ثم «العقل البشرى المعزز» وتحته مكتوب الآتى: «استكمالا لرحلة التطور البشرية، وجه البشر تركيزهم إلى العقل بعد الجسد، ومن الأجهزة المزروعة فى الجسد، إلى تكنولوجيا الأعصاب».
فى نفس الاتجاه عنوان يقول: «لا حدود للقدرات البشرية، هل أنت أفضل نسخة من نفسك؟!».. ثم لافتة تقول: «الجسد البشرى.. ما بعد تطوير القدرات» وشرحها يقول: «فى حقبة التطور التالية استكشف البشر فرص التواجد خارج حدود الجسم البشرى، عن طريق نقل الوعى، ولتحقيق ذلك ابتكر البشر أدوات تستخدم فى تصميم خارطة للعقل البشرى ومحاكاتها بكل تفاصيلها داخل جسم آخر ربما يكون جسما حيويا أو روبوتا أو جسما رقميا».
وعنوان أخير يقول: «الوعى البشرى بمفهوم جديد.. هل أنت مستعد للتعايش معه؟!».
هذا النموذج يفترض أن يصل إليه البشر عام ٢١٠٠ من خلال نموذج «يونيتى» أو الإنسان الذى يكون عبارة عن اندماج مجموعة من الأفكار أو المعتقدات والمعارف والتجارب من مليارات البشر فى نموذج واحد يربط بين جميع البشر ويواصل نموه وتطوره حتى يصل إلى الجيل الثالث من القدرات.
وقفت وحدقت طويلا فى مجسم «يونيتى» أو إنسان المستقبل الكامل، هو يمكنه حينما ينظر إلى أى إنسان أن يقرأ ويعرف فى ثوانٍ كل ما يفكر فيه وكل تاريخه وتجاربه وحياته ونواياه.
هذا الموضوع الأخير خطير جدا، لأنه رغم أنه مفيد جدا فى جوانب كثيرة مثل علاج الأمراض وتحسين جودة الحياة، لكنه قد يكون مدمرا إذا استخدمه البعض فى خلق بشر بمواصفات خاصة. والأخطر أن هناك تقديرات بأن أمريكا والصين ودولا أخرى، ربما تكون قد بدأت ذلك بالفعل!!
مرة أخرى، متى نفيق، لندرك أن هناك عالما آخر يتحرك ويتقدم من حولنا، ونحن كعرب ومسلمين، ما نزال نصر على الغرق فى الماضى السحيق؟!

عماد الدين حسين  كاتب صحفي