صناعة النشر.. جهاد شرعى - جمال قطب - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صناعة النشر.. جهاد شرعى

نشر فى : الخميس 10 مايو 2018 - 9:15 م | آخر تحديث : الخميس 10 مايو 2018 - 9:15 م

صناعة النشر صناعة من الطراز الأول، فما النشر إلا تعبير عن الإرادة، وإبلاغ هذه الإرادة أو الرؤية لكل من يهمه الأمر. وسواء كان النشر فى صحيفة أو مجلة أو كتاب، أو جاء عبر الإذاعة والتليفزيون أو الفضائيات، أو هذه الأدوات المنتشرة ــ وسائل التواصل الاجتماعى ــ فكل ذلك نشر وإبلاغ وفتح لأبواب الحوار.

ــ1ــ

وحينما شرفت بزيارة مكتبة الشروق الجديدة بحى المهندسين، استدعيت صورة كادت تهرب من الذاكرة... صورة المستثمر يختار بمحض إرادته مخاطرة لم تعد مضمونة كما كانت حتى السبعينيات، ولم تعد مجدية كما كانت من قبل. بل إنها مخاطرة التنافس على قارئ أحاطت به فوضى الثرثرة من ناحية، وضحالة البناء التعليمى من ناحية، وارتفاع تكاليف النشر من ناحية، فضلا عما يتم إنفاقه قبل ظهور الكتاب من نفقات باهظة.

ــ2ــ

وحينما أقول إن النشر جهاد لا أتجاوز الحقيقة الشرعية، فالمهمة الرئيسية لكل الأنبياء والمرسلين هى البلاغ كما بين القرآن الكريم ((.. فَهَلْ عَلَى الرُسُلِ إِلَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ))، ودعوة الإسلام كما يطرحها القرآن لا تخرج عن بلاغ عام أنزله الله ليعرض على جميع الناس لا لإكراههم عليه، بل يعرض عليهم ليدلى كل منهم برأيه ومدى توافقه أو تناقضه أو رفضه، ففى أول الأمر وآخره لا تزيد مهمة البلاغ والمبلغ عن ((لَا إِكْرَاهَ فِى الدِينِ..)).

ــ3ــ

ولعل بعضا يتوهم ضرورة أن يكون البلاغ هو تفسير القرآن أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الوهم بعيد عن الحقيقة، فالبلاغ لا يحدث فى فراغ، فلابد من تواصل ثم تعارف، ثم تحاور، ثم نقل الرسالة وتبليغها حتى يتبين المخاطب ما يريده المتكلم.

ــ4ــ

ولا نستطيع غير تأكيد شديد المفارقة بين كل من الجهاد، والحرب، والمقاتلة، والقتال..فالجهاد سياسة عامة ومنظومة حياتية.

ووسائل الجهاد عادة هى البلاغ بكل الطرق السلمية للبلاغ وليس للإكراه، فإذا تصدت بعض القوى لمنع البلاغ سلك المسلمون مسالك الحرب الإعلامية، والفنية، والثقافية، والاقتصادية، بهدف فتح الأبواب والطرق لتوصيل البلاغ ليس إلا. فإذا استمرت هذه القوى وأصرت على إغلاق الباب أمام البلاغ فتأتى الوسيلة الثالثة وهى المقاتلة أى المدافعة، فإذا استمر التصدى لمنع مجرد البلاغ، فلابد من مقاومة وردع هذا التصدى ليس لفرض الدين ولكن لمجرد عرض ما عندنا وحسب..

ــ5ــ

ولا شك أن ساحة رمضان الثقافية من خير الساحات لتجلية وإزالة شبهات كثيرة انتشرت عن الجهاد، وهى شبهات كيدية وتحريف لما أنزل الله.

يتبع

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات