حقيقة قوة الدورى المصرى - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حقيقة قوة الدورى المصرى

نشر فى : الإثنين 12 نوفمبر 2018 - 11:40 م | آخر تحديث : الإثنين 12 نوفمبر 2018 - 11:40 م

** تطورت خريطة الدورى المصرى، والتطور أعنى به أن بعض الفرق بدأت تلعب أمام الكبيرين الأهلى والزمالك، وأدركت هذه الفرق وأدرك لاعبوها ومدربوها أن مواجهة الفريقين بالهجوم وبعدم التراجع للدفاع يمكن أن يثمر. وكنت أردد كثيرا أن الأهلى والزمالك بالتاريخ والبطولات والشعبية والإعلام صنعا هالة قوة مخيفة، تدفع الغير إلى الانكماش بينما لو تعرضا للهجوم سوف يرتبكان.. لأن لاعبى الفريقين تربوا على أنهم من يهاجمون ولا يدافعون.

** حدث هذا التطور فى الدورى المصرى، وأفرز بعض المباريات المفتوحة والقوية، وأفرز فرقا تلعب كرة قدم جيدة وجديدة صنعت بمدربيها فكرا مختلفا، وأفرز هذا التطور أيضا تلك النتائج المتغيرة، فيفوز فريق ويخسر، أو يخسر فريق ويفوز، ولم يعد السؤال التقليدى قبل المباريات هو: بكم هدف سيفوز الزمالك وسيفوز الأهلى وإنما السؤال الآن هل يفوز الزمالك وهل يفوز الأهلى؟ لكن مع ذلك مازالت البطولات المحلية تذهب فى النهاية للأهلى والزمالك..!

** التطور شىء إيجابى أضفى على الدورى إثارة، وبعض القوة، ففى السابق كانت القوة شكلية. لكن هذا التطور ليس دليلا على قوة المسابقة.. فهناك فارق بين قوة الدورى وبين جنون نتائج الدورى.. فالقوة لها معاييرها، وحين يكون زمن اللعب الفعلى نصف ساعة فى المباراة، فتلك ليست قوة مسابقة.. وحين يسقط مهاجم فى التسلل خمس مرات فى مباراة فإنه يهدر جهد فريقه كله وتلك ظاهرة سلبية تفسد متعة اللعبة. وحين يكون اللعب سريعا لأن الكرة يركلها اللاعبون ويتبادلها الفريقان ويهرولان خلفها فتلك ليست قوة.. وإنما عجز عن بناء الهجمات بالتمرير.

** خريطة الدورى تطورت والنتائج تغيرت، لكن تعريف قوة الدورى يستحق تحديدا أعمق.. وبالتالى يجب النظر إلى المستويات الأعلى.. وقد قلت على سبيل المثال فى بداية الدورى إن الزمالك يقدم أفضل كرة، وقلت أيضا أنتظر أن يكون تقييم مستوى أداء الفريق بنفس الدرجة فى البطولة الإفريقية حين يلعب مع فرق مثل مازيمبى والترجى وأول أغسطس الذى كان يستحق اللعب فى النهائى لو امتلك قدرة تكتيكية دفاعية أو لو احتسب له هدفه الثالث.. وهذا أمر لا علاقة له بتميز الترجى أمام الأهلى.

** قوة الدورى بصورة أعمق، تعنى تنظيما أدق، وحضورا جماهيريا غفيرا، وتوافر التذاكر والفوز بها بسهولة، والدخول والخروج من الاستادات دون معاناة على الرغم من الإجراءات الأمنية، وقوة المسابقة تعنى استقرارا فى الجداول، وعدالة فى العقاب، ورفع كفاءة النقل التليفزيونى والتصوير، والاستثمار فى ذلك، وامتلاك الأندية لملاعبها الخضراء الطبيعية.

** قوة الدورى تكمن أيضا فى لاعبين مميزين، ومهارات عالية، وأجهزة طبية تفسر الإصابات بعلم، وتشير إلى أصابع الاتهام بصدق، فهل السبب هو الملعب أم نقص الخبرات أم ضعف الأجساد؟ وقوة الدورى تعنى قوة الصناعة، فكيف نبيع المنتج للمنطقة، وكيف نسوق المنتج داخليا وخارجيا، وكيف نبتكر أساليب تسويق جديدة، وكيف تسوق الأندية مبارياتها جيدا؟ وكيف نعرف أولا ما هو تعريف الكرة المصرية.. فهل هى المنتخب وحده أم أنها كل شىء يتعلق بالصناعة قبل أن تكون هى المنتخب الأول؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.