حركة الجهاد الإسلامى تزداد قوة.. آن الأوان للتحاور مع «حماس» - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 5:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حركة الجهاد الإسلامى تزداد قوة.. آن الأوان للتحاور مع «حماس»

نشر فى : الثلاثاء 9 يناير 2018 - 10:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 9 يناير 2018 - 10:05 م
بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلى فإن حركة الجهاد الإسلامى هى التى تقف وراء قذائف الهاون التى استهدفت مستوطنات غلاف غزة فى الأيام الأخيرة. والأهمية المترتبة عن ذلك كبيرة.

منذ 2007، تاريخ سيطرة «حماس» على قطاع غزة، تعتبر إسرائيل أن الحركة هى الحاكم الفعلى هناك. ومباشرة بعد حدوث ذلك، أعلن رئيس الحكومة آنذاك إيهود أولمرت أن قطاع غزة «أرض معادية» تنطلق منها عمليات ضد السكان الإسرائيليين. وأن حركة «حماس» هى المسئولة عن كل ما يحدث هناك.

لقد كان بيان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلى فى 3 يناير خارجا عن المألوف. فهو لم يشِر هذه المرة إلى أن إسرائيل تعتبر «حماس» هى المسئولة عن القصف. قد يكون أحد أسباب ذلك، كما يبدو، هو أن «حماس» تجد صعوبة فى السيطرة على ما يجرى فى القطاع، بسبب التدخل الإيرانى الآخذ فى الازدياد.

ومع أنه يبدو أن «حماس» تقوم بمحاولات تهدئة الوضع على الأرض، تواصل حركة الجهاد الإسلامى إطلاق القذائف على إسرائيل. وكانت القذائف التى أُطلقت فى الأيام الأخيرة من صنع إيرانى، وهو ما يشير بصور رمزية إلى أن تعاظم القوة الإيرانية يجرى من خلال حركة الجهاد الإسلامى.

فى شهر مايو 2016 نشرت صحيفة الشرق الأوسط التى تصدر فى لندن أن إيران تدعم حركة الجهاد الإسلامى بمبلغ ثابت قدره 70 مليون دولار سنويا. كما تحدثت أيضا عن تعيين خالد منصور، المقرب من الحرس الإيرانى، قائدا للكتائب فى قطاع غزة.

تؤيد إيران أيضا حركة «حماس» (بحسب بيان أصدرته حماس فى أغسطس مؤخرا قدمت إيران سلاحا وأموالا كثيرة إلى الحركة بعد سنوات من قطع العلاقات بين الطرفين). لكن هناك عناصر تهدئة تؤثر أيضا فى الحركة مثل مصر. وحاليا، بعد «اتفاق المصالحة» مع السلطة الفلسطينية، يمكن الافتراض أن مصر ستحاول إقناع «حماس» بالمحافظة على الوضع القائم حيال إسرائيل وعدم تصعيده، بهدف تحقيق نتائج سياسية.

يبدو أن الأذرع الإيرانية الطويلة أصبحت تحيط بإسرائيل: من لبنان يتحرك حزب الله، الذى لا يستطيع البقاء من دونها. فى سوريا تموّل إيران ميليشيات شيعية تقاتل إلى جانب النظام السورى ضد المتمردين وهى تخطط للبقاء فى المنطقة أيضا بعد انتصار نظام الأسد. فى قطاع غزة لا يزال نفوذ إيران أقل كثيرا من نفوذها فى لبنان وفى سوريا، لكن إذا نجح الإيرانيون فى توسيع نفوذهم هناك أيضا فإن ذلك سيشكل تحديا صعبا جدا بالنسبة إلى دولة إسرائيل. حاليا تتنافس حركة الجهاد الإسلامى التى تأتى فى الدرجة الثانية من حيث الحجم مع حركة «حماس». وبواسطة الدعم الإيرانى يمكن أن تكبر الحركة وأن تتحول إلى تنظيم أكثر خطرا على إسرائيل، وستكون النتيجة نشوء جبهة إضافية تسيطر عليها إيران سيطرة كاملة. 

بناء على ذلك، ومع الصعوبة الذهنية التى ينطوى عليها الأمر، يتعين على إسرائيل أن تستعد للقيام بتغيير نظرى، وأن تحاول أن ترى أن «حماس» يمكن التحادث والتوصل إلى اتفاقات معها. وأن تحاول الدخول فى مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية إذا نضجت الشروط لذلك، حتى لو لم يجرِ تنفيذ مطلب الطاقم الوزارى المصغر بشأن نزع سلاح «حماس». وذلك من أجل الحئول دون تمدد حركة الجهاد الإسلامى التى يمكن أن تتحول إلى وضع دائم يؤدى إلى مزيد من توسع التهديد الإيرانى الوجودى لدولة إسرائيل. 

ليرام شتنتسلر كوبلنتس
يديعوت أحرونوت

 

التعليقات