** يوم الأحد 23 ديسمبر 2018 كتبت هنا عن فوز محمد صلاح بجائزة أحسن لاعب إفريقى، وكان ذلك تحت عنوان: «إنه أحسن لاعب إفريقى». وقلت محمد صلاح بالعدالة والإنصاف ودون تلك التحيزات والمبالغات هو الأقرب إن شاء الله للفوز بلقب أحسن لاعب إفريقى لعام 2018. وهو يستحق الجائزة لعدة أسباب، وأولها طريقته فى تسجيل الأهداف، ومهارته الفائقة فى استخدام قدمه اليسرى وتوجيهها وتحريكها فى أضيق المساحات، حتى إن الإعلام الإنجليزى يصف ذلك باللمسة القاتلة، فأهدافه مثل لدغات الكوبرا، تسعدنا وتسعد جماهير ليفربول وتؤلم الآخرين».

** فوز صلاح بالجائزة كان متوقعا من جانب الجميع.. ولذلك بدا واثقا وهو يجلس فى قاعة عبده ضيوف التى أقيم بها الاحتفال.. وعندما اقتربت اللحظة وأعلنت مذيعة قناة سى إن إن البريطانية الجنسية والسيراليونية الأصل عائشة سيساى والمذيع السنغالى أبو بكارى مدير مراسل قناتى قنال بلوس وتى فى 5 كان صلاح واثقا من فوزه لدوره الحاسم مع ليفربول ومنتخب مصر.. والواقع أنه لا توجد معايير واضحة لتلك الجوائز، فهل هى البطولات والألقاب أم هى الأرقام القياسية أم هو الإبداع والابتكار؟

** أؤيد الإبداع والابتكار. فقد كان واين رونى مثلا من أصحاب الأرقام القياسية مع مانشستر يونايتد، لكنه لم يكن مبدعا. لم يكن ينتزع آهات الإعجاب. بينما أرى أن طريقة صلاح فى تسجيل الأهداف أهم من عدد الأهداف. فكيف يسجل اللاعب هدفا وهو فى سياق صراع وضغط وجهد وكيف يفعل ذلك بمهارة فائقة؟
** صلاح الآن أحد أشهر وأهم خمسة لاعبين سوبر فى العالم.. وما حققه لم يسبقه إليه لاعب عربى.. ولعلى أضيف أو لاعب إفريقى على الرغم من أساطير نحفظ لها إنجازاتها من ساليف كيتا وسيدو كيتا وجورج ويا عبيدى بيليه، إلى صمويل إيتو وميلا ودروجبا وغيرهم.. فمحمد صلاح مختلف فى مهاراته وفى لمساته وفى مراوغاته، وفى طريقة أهدافه. وهو من اللاعبين الذين تحب أن تذهب إليهم الكرة كى تستمتع بما يفعله بها.

** يبقى أن نجومية لاعب أو فنان أو موسيقار أو أديب لا تتوقف على حدود الملعب والمسرح، والسينما وصفحات كتاب، وإنما هو نجم سوبر لسلوكه خارج هذا كله، ولتواضعه، ولبساطته، ولثقافته، ولمحبته للناس، وللقيم التى يؤمن بها ويعمل عليها ومن أجلها، ولدوره الإجتماعى والإنسانى والخيرى.. فالنجوم السوبر فى الحياة هم كذلك لأنهم مميزون ومنفردون ومبدعون ويسبقون غيرهم وأقرانهم فى كل شىء..

** أرجو أن يحفظ الله صلاح ويحفظ موهبته. وأن يظل رهان صلاح فى الحياة على مزيد من النجاح، وأن ينحنى صلاح دائما أمام هذا النجاح وأمام محبة الناس.