وضاعة المفوض الإخوانى - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 1:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وضاعة المفوض الإخوانى

نشر فى : السبت 12 مايو 2018 - 9:25 م | آخر تحديث : السبت 12 مايو 2018 - 9:25 م

قبل أيام خرج مفوض العلاقات الخارجية السابق بجماعة الإخوان يوسف ندا على قناة الجزيرة، يدعى وجود علاقة بين الإخوان والفريق سامى عنان، قائلًا إنه «لا يريد الإفصاح عن أسرار علاقة رئيس الأركان السابق بالجماعة»، لأنه ــ بحسب زعمه ــ لو أفصح عنها لأفضى به إلى «حبل المشنقة».

سمير نجل عنان رد على أكاذيب ندا فى تصريحات تليفزيونية، وطالبه بتقديم مستندات تثبت مزاعم الجماعة الإرهابية بوجود تعاون وجلسات حوار مع والده، مضيفا «الجيش المصرى بينه وبين الإخوان ثأر، ولا يوجد بيت مصرى يخلو من الشهداء».
وأوضح نجل عنان أن التصالح مع جماعة الإخوان أمر مرفوض من جموع الشعب المصرى، نظرًا لما فعلته الجماعات الإرهابية أثناء فترة الحكم السابقة، ومحاولتهم زعزعة أمن واستقرار وبيع الدولة المصرية.

وزير خارجية تنظيم الإخوان السابق، أجرى مداخلته مع القناة القطرية من منتجعه الخاص فى شبه جزيرة كامبيونا على الحدود السويسرية الإيطالية، غير عابئ بتداعياتها على رئيس الأركان ــ المحبوس بتهم التزوير فى محررات رسمية.

الملياردير الإخوانى العجوز ورط عنان من حيث يعلم، فالرجل لا ينطق إلا بحساب، كل أكاذيبه السابقة ورسائله المشفرة لها دلالاتها وعواقبها، ورئيس الأركان السابق هو من سيدفع وحده فاتورة رسالة تاجر الأزمات الإخوانى.

الحفاظ على التنظيم الذى يتعبد به قادة الجماعة إلى الله، هو الهدف الذى دفع ندا إلى ترويج رسائل وروايات ملفقة على مدار تاريخه، حتى لو كانت هذه الرسائل قد تستخدم ضد رجل تنتظره المحاكمة.

ليس تلك هى المرة الأولى التى سعى فيها ندا إلى إحداث وقيعة فى المجتمع المصرى بقصص من وحى خياله، ففى يونيو 2015، وجه ثعلب الجماعة العجوز رسالة فتنة دعا فيها «من يريد إعادة ترتيب الأوراق» إلى تثبيت «الشرعية» المزعومة وذلك لحماية أبناء مصر من مصير عدد من الجيران «العراق وليبيا وسوريا واليمن».

لم تحدث رسالة 2015 أى أثر، ولم يتلقفها أحد ممن وصفهم ندا بـ«المخلصين»، ببساطة لأن التنظيم الإخوانى انتهى عمليا ولم يعد أحد يقيم له وزنًا بعد عام الرمادة، ولم يتبق منه سوى أفكار معلقة فى الهواء.

أكاذيب ندا السابقة على الدولة المصرية موثقة، كذب على الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ولفق له قصصا وروايات عن تعذيب الإخوان.

الصديق هيثم أبوزيد الباحث المتخصص فى ملف الجماعات الأصولية كتب عن قصة «الكذبة الخالدة والوثيقة الزائفة» التى ألفها يوسف ندا ونشرت فى كتاب «قذائف الحق» للشيخ محمد الغزالى، والذى تعتبره جماعة الإخوان كتابها المقدس.

تزعم الوثيقة أن الأجهزة الأمنية فى عهد عبدالناصر وضعت خطة للقضاء على الإخوان واستئصال وجودها، وتضمنت خطوات شديدة القسوة، تتجاوز محاربة الإخوان تنظيميا وفكريا إلى محاربة الدين الإسلامى والمتدينين من غير الإخوان.

يقول هيثم أبوزيد فى شهادته ما سمعه على لسان المهندس أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط نقلا عن المهندس مراد جميل الزيات، وكان الأخير قد زار ندا فى سويسرا، وتحدث معه عن التعذيب الذى تعرض له الإخوان فى السجون، وخص بالذكر ما نشره الشيخ محمد الغزالى فى كتاب «قذائف الحق» عن الوثيقة التى أعدتها المخابرات واعتمدها عبدالناصر للقضاء على الإخوان، وإذا بيوسف ندا يضحك حتى استلقى على ظهره من الضحك، فخاطبه الزيات متعجبا: لـِمَ الضحك يا أخ يوسف؟ فأجابه ندا فورا: «لأننى من كتب هذه الوثيقة ووضعها فى كتاب الغزالى لتشويه نظام الحكم الناصرى. فتساءل الزيات: لكن هذه فبركة؟، فأجابه: «الحرب خدعة واللى تغلبه ألعبه»!!.

ما سمعه هيثم أبوزيد من أبوالعلا ماضى كان يصعب تصديقه، فطرح الرواية على الدكتور محمد سليم العوا عقب محاضرة ألقاها فى حضور عدد من أبرز قادة حزب الوسط قبل ثورة يناير، وكان رد العوا: «هذه الرواية حقيقية وأنا أعلم بها منذ أربعين سنة، والنص الأصلى للوثيقة التى كتبها يوسف ندا عندى فى مكتبتى».

أكاذيب ندا عابرة للتاريخ، فتاجر الأزمات الإخوانى الذى شارك فى غسيل أموال أنظمة أسقطتها شعوبها، ولعب مع أجهزة مخابرات معادية لا يؤخذ كلامه إلا على محمل الكذب والتلفيق.

التعليقات