العودة لإفريقيا من بوابة الجامعات - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العودة لإفريقيا من بوابة الجامعات

نشر فى : الأحد 8 يوليه 2018 - 10:10 م | آخر تحديث : الأحد 8 يوليه 2018 - 10:10 م

يوم الجمعة الماضى قال المستثمر البارز محمد فريد خميس إن الجامعة البريطانية فى مصر خصصت ٢٥٠ منحة سنويا للطلاب الأفارقة للدراسة فيها، على أن تتحمل الجامعة كل مصاريف إقامة الطلاب وتنقلاتهم، بل وتقدم لهم بدلا نقديا، لكن ولأسباب مختلفة، لم يتم ترجمة ذلك على الأرض، وإنه يناشد السلطات والأجهزة المختصة فى مصر خصوصا وزارة الخارجية أن تساعده فى ذلك.


كلام فريد خميس جاء فى سياق ترأسه اجتماع مجلس أمناء الجامعة البريطانية، فى لندن بحضور نخبة وكوكبة من العلماء والشخصيات العامة البارزة فى مصر والبلدان العربية والأوروبية.

سألت فريد خميس، وما الذى يمنع تحقيق ذلك؟

قال لى أنت صحفى ويمكنك أن تعرف!

كنت أظن أن المشكلة عند رجال الأعمال الذين لا يقومون بأداء الدور الاجتماعى المنوط بهم، لكن هذه الواقعة جعلتنى أعيد النظر فى الأمر، لنكتشف أن الروتين وعدم التنسيق بين الجهات والمؤسسات المختلفة يمكن أن يهدر العديد من الفرص التى قد تعيد لمصر دورها وريادتها فى إفريقيا. إذا كان هناك من يعرض تقديم ٢٥٠ منحة كاملة مجانا كل عام، فلماذا نهدر هذه الفرصة، خصوصا أن الجميع يتحدث عن ضرورة العودة لإفريقيا حفاظا على أمننا القومى.

فريد خميس قال لى عقب اجتماع مجلس الأمناء ظهر يوم الجمعة الماضى، ان حل كثير من مشاكلنا هو العودة لإفريقيا، مذكرا بالفترة الذهبية أيام الرئيس الاسبق جمال عبدالناصر، وأن غالبية القادة وكبار المسئولين الأفارقة درسوا فى مصر، وعادوا لبلدانهم ليمثلوا القوة الناعمة لنا، وبعضهم لم يدرس فقط فى جامعة القاهرة وعين شمس، بل ذهبوا أيضا إلى جامعات إقليمية مثل طنطا.

الجامعة البريطانية، وكما يقول رئيسها دكتور أحمد حمد، استحدثت منذ ست سنوات مركزا باسم إفريقيا، يرأسه السفير على الحفنى، ودوره التركيز على كل ما من شأنه دعم التعاون العلمى مع القارة الإفريقية وجامعاتها.

الدكتور مصطفى الفقى وهو أول رئيس للجامعة البريطانية، قال إنه كان هناك منصب مساعد للرئيس بالجامعة مهمته التعاون مع إفريقيا، فى إطار رؤية عامة تعنى بالتوجه إلى هذه القارة والانفتاح عليها.

فى هذا الاجتماع كان هناك نقاش مستمر ومهم يدور حول سؤال: هل تتوجه الجامعات المصرية لاستقطاب الطلاب العرب أم الأفارقة؟ فريد خميس كان من أنصار التركيز على إفريقيا، وعمرو موسى كان من أنصار التركيز على إفريقيا ومعها العالم العربى ومنطقة البحر المتوسط، مذكرا بأن الدستور يقول إن مصر دولة إفريقية وعربية أيضا، أما مصطفى الفقى فقال إنه لا تعارض بين العرب وإفريقيا.

فى الماضى كنا نتباهى بالدور الذى لعبته الجامعات المصرية والأزهر الشريف، فى المنح الدراسية للطلاب الأفارقة، واليوم هناك فرصة حقيقية أن تحذو الجامعات المصرية حذو خطوة الجامعة البريطانية بالقاهرة، بتخصيص منح دراسية مجانية للطلاب الأفارقة.


إذا حدث ذلك وتم تطبيقه فسوف يكون خطوة مهمة وعميقة الأثر فى العودة للتأثير مرة أخرى فى القارة الإفريقية بعد سنوات طويلة من الإهمال والتجاهل، دفعنا ثمنها غاليا فى السنوات الأخيرة، خصوصا فى مسألة مياه النيل واتفاقية عنتيبى.


نتمنى أن نجد إجابة من كل السلطات المختصة لسؤال لماذا تتعطل مبادرة مهمة، مثل تخصيص 250 منحة للطلاب الأفارقة، هى لن تكلف الحكومة مليما واحدا وستفيد الدولة بأكملها؟!!!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي