ليونيل ميسى لاعب قصير ( 174 سم)، لكنه الملك المنتظر فى بطولة كأس العالم.. وهذا من أسرار عشق البشر لكرة القدم. فلا توجد مواصفات يجب توافرها فى اللاعب، كأن يكون قوى العضلات أو طويل القامة، أو متسلحا بمعدات ومضارب، أو يحتاج إلى غرفة مغلقة أو شبكة معلقة لممارسة لعبته.. وكأس العالم وراء تطور كرة القدم. ووراء تطور صناعة كرة القدم. فمن 9 مباريات نقلت على الهواء مباشرة فى بطولة 1954 بسويسرا، تنقل اليوم 400 محطة تليفزيون مباراة الافتتاح إلى 208 دول.

فى عام 1998 سئل جواو هافيلانج رئيس الفيفا عما إذا كان يعتبر نفسه أقوى رجل فى العالم، فأجاب قائلا: «استقبلنى الرئيس الروسى يلتسين (كان الرئيس وقتها) مرتين، وقابلت البابا فى الفاتيكان ثلاث مرات، والتقيت الملك فهد وكانت المقابلة رائعة. فهل تظن أن هؤلاء سوف يضيعون وقتهم الثمين من أجل شخص غير مهم؟!»

اليوم رئيس الفيفا أصبح أقوى مما كان بعد أن أصبحت اللعبة صناعة ضخمة وارتبطت بها مصالح شركات عالمية كبرى. ويعد بلاتر صاحب الفضل الأول فى جعل كرة القدم أكثر لعبة كونية، منذ منح آسيا تنظيم مونديال 2002 وأفريقيا بطولة 2010..

إن مباريات كرة القدم وبطولة كأس العالم باتت صراعا حضاريا وثقافيا ورياضيا وسياسيا يمس كبرياء الأمم والشعوب، وفى استطلاع للرأى أجرته إحدى شركات الاتصالات الكبرى فى الولايات المتحدة، طرح السؤال التالى على المشجعين من جنسيات مختلفة: ما هى التضحية التى يمكن أن تقدمها من أجل فوز منتخب بلادك بكأس العالم؟!

كانت الإجابات على النحو التالى:
أبدى 51% استعدادهم للامتناع عن الطعام لمدة أسبوع لو أن هذا يضمن لبلادهم الفوز بالبطولة.
قال 44% إنهم مستعدون للبقاء بالمنزل لا يغادرونه لمدة عام، بينما قال 7% إنهم مستعدون لترك عملهم.
أكد 93% من المستطلعة آراؤهم فى إنجلترا إنهم سيصومون عن الطعام لأسبوع إذا فازت بلادهم بالمسابقة،
أبدى 4% استعدادهم للتبرع بعضو من أعضاء جسمهم.

ترى ما هى التضحية التى يمكن أن تقدمها عن طيب خاطر من أجل أن يفوز منتخب مصر بكأس العالم؟
أطرح السؤال وأسمع حضراتكم تسألون: ألا ترى أن الأصوب أن نقدم تضحيات من أجل الوصول إلى نهائيات كأس العالم قبل أن تسألنا عن التضحيات التى سنقدمها من أجل الفوز بكأس العالم؟!