ماذا يفعل أردوغان فى البوسنة؟

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 26 مايو 2018 - 10:10 م بتوقيت القاهرة

قام الرئيس التركى أردوغان بنقل حملته الانتخابية من داخل بلاده إلى خارجها وتحديدا فى البوسنة بعد أن رفضت عدة دول أوروبية مثل ألمانيا والنمسا أن يعقد فيها الرئيس مهرجانات انتخابية لإعادة انتخابه رئيسا لتركيا فيها وهذه ليست أول مرة فأثناء الانتخابات البرلمانية عقد «الحزب الحاكم للعدالة والتنمية» عدة مؤتمرات فى بعض الدول الأوربية وتبرر تركيا ذلك بأن أكثر من 3 ملايين ناخب تركى يعيشون فى أوربا ويهدف أوردغان أن يخلق من هؤلاء «لوبى» لحماية مصالح تركيا فى أوروبا والمطالبة المستمرة أن تنضم إلى الاتحاد الأوربى التى ما زالت دول أوربية تقاوم انضمام تركيا لهذا الاتحاد الاوربى. 

البوسنة عاشت أربعة قرون تحت الاحتلال العثمانى حتى عام 1878 حكمت تلك الشعوب بالحديد والنار والمجازر كما مرت على البوسنة فى التسعينيات حرب أهلية ما زالت تعانى من آثارها المدمرة وانقسام دينى حاد، فنصف سكان البوسنة مسلمون (3,5 مليون) والثلث من الأورثوذكس (على نفس طقس الروم الأورثوذكس) و15% من السكان من الكروات وهم من الكاثوليك. وتركيا ترى أن البوسنة والهرسك وبلاد البلقان التى فيها عدد سكان مسلم كبير هو امتداد طبيعى لتركيا ويطمع أردوغان بإعادة إحياء الأمبراطورية العثمانية من جديد عليها أن تهيمن على شرق البحر المتوسط، فتركيا تريد أن تلعب دور الشرطى فى المنطقة فى سوريا تارة ومع الأكراد تارة أخرى، تحارب داعش تارة ونشترى منهم البترول تارة أخرى فتركيا تعمل على توسيع رقعة نفوذها ولا حدود لأطماع أردوغان.

مصر تعى هذا الخطر العثمانى، فمصر وتركيا وإن كانت لها تاريخ مشترك إلا أن فى فترات كثيرة من التاريخ كانت مصر وتركيا ندين ومع إعادة إحياء الدور التركى العثمانى المفقود الحضور المصرى الإيجابى مطلوب.
 
 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved