الكلاسيكو المجنون بين الفقراء والأغنياء! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكلاسيكو المجنون بين الفقراء والأغنياء!

نشر فى : الثلاثاء 11 ديسمبر 2018 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 11 ديسمبر 2018 - 12:00 ص

** فى ساعة مباراة العودة بين ريفر بليت وبوكاجونيورز تحولت العاصمة الأرجنتينية إلى مدينة أشباح، لمتابعة كلاسيكو أمريكا الجنوبية المجنون. وهو مجنون لما يشهده من عنف، ومجنون لما يشهده من ألم وحزن عنيف عند الخسارة، ومجنون لما يشهده من فرح عنيف عند الفوز. كل ما هو حول هذا الكلاسيكو مجنون للغاية. وزاد هذه المرة لأنها أول نهائى على كأس الليبراتودرس منذ بدأت عام 1960. وزات درجة حرارة المواجهة بسبب أحداث العنف والشغب التى تعرض لها فريق بوكا جونيورز وهو يتوجه إلى ملعب «مونومينتال» معقل ريفر بليت.
** اسم البطولة ليبراتودرس وتم اختياره تقديرا وإجلالا لقادة حروب الاستقلال التى كانت موجودة فى أمريكا اللاتينية أمثال سيمون بوليفار وبيدرو الأول وغيرهم. ومن المصادفات أن تستضيف العاصمة الإسبانية مدريد هذا الكلاسيكو، وقد كانت عاصمة الاحتلال الإسبانى لدول فى أمريكا اللاتينية ومنها الأرجنتين التى يمثلها طرفى الكلاسيكو.
** المباراة شاهدها فى استاد سانتياجو بيرنابيو ما يقرب من 70 ألف متفرج، وقطع مشجعو الفريقين نحو عشرة آلاف كيلومتر لمتابعتها فى مدريد. وشهد اللقاء تقدم بوكا جونيورز، ثم عودة ريفر بليت، وكانت صاخبة وزاعقة وساخنة. وبعد التعادل وفى الوقت الإضافى قلب نجم ريفر بليت خوان فيرناندو كوينتيرو الميزان، وقاد فريقه للفوز العظيم. فقد انتصر الريفر على بوكا جونيورز، وصدر انقلابا إلى معقل المهزوم، وصف بأنه سيكون ثورة تغيير فى اللاعبين وفى النجوم.
** عندما سجل داريو بينديتو لبوكا جونيورز جرى زملاؤه فى كل اتجاه، وكانوا مثل قنبلة فرحة، أفرزت شظايا من أجساد مهتزة ومرتعشة بالسعادة. كذلك جرى الاحتياطون، والإداريون والموظفون. وعندما تعادل ريفر بليت بهدف سجله لوكاس براتو تكررت نفس المشاهد، ونفس المشاعر، وهو الأمر الذى تكرر بأشكال مختلفة من الفرحة المجنونة مع أهداف الفوز والبطولة لريفر بليت التى سافرت به إلى أبو ظبى للمشاركة فى كأس العالم للأندية..
** كرة القدم ليست مجرد لعبة فيها لهو ولغو. وسوف تكون هناك مباريات والمزيد من الفصول القادمة فى هذه القصة الاستثنائية، الغارقة فى الرمزية والرياضة والمجتمع، والدراما والعاطفة أيضا. فتلك حكاية من حكايات الدربيات الشهيرة فى تاريخ اللعبة. فالمواجهة كانت بين بوكا جونيورز الذى أسسه خمسة مهجريين إيطاليين من أجل الفقراء والطبقات الكادحة، بينما فريق ريفر بليت يسمى نادى المليونيرات لأن عددا من أعضائه من تجار الأرجنتين، ولأنه الفريق الذى لديه ميزانية هائلة على مستوى البلد تفوق الأندية الأخرى أو لأن أغلب مشجعيه من الطبقة الراقية بالبلد. فهذا ديربى فقراء وأغنياء فى جذوره..!
** إن دربيات كرة القدم فى تاريخ تعود لأسباب مختلفة، وقد تكون سياسية أو دينية وعقائدية أو اقتصادية، واجتماعية، وقد تكون لأسباب صغيرة، لا تصدق مثل تأسيس قناة ميناء مانشستر الذى أفسد العمل فى ميناء ليفربول. أو مثل مدفع الآرسنال الذى يزين شعار الفريق حين انتقل اتجاهه من اليمين إلى اليسار نحو ملعب وايت هارت لين الخاص بفريق توتنهام، وهذا بخلاف دربيات صنعت بسبب هجرة نجوم لفريق إلى فريق..!
** يبقى أن قصة المواجهة بين ريفر بليت وبوكا جونيورز على لقب الليبراتجورس قد تكون نقطة انطلاق لبيع هذا الكلاسيكو للعالم كما باع الإسبان ديربى ريال مدريد وبرشلونة..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.