«شات».. عن تشاد - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 7:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«شات».. عن تشاد

نشر فى : الخميس 10 سبتمبر 2015 - 7:45 ص | آخر تحديث : الخميس 10 سبتمبر 2015 - 7:45 ص

** كلمة إنجليزية تعنى «محادثة أو ثرثرة أو تحادث فى غير كلفة، أو لغو..» وما يجرى بشأن فوز المنتخب على تشاد هو بالضبط «شات».. يصل إلى مستوى اللغو.. فقد اضطر الكابتن فتحى مبروك إلى التوضيح بشأن ما نسب له بأنه وصف منتخب تشاد بمركز شباب، ولا أدرى هل أغضب ذلك مراكز الشباب أم أغضب تشاد..؟ وقد استقبل الكثيرون فوز المنتخب بالرأى الانطباعى المعتاد والصارخ فى توجهه. فهو فوز جبار وعظيم يهدد البرازيل، وفى رأى آخر فوز ضعيف على فريق ضعيف، لا يجب الأخذ به فى التقييم..

** تقييم أداء فريق أو تقييم مباراة يجب أن يستند على الصورة الكاملة.. فما هى تلك الصورة؟

** قدم منتخب مصر عرضا قويا أصاب ضعف منتخب تشاد بضعف أكبر.. وتميز تشكيل المنتخب بتكوين شاب، وبأداء سريع الإيقاع لم يختل ولم يصبه البطء بمرور الوقت أو مع زيادة الأهداف. وأسوأ فى ما فى أداء الفريق كان لحظة تسجيل هدف تشاد.. لكن إجمالا نحن نرى مدربا للمنتخب يصنع جيلا جديدا، قوامه أهم مهارات الكرة الجديدة وهى السرعة. ومرة أخرى السرعة ليست فقط سرعة الجرى بدون الكرة أو بالكرة. ولكنها أيضا الخفة والرشاقة، والقدرة على المناورة أثناء الجرى ( كهربا وتريزيجيه ورمضان صبحى )، والإسبرنتات القصيرة، والانطلاق من سرعة الصفر، ( محمد صلاح وباسم مرسى ) والجرى فى المسافات الطويلة ( حازم وكهربا ).. ويحسب لكوبر هذا التجديد الذى كان ضروريا قبل سنوات..

** الضعف والقوة فى فريق أمر يرتبط بجذور اللعبة بالدولة أولا.. يعنى أقوى فرق إفريقيا هى مصر، وتونس، والجزائر، والمغرب، والغرب الإفريقى ممثلا فى ساحل العاج والكاميرون وغانا، وزامبيا والسنغال.. وهذا الدول هى غالبا التى تفوز بكأس الأمم، بينما تتفوق فرق الشمال فى بطولات الأندية.. وقصة جذور اللعبة فى دولة طويلة ويطول شرحها، إلا أننى أظن أنها مفهومة.. فعلى الرغم من تغييرات نسبية فى خريطة كرة القدم فى القارة أو حتى فى العالم تظل البطولات ملكا للدول والمنتخبات الكبيرة.. باستثناء طفرات تكون نتيجة إفراز خاص من المواهب والظروف..

** الضعف والقوة فى أحيان أخرى أمر يرتبط بحالة فريق فى مباراة معينة.. فلاشك أن تنزانيا منتخب ضعيف.. وكان منطقيا أن يفوز عليه منتخب مصر بثلاثة أهداف، ولم يكن منطقيا أن يتعادل منتخب تنزانيا مع نظيره النيجيرى سلبيا.. تلك نتيجة غير متوقعة مهما كانت حالة الفريق النيجيرى.. فالضعف والقوة هنا كان تعبيرا عن حالة وقتية، وليس حالة مطلقة، ففى الإطلاق، تعد نيجيريا من أهم القوى فى الكرة الإفريقية.. ومن هنا أعود إلى منتخب تشاد، وإلى ضعفه.. فهو ضعف دولة فى كرة القدم، وضعف فريق أيضا، وزاد ضعف بحالة منتخب مصر الجيدة فى المباراة، والبداية القوية بهدف باسم مرسى، وهى حالة لعلها تستمر، وبداية لعلها تكون دائمة.. ولذلك أسعدنى فوز المنتخب، ولذلك أيضا قلت عن منتخب تشاد أنه فريق مدرسة تشاد الابتدائية!

** هل وضحت الصورة قليلا أم أن الآراء الانطباعية المتناقضة المتفاوتة بطريقة وحشو حلو.. ضعيف وقوى.. رائع ومائع..سوف تستمر فيكون ذلك استمرارا للغو الفنى فى التقييم، ومجرد شات عن تشاد..؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.