العمل الحر وسياسات دولة الرفاهة - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العمل الحر وسياسات دولة الرفاهة

نشر فى : الجمعة 1 سبتمبر 2017 - 9:50 م | آخر تحديث : الجمعة 1 سبتمبر 2017 - 9:50 م

نشرت مجلة «The Globalist» مقالا للكاتب «ستفين هيل» المحرر بالمجلة يتناول التحول فى نمط العمل نحو التوظيف عن بعد والعمل الحر فى ظل الاقتصاد الرقمى، وما يترتب عليه من تحول فى سياسات واقتصادات ومسئوليات الدول تجاه مواطنيها، من خلال دراسة ظروف ألمانيا.
استهل الكاتب مقاله من خلال تناول تغير طبيعة العمل، فمع قلة فرص العمل التقليدى ذى الدوام الكلى، لجأ الأفراد إلى نمط العمل الحر (عن بعد) من أجل توفير مصادر دخل اضافية لهم خاصة مع التطور التكنولوجى وايجاد أسواق عمل عن بعد باستخدام الانترنت، وما استتبعه من تغيرات فى طبيعة الاقتصاد التقليدى ليصبح اقتصادا رقميا، وما ينتج عنه من تغير فى مسئوليات دولة الرفاهة.
وينتقل الكاتب إلى تحليل وضع الاقتصاد الألمانى حاليا فى ظل تلك التغيرات الرقمية، حيث انخفضت نسبة البطالة، وزادت نسبة الوظائف ذات الدوام الجزئى، وفرص العمل الحر لتمثل 27% من جملة فرص العمل الموجودة. حيث يتضاعف عدد الألمان ممن يعملون فى أكثر من وظيفة عن بعد فى نفس الوقت إلى أن قارب 2.2 مليون ألمانى.
ويتناول بعض النماذج الناجحة فى مجال العمل الحر وريادة الأعمال والتى تحاول تحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا الحديثة والانترنت والتطبيقات الجديدة، مثل تأسيس شركة «clickــworkers» المختصة فى تصميم وبرمجة الحاسب والمواقع الالكترونية والتى حققت أرباحا جمة بسبب حاجة العملاء لهذه الخدمات التقنية، وأيضا هناك مشروع يعتمد على تلقى طلب الخدمة من العميل عن بعد من خلال تطبيقات الهواتف الذكية والمواقع الالكترونية كى يتمكن العميل من طلب خدمة توصيل الطلبات أو تنظيف المنزل أو تأجير العقارات بضغطة زر فقط من مكانه ويحصل على خدمة جيدة وسريعة وأقل فى تكلفتها من الطرق التقليدية.
وينتقل الكاتب لتناول مميزات العمل الحر ووظائف الدوام الجزئى لدى العاملين به ولدى العملاء الذين يوظفونهم، فهى فرصة جيدة للعاملين كى يحسنوا دخولهم خاصة لو كانوا فى مقتبل العمر فى بداية حياتهم العملية، وعلى الجانب الآخر يفضل أرباب الأعمال توظيف ذلك النوع من العمالة لأنها أقل تكلفة من مثيلتها ذات الدوام الكلى التى تجبره على توقيع عقود والتزامات وتوفير رواتب شهرية ثابتة وفق القانون كما أنهم متاحون دائما عبر الانترنت لا يضيعون على صاحب العمل الفرص ولا يعطلون الانتاج بسبب العطلات والاجازات الممنوحة للعمالة ذات الدوام الكلى ولا تكلف صاحب العمل عبء توفير مكان وأدوات عمل ووسائل انتقال ومقر للشركة... الخ، فتلك العمالة الحرة التى يتم توظيفها عن بعد توفر نحو 25%: 30% من تكلفة العمل عن تعيين العمالة الدائمة.
لكن العمل الحر عن بعد، وكل أنماط ريادة الأعمال ليست مثالية تعطى أصحابها مميزات فقط، حيث إنها لها أوجه نقص وعيوب، حيث إنها فرص غير ثابتة وغير مضمونة، بالرغم من ما توفره من أرباح إلا أنه لا يوجد ضمان لاستمرارية الحصول على نفس مستوى الدخل الثابت، فهى لا تعطى أمانا وظيفيا، ولا يوجد أى تأمين اجتماعى للعمالة الحرة فهم مضطرون لاقتطاع جزء من أجورهم حتى يؤمنوا مستقبلهم فيما بعد بلوغ سن التقاعد، كما أنهم لا يتمتعون بأى تأمين صحى لذلك فهم يدفعون أكثر من 14.6% من أجورهم للحصول على الرعاية الصحية، كما أن العمل الحر غير محكوم فى القانون الألمانى لذلك قد نجد أن مستوى الأجور متدنٍ فهو لا يخضع للحد الأدنى للأجور لذلك فالعديد منهم عرضة للوقوع فى خطر الفقر.
اختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أهمية ريادة الأعمال وما حققته فرص العمل الحر من تحريك ركود الأسواق وتوفير فرص عمل جديدة وخفض نسب البطالة، إلا أنها ــ بسبب أنها أعمال غير مستقرة وغير مؤمنة ولا يوجد ضمان لاستمراريتها ــ تمثل تهديدا كبيرا لاقتصادات الدول فى المدى البعيد، إذا انقطع مصدر رزق قطاع كبير من سكان تلك الدول فى أى وقت خاصة لو تعرض الاقتصاد لهزات أو أزمات قد تفضى إلى عدم استقرار للاقتصادات فى المستقبل، لذلك لابد من تأمين أوضاع ذلك القطاع الواسع قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.

النص الأصلى

https://goo.gl/oDYudc

التعليقات